منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 2 من 2

العرض المتطور

  1. #1

    *- لا تزعم العدل فيما لا تستطيع -*

    قال الله تعالى:"ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم فلا تميلوا كل الميل فتذروها كالمعلقة وإن تصلحوا وتتقوا فإن الله كان غفورا رحيما"سورة النساء/129/.
    قرار الهي إزاء فريق من الرجال ،إنهم أولئك الذين يرغبون بتعدد الزوجات .
    فالذي يريد أن يتزوج بأكثر من زوجة,اثنتان ,ثلاثة,أربع مطلوب منه العدل.وإلا وإلا اقتصر على واحدة لا غير " فإن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة ..." فإذا كان الرجل لا يخاف على نفسه الوقوع في الظلم ، وأكد أنه قادر على إقامة العدل بين زوجاته ، سألناه ، هل تعلم حدود العدل المطلوب منك ، وهل أنت قادر عليه حقاً وعلى بسطه واقعاً؟
    إن كنت تعلم مفردات العدل الزوجي وحدوده ، إذاً فالتزمها على قدر الاستطاعة .
    " لا يكلف الله نفساً إلا وسعها " بيد أنا نلمس القدوة في العدل الزوجي إنه سيد العادلين وإمامهم وتاجهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .حيث يعلمنا منهج العدل بين الزوجات بوضوح وبساطة بعيداً عن التعقيد والتشابك .
    عن أم المؤمنين عائشة _رضي الله عنها_ قالت :" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم بيننا فيعدل ، ثم يقول :" اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك ." يعني " ميل القلب" { الفقه ، ثالث ثانوي بنات ص65 وزارة التربية والتعليم – السعودية ط 2005 -2006 م}.
    إذن العدل في بيت النبوة هو المقياس المعتدل الذي يجب المصير إليه .مفرداته القسم ، المتضمن ما يأتي ، مبيت – سكن-نفقة ، هذا من حيث المادة أما من حيث المعاملة فهو : لطف – مؤانسة – طلاقة وجه – نصح وتوجيه . تلك هي مضامين العدل في البيت النبوي في مفرداتها المجردة. لكن تحتاج إلى تفصيل لمعرفة أبعادها وما لحق بها من تطورات اجتماعية فرضها الواقع الحياتي الذي لا يملك الإنسان الخروج عنه ، بل هو محاط به من كل جانب . إن المجتمع في العصر النبوي كان طابعه البساطة في الحياة :
    لباس ، طعام ، شراب ، مسكن، ..... كل ذلك بسيط كاف ٍ بعيداً عن الترف والإسراف فحجرات زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، كانت مشيدةً من الطين وسقوفها من جريد النخل ، ومحتواها بسيط ، فلا تكاد تجد فيها سوى حصيرٍ وفراش ووسادة ليف وبعض أدوات الطعام البسيطة . ومثل ذلك اللباس ، ثوب أو ثوبين للرجل والمرأة . والنفقةُ اليومية كانت على حسب غنى الرجل وإعساره تضيق حيناً وتتسع حيناً.
    لكن ما إن انحسر عصر النبي صلى الله عليه وسلم والراشدين ، حتى بدأ الحياة تأخذ منحىً جديداً . فاتسعت المدن وتطور العمران ، واتخذت القصور والجنات ، وكثر المال ، ومازال هذا الواقع الجديد يفرض نفسه عبر سلسلة التقدم الاجتماعي . فأصبح العدل الذي كان مستطاعاً في عصر النبي صلى الله عليه وسلم صعب التحقيق واقعاً في هذه الأيام، نظراً لصعوبة الحصول على المال من كسبٍ حلال خالص ، ولارتفاع نفقات الزواج وبناء المسكن . فالمهر بمئات الآلاف ، والجهاز مثله غرفة نومٍ قيمتها ...... ألف وغسالة ومكيف وبراد وتلفاز وسجاد ووسائد وغرف مفروشة بأفخر أنواع الفرش ، والمسكن كذلك غرف متعددة ، دهانات وكسوة من حجر فاخر وغير ذلك كثير .......
    فكيف إذاً نجاري العصر ونتمسك بالعدل ؟ لا أقول باستحالة العدل بل هو شاق ٌ ولا يستطيعه كل الناس ، بل ربما كان في متناول فريق محدود هم الأغنياء . أما الفقراء فعسيرٌ عليهم ذلك . وقد يغنيهم الله ،فيلحقون بإخوانهم الأغنياء . وعلى كل حال فالحياة متقلبة لا تثبت على حال . أما ما يتصل بالجانب التعاملي من العدل ، فتلك أخلاقيات المسلم ، لا يحكمها تطور بل هي سجايا المؤمن لا تفارقه ، بل هي لون من العبادة في معتقده . بيد أن هذه الخلال قد تتأثر بالمخالطة في ميادين العمل . أو بالحالة النفسية فتغيب حيناً وتتألق أحياناً ، فتلك خارج إطار السيطرة . وهي قرينة تلك الحالة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي ميل القلب إلى زوجةٍ دون أخرى . فمهما كنت حريصاً على بسط العدل في بيوت الزوجية فلن تظفر بإقامته بحدوده الدقيقة . والمطلوب منك ألاّ تميل إلى أيٍ من ألوان الظلم بحق أيٍ من زوجاتك ، لا هجر ولا إعراض ولا امتناع عن الفراش ، لا حرمان من ضروريات الحياة التي لابد منها. امض في حياتك على نسق واضح متزن وابسط رعايتك على سائر زوجاتك .تزود بالصبر والحلم ليكن صدرك واسعاً ، فقد رضيت لنفسك السيادة على أكثر من بيت وآثرت أن تكون زوجاً لأكثر من امرأة ، إذن الإصلاح إذا حصلت أسبابه مطلوب وحماية النفس من الظلم برح عظيم وسعادة وأي سعادة في الدنيا والآخرة . وعندما تمضي في الطريق المرسوم لك في منهج الله فأنت من أهل الحق وهؤلاء مشمولون بالرحمة والمغفرة.



    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ

  2. #2

    رد: *- لا تزعم العدل فيما لا تستطيع -*


    السلام عليكم
    حقيقة مقال نحتاج اليه ونحن نرى هذه الرجعة وبقوة للزواج الثاني وهل كان في الاصل الا عادة متبعة رشدها الاسلام؟ وهي للضرورة ولاسبابها الخاصة وليس لسبب آخر هامشي؟ منها عيب في الاولى وعصمة من الزلل للرجل الخ...
    حقيقة هناك تجاوزات ماانزل الله بها من سلطان
    مرور وتحية
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

المواضيع المتشابهه

  1. لا تشغل بالك /فهد عامر الأحمدي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-03-2014, 03:29 PM
  2. حاول أن تفكر فيما تستطيع #السيطرة عليه
    بواسطة أبو فراس في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-12-2013, 04:54 AM
  3. لا تشغل بالك /فهد عامر الأحمدي
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان البرمجة اللغوية العصبية.
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-13-2013, 03:23 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 10-16-2012, 08:05 PM
  5. فيروسات تشغل بطاريات المستقبل
    بواسطة ريمه الخاني في المنتدى فرسان أخبار العلوم.
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 11-19-2008, 10:51 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •