نعم يا ياس خضير العلي الثقافة العربية أقدم من اليونانية والعبرانية!(1)
مصطفى إنشاصي
وصلني من كم يوم مقالة للصحفي ياس خضير العلي عبر النت بالعنوان أعلاه
ولم أتمكن من قراءتها إلا الليلة، ولأن الموضوع لدي في كل النقاط التي
طرحها بحث نقدي لما هو متداول بين مثقفينا وعلى ألسنة العامة والخاصة من
مفاهيم خاطئة وقد سبق لي أن نشرت جزء كبير منه على حلقات في مواقع
الكترونية عدة، وجدت من الواجب علي كمنتمي إلى هذه الأمة وغيور عليها أن
أعيد أضيف لمقالة الأخ ياس ما آمل أن يكون فيه الفائدة للعامة والخاصة من
أبناء وطننا. لأننا في حاجة لإعادة كتابة تاريخ وطننا من وجهة نظرنا نحن
لا هم في هذا العصر الذي تفرق فيه العرب إلى قبائل وشعوب وتمزق وتشتت
الوطن الواحد إلى أوطان وكيانات فسيفسائية أُنشئت على أسس وتقسيمات
ونعرات إقليمية من صنع المستشرقين وعلماء الآثار الغربيين من اليهود
والنصارى الذين كانوا يضعون مخططات التمزيق للأمة والوطن جنباً إلى جنب
مع عمليات التنقيب والحفر عن آثار القبائل العربية التي شادت في وطننا
حضارات متتالية ومتعاقبة كان ولا زال لها كثير من الفضائل على الحضارة
الإنسانية والغربية خاصة! وسنتحدث عن التالي:
1ـ علماء الآثار وحقيقة الشعوب واللغات السامية.
2ـ العبرية الحالية ليست العبرية القديمة لغة (الكنعانيين)؟!.
3ـ عرب لا ساميون: وحدة الجغرافيا والعرق والروح والثقافة.
4ـ سادة ومعلمي العالم الحضارة.
1ـ علماء الآثار وحقيقة الشعوب واللغات السامية.
أوضحنا سابقاً أن كتبة التوراة اختلقوا القصة السابق ذكرها عن سيدنا نوح
عليه السلام ليحرموا مَنْ زعموا أنه (كنعان ابن حام) من الحق في مشاركة
من زعموا أنهم أبناء (سام بن نوح) في البركة، جعلوا أصل جميع أجناس الأرض
بعد الطوفان هم أبناء سيدنا نوح عليه السلام، دون ذكر للقلة التي آمنت
معه من قومه وركبوا معه السفينة، وقصروا ركاب السفينة على نوح وأبنائه
وزوجاتهم! أن علماء الأجناس والتاريخ والآثار وصنفوا الأصول العرقية
للبشر على النحو التالي: (سام) الأب الأعلى للعرب واليهود. و(حام) الأب
الأعلى للزنوج والأفارقة، و(يافث) الأب الأعلى للأوربيين والأجناس
الأخرى؟. علماً أن أولئك العلماء وإلى حد بعيد التوراة نفسها تتناقض
آرائهم مع ذلك التقسيم عندما يعتبروا القبائل العربية التي سكنت فلسطين
(الكنعانيون حسب نسبتهم في التوراة إلى كنعان بن حام) قبائل عربية تنسب
إلى (الساميين بحسب أيضاً أجناس التوراة)؟!.
ولأن تلك القصة مختلقة وكاذبة ولا دليل على صحتها إلا ما جاء في كتاب
اليهود التوراة، الذي لا يمكن بأي حال أن يُعتبر كتاب دين سماوي ولا مصدر
تاريخي موثوق يمكن الاستدلال بما جاء فيه؛ يجب علينا استبدال تلك
المصطلحات والأسماء والمفاهيم التي أصبحت مسلمات وحقائق تاريخية وعرقية
وعلمية عالمية بأسماء عربية، وخاصة التي تشير إلى مفاهيم دينية وتاريخية
وأهداف ومصالح يهودية ـ غربية في وطننا، في الوقت الذي لا يوجد فيه عليها
أي دليل علمي إلا ما جاء في التوراة عن تاريخ أنساب الأجناس البشرية بعد
الطوفان.
فقد درج البُاحثة والعلماء الغربيين الذين كما نعلم أسسوا علم الآثار من
أجل تأكيد صحة ما جاء من خرافات وأساطير في التوراة اليهودية، ولتتبع
رحلتي سيدنا إبراهيم وموسى على الأخص لإثبات حق اليهود المزعوم في وطننا
من الفرات إلى النيل وأن فلسطين هي (أرض الميعاد) لليهود لإقامة (الدولة
الموعودة) لهم فيها، لتحقيق أهداف أخرى ضد الأمة والوطن ليست موضوعنا،
وتبعهم بالنقل والنسخ دون مراجعة أو تدقيق أو تمحيص لآرائهم وكتاباتهم
وهم يدسون السُم في العسل معظم الكتاب العرب. وقد درج علماء الغرب على
تسمية الشعوب التي تُنسب إلى جزيرة العرب أو التي تتشارك في اللغة
والأفكار والعقائد من سكان العراق وبلاد الشام ووادي النيل ودوله
بـ(الشعوب السامية)، وهي تسمية حديثة وضعها مستشرق نمساوي (شلوتزر ولهلم)
سنة 1781م نسبة إلى (سام بن نوح)، الذي ذكر سفر التكوين من ذريته أقواماً
عاشوا في جزيرة العرب والأقطار المجاورة لها كـ(الكنعانيين) والآراميين
والسبئيين والكوشيين والمصريين …الخ بعد أن لاحظ أوجه التشابه الظاهرة
بين لغاتها وأفكارها وعقائدها
يقول الدكتور (عبد ا لواحد وافي) "يطلق الآن لقب (الساميين) على الشعوب
الآرامية والفينيقية والعبرية واليمنية والبابلية والآشورية، وما انحدر
من هذه الشعوب. وأول من استخدم (شلوتزر) في أواخر القرن الثامن عشر، وقد
ورثه مما اقتبسه من سفر التكوين بعدد أولاد نوح الثلاثة (سام وحام ويافث)
والشعوب التي انحدرت من كل ولد منهم ... وعلى هذا الأساس عد سفر التكوين
الفينيقية من الشعوب الحامية مع أنهم من أخلص السامية نسباً وأقربهم
رحماً إلى العربية) .
كما أسس علماء الغرب علم جديد أطلقوا عليه اسم (اللغات السامية أو لغات
الشعوب السامية) وبدؤوا يؤسسوا لذلك العلم من أجل تحقيق نفس أهداف علم
الآثار الذي أسسوه سابقاً، واللغات (السامية) تطلق على لغات القبائل
العربية التي سكنت الجزيرة العربية منذ فجر وما قبل فجر التاريخ وسموها
(الساميون)، وقد تحدثت تلك القبائل لغة انحدرت من أصل واحد هي لغة غنية
بمفرداتها وآثارها الأدبية وقد تشعبت إلى فروع ولهجات يمكن تقسيمها إلى
كتلتين: شرقية وأهم فروعها اللغة الآكدية ومنها البابلية والأشورية، ثم
اللغات العربية الجنوبية كالحميرية والمعينية والسبئية والحبشية. أما
الكتلة الغربية فهي الأمورية والكنعانية والفينيقية والعبرية والعربية
الشمالية (الحجازية). . "
وهناك تقسيم أكثر تفصيلاً ذكره الدكتور(شوقي ضيف) في سلسلة "تاريخ الأدب
العربي"، حيث يقول: "وقد قسمها علماء اللغات إلى شمالية وجنوبية، وقسموا
الشمالية إلى شرقية، وغربية، أما الشرقية البابلية والآشورية، وأما
الغربية (لغة نقوش رأس شمرا) والكنعانية والآرامية، وقسموا الجنوبية إلى
عربية شمالية، وهي الفصحى، وعربية جنوبية وهي لغة بلاد اليمن وما والاها
في الزمن القديم" .
وبعد أن أشبعوا تلك اللغات دراسة وتصنيف وتقسيم انتهوا إلى نتيجة هي
الأكثر خباثة وأشد خطورة؛ من أجل إثبات زعم اليهود في نسبتهم إلى مَنْ
زعمت التوراة أنه (سام بن نوح) ليثبتوا صحة تلك الخرافة التي بدأنا
حديثنا عنها، وهي: "وحدة الجنس العربي"، وحتى لا يفهم البعض موقفي خطأ
هنا؛ أوضح أني لست ضد النظرية ولكني ضد المقدمات والحيثيات التي اعتمدوا
عليها ليثبتوا صحة ذلك، وطريقة التحليل والنتائج التي وصلوا إليها ولها
علاقة بمحاولة إثبات صحة تلك الخرافات والأساطير التوراتية التي اختزلت
كل حق وكل ما هو إنساني في (ذرية سام بن نوح) من دون بقية إخوته وذريتهم،
وفي اليهود فقط من ذرية (سام بن نوح). ويجمل الدكتور (محمد خليفة حسن)
آراء علماء تاريخ (الشعوب السامية) الغربيين الذين قالوا بوحدة الجنس
العربي في الآتي:
أنه قبل أن تتكون الشعوب (السامية) كان لها أصل واحد منه تفرعت، ألا وهو
الأصل العربي أو الجنس العربي، ونفس النظرية تنطبق على نشأة لغات الشعوب
(السامية)، فقبل أن تتطور تلك اللغات كان لها أصل لغوي واحد تفرعت عنه،
ألا وهو الأصل اللغوي العربي، ممثلاً في اللغة العربية التي كانت بلا شك
اللغة (السامية) الأم! كما كان الشعب العربي هو الشعب (السامي) الأم لكل
الشعوب (السامية) . بناء على ذلك خلصوا إلى نتيجة أخرى خاصة بأصل ما يسمى
(اللغات السامية)، وهي: "إن رجوع هذه اللغات (السامية) جميعها إلى فصيلة
واحدة ليحمل على أن الأمم الناطقة بها ترجع كذلك إلى أصل واحد وإنها قبل
تفرقها كانت تؤلف وحدة شعبية" . كما يقول الدكتور (صبحي الصالح) نقلاً عن
المؤرخ اليهودي الصهيوني (إسرائيل ولفنسون): "يبدو أن اللغات السامية قبل
تفرقها كانت ترجع إلى أصل واحد، وتشكل شبه وحدة شعبية، إلا أن من العسير
جداً تعيين ذاك الأصل الواحد وتحديد هذه الوحدة" . وهذا القول كغيره مما
قال به علماء ما يسمى (تاريخ الشعوب السامية) الغربيين إنما هو إعادة
إنتاج لخرافات التوراة وتقديمها في ثوب علمي زائف وخادع لمحاولة إثبات
صحتها! وما قالوه هو مضمون ما جاء في التوراة: "وَكَانَتِ \لأَرْضُ
كُلُّهَا لِسَاناً وَ\حِداً وَلُغَةً وَ\حِدَةً. ... وَقَالَ \لرَّبُّ:
«هُوَذَا شَعْبٌ وَ\حِدٌ وَلِسَانٌ وَ\حِدٌ لِجَمِيعِهِمْ وَهَذَا
\بْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَ\لْآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ
مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ
لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ».
فَبَدَّدَهُمُ \لرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ \لأَرْضِ". (سفر
التكوين: 11/1ـ10).
ولكن الدكتور (شوقي ضيف) في سلسلة "تاريخ الأدب العربي" يتحفظ على تلك
النتيجة الخبيثة التي توصل لها علماء ما يسمى (اللغات السامية)، فيقول:
"(الساميون): كلمة تطلق على مجموعة من الشعوب في (الشرق الأوسط)، دلت
القرابة على لغاتها أنها كانت من الأصل تتكلم بلهجات متقاربة، تطورت إلى
لغات سميت جميعاً باسم (السامية)، أخذاً من اسم (سام بن نوح) الذي ورد
ذكره في التوراة، وهي تسمية اصطلاحية، فليس هناك أمة تسمى بالأمة
(السامية)، إنما هناك صلات لغوية بين طائفة من اللغات، تدل على أنها ترجع
إلى أصل واحد" .
وعلى الرغم من إجماع علماء (تاريخ الشعوب السامية) الغربيين الذين قالوا
بوحدة الجنس العربي على أن الأمم الناطقة باللغات (السامية) قبل تفرقها
كانت تؤلف وحدة شعبية واحدة، هي الشعب العربي، إلا أنهم اختلفوا حول
الموطن الأول لذلك الشعب، كما اختلفوا حول اللغة الأولى التي كان يتكلمها
(الشعب السامي) أيام إن كان أبناؤه مجتمعين في موطن. وقد كان أحبار
اليهود في العصور القديمة يعتقدون أن العبرية هي أقدم لغة إنسانية،
وانتشر هذا الرأي عند كثير من الباحثين حتى بعض العرب أنفسهم ذهبوا إليه.
وذهب بعضهم إلى أن الآشورية والبابلية هي أقدم لغات (السامية)، وذهب
طائفة من المحدثين وعلى رأسهم العلامة (أولهوزن) إلى أن اللغة العربية هي
أقرب اللغات (السامية) إلى اللغة (السامية) الأولى .
ولأن إعادة إنتاج تلك الخرافات والصياغات الركيكة في التوراة عن الأصل
الواحد في ثوب العلم والعلمية تمهيداً للوصول إلى نتيجة شبه حتمية تؤكد
صحة الأسطورة التوراتية وحق اليهود فيها فإن الأمر لم يقف عند ذلك؛
ولكنهم أضافوا: ولوضوح الشبه بين أفراد هذه الفصيلة فطن الباحثون منذ
عصور سحيقة إلى صلات القرابة التي تربطها بعضها ببعض، فتشابه اللغتين
العربية والآرامية قد بلغ درجة لا تخفى معها قرابتهما حتى على أقل الناس
إلماماً بهذه الشؤون. لذلك كثير من قدامى الباحثين أشار إلى انتمائهما
إلى فصيلة واحدة، وتشابه اللغتين العبرية والعربية، قد ظهر في القرن
العاشر الميلادي، ففي هذا القرن أدرك كثير من علماء اليهود وجوه القرابة
بين هاتين اللغتين . ما يعني أن اللغة العبرية التي يتكلم بها اليهود
الآن لغة موجودة منذ ما قبل فجر التاريخ، ومن أقدم اللغات التي عرفها
الإنسان، وهي صنو اللغة العربية، وهي أقرب اللغات بعد اللغة العربية إلى
اللغة (السامية الأولى)؟!! وغالباً ما يسوق بعض العلماء أو الناقلين
العرب والمسلمين للعلوم والمعارف عن الغرب واليهود دون تدقيق أو تمحيص،
مثلاً ذكره المؤرخ اليهودي الصهيوني (إسرائيل ولفنسون) ليؤكدوا على صحة
ذلك، وهو:
اختلاف العلماء في معنى كلمة عبري، مَنْ قال أنها لقب كان لإبراهيم
الخليل بعد أن عبر النهر، وسمي أحفاده بعده بالعبرانيين، ومن قائل إنها
نسبة إبراهيم إلى أحد أجداده الذي جاء في سفر التكوين باسم عابر، ولكن
الأقرب إلى المعقول كما يقول (محمد الأنطاكي)، ما ذهب له (إسرائيل
ولفنسون) من أن الكلمة كما يدل عليها اشتقاقها في اللسانين العبري
والعربي تدل على الرحلة والتنقل. وأنه لما استوطن العبرانيين (يقصد أحفاد
إبراهيم) نسبة إلى عبور النهر أو الصحراء أرض (كنعان) وعرفوا المدنية
والحضارة صاروا يُعرفون باسم بني إسرائيل فقط. ثم بعد ذلك ذاب بنو
إسرائيل وامتزجوا كالعماليق والمؤابيين والمدينيين وغيرهم في إخوانهم
الآراميين . ويتساءل ولفنسون بعد ذلك مندهشاً ومستهجناً ليخلص إلى نفس
النتيجة التي قررتها الخرافة التوراتية السابق ذكرها، ويجعل من اللغة
العبرية أصلاً: "كيف يُعقل أن تكون (الكنعانية) أًصلاً والعبرية فرعاً في
حين أن (الكنعانيين) والعبريين والآراميين إنما هم فروع لأصل واحد مشترك
بينهم جميعاً ولا يمكن أن يقال: إن هذه اللغة متفرعة عن الأخرى استناداً
إلى قوة الشبه بينها إلا إذا ثبت بأدلة أخرى أن العبرانيين قد اقتبسوا
لغتهم العبرية من اللغة (الكنعانية)، وأما شدة القرب بين اللغتين فلا
يمكن إلا أن تدل على شيء واحد وهو أن اللغتين في الأصل لغة واحدة" .
يعلق الدكتور (عبد المسيح جورج متري) على محاولات ولفنسون قلب الحقائق
وتزوير التاريخ: "حاول أن يقلب الأمور ويعكسها، أن يجعل الربيب أصلاً من
المربي فرعاً أو أخاً، إن التعاطف قد يعمي الباحث العلمي عن الحقيقة
ويغدو الباحث لا علمياً في حين يدعي أنه يبحث بعلمية ومنهجية ولكن عين
الرضا هي التي لا يبصرون بها إلا محاسن اليهود" .
يريد أن يقول (إسرائيل ولفنسون) وأنصار نظرية (الجنس العربي الواحد)،
وعلماء ما يسمى (اللغات السامية) أنه وبعد أن انقرضت جميع تلك اللغات
(السامية) الأخرى ولم تعد لغات حية، ولم يبقَ منها إلا اللغة العربية
الثابت قطعاً أنها استمرار للغة الأولى لجميع تلك الشعوب، وبحكم أن اللغة
العبرية الحالية هي الأقرب إلى اللغة العربية ـ بحسب زعمهم ـ فإن ذلك
يعني صحة انتساب اليهود الحاليين الذين يتكلمون اللغة العبرية إلى مَنْ
يزعمون أنه (سام بن نوح)، وأنه من حق يهود الخزر المتهودون في القرن
الثامن الميلادي، الذين لا يمتون بأي صلة عرقية للعرب ولبني إسرائيل
الأوائل، الذين يزعمون أنهم هم أحفاد بني إسرائيل الذين كانوا مع موسى،
ووعدهم الرب بفلسطين (أرض الميعاد)! وأنهم أبناء عمومة العرب الذين
يسكنون الأرض من الفرات إلى النيل! وعلى ذلك تكون الخرافة التي زعمتها
التوراة عن سيدنا نوح وأصل الأجناس البشرية صحيحة، وهي صحيحة بدون ذلك
عند النصارى الذين يؤمنون بالتوراة على أنها (العهد القديم)، وأنها وحي
ومنزلة من الله على سيدنا موسى، أنه (سام بن نوح)! كما أن خرافة التوراة
عن مباركة الله لـ(سام بن نوح) وذريته وحرمان (كنعان بن حام) بسبب خطيئة
أبيه صحيحة أيضاً.
تلك المزاعم بدعوى النظريات العلمية والدراسات المنهجية تحتاج منا إلى
كشف زيفها وكذبها حتى لا يبقَ مخدوعاً بها كثير من أبناء وطننا!.