ماذا بإمكانك أن تفعل في سبعة أيام؟
لبنى ياسين
عندما كنت أتجول في معرض الكتاب، لفتت نظري عدة كتب تحمل عنواناً يحتوي وصفة سحرية للأيام السبعة، (كيف تتعلم الانكليزية في سبعة أيام؟ كيف تتعلم الألمانية في سبعة أيام؟
كيف تتعلم الاسبانية في سبعة أيام؟) والفرنسية والايطالية..ولغات أخرى سمعت ببعض منها و لم أسمع بالبعض الآخر من قبل، إلا اللغة العربية المسكينة، فعلى الرغم من الفاعل المكسور الخاطر، والمفعول به المجرور من شعره، وظرف المكان المرفوع فوق الأرض والممسوح فيه البلاط، وحروف الجزم التي لم تعد (تهش ولا تنش) ولا حتى تجزم، وحروف النصب التي ٌنصب عليها وأقنعوها بأن بإمكانها أن تفعل كل شيء إلا النصب، وأدوات النهي التي انتهت صلاحيتها وصارت (اكسباير)، إلا أن كتاباً سحرياً واحداً لإتقانها في أيام سبعة لا يوجد على رفوف تلك المكتبات.
المهم أنني خططت لسنة حافلة بالانجازات، فخلال سنة من الآن سأتم-بمشيئة الله- تعلم ثمان وأربعين لغة كالفرنسية والانكليزية والبربرية والمغربية والفلسطينية والغزاوية والموريتانية والعمانية والليبية..وحتى السنسكريتية والهيروغليفية والسومرية، وهكذا يمكن تصنيفي ضمن علماء الآثار بسبب اللغات القديمة التي أتقنها.
ولأنني لم أستطع إكمال قائمة بثمان وأربعين لغة لأتعلمها، فبإمكانكم - من باب الخبز والملح والهمبورغر والمايونيز الذي بيننا- أن ترسلوا لي مقترحاتكم برسالة جوال أو على بريدي الالكتروني حول أسماء لغات أخرى لأتعلمها على أن تتأكدوا قبل ذلك من وجود الكتيبات السحرية إياها ذات (الأقزام السبعة) ...عفواً.. الأيام السبعة.
هناك أيضا من كتب الأيام السبعة السحرية كيف تغيرين زوجك في سبعة أيام؟ (كيف بالله عليكم؟!) كيف تتعلم الرسم في سبعة أيام؟ كيف تتخلص من الكرش في سبعة أيام؟ وكيف تصبحين رشيقة في نفس المدة؟
خطر في بالي أنه ربما في الأيام القادمة سأجد كتاباً عنوانه كيف تنجبين طفلاً في سبعة أيام؟ وكيف ترضعين وتفطمين طفلك في سبعة أيام؟ وكيف تنهين مراهقة ابنك في سبعة أيام؟ذلك أنني أرغب في إنجاب طفل آخر إن شاء الله، إلا أنني عندما أتذكر شهور الحمل التسعة والرضاعة والفطام والتدريس والواجبات والامتحانات والنتائج أصاب بالهلع ويسقط قلبي من مكانه وأطلق ساقي للريح لا ألوي على شيء، فإن تقدم العلم واستطاع اختصار الحمل في سبعة أيام ثم اختصر الرضاعة في سبعة أخرى، ثم الفطام وتعليم الطفل العادات الصحية للحمام في سبعة أيام، بعدها شهادة الابتدائية في سبعة رابعة، والإعدادية في سبعة خامسة، والثانوية بعدها وأخيرا سبعة الجامعة المباركة، سيكون ذلك رائعاً، إلا أنني لن أرضى أن يصبح ابني زوجاً وأباً في سبعة أيام، ذلك أنني لا أريد أن أصبح جدة بمثل هذه السرعة، فأنتم تعلمون العداء التقليدي بين المرأة والشيخوخة.
وبالمناسبة أظنني سأؤلف عدة كتب في سبعة أيام..وحولها أيضاً، وربما ستتمكنون من اقتنائها في معرض الكتاب القادم، لذلك باشروا بالاقتصاد والتقنين في مصروفاتكم اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية لاقتنائها والاستفادة من روائع الخبرات والتجارب التي سأتحفكم بها، والتي سيكون لها أثر بالغ في تقدم المجتمع الإنساني وتدهوره، وهذه بعض العناوين التي أفكر في طرحها سريعاً وعاجلاً وفي سبعة أيام:
كيف تحكمين زوجك في سبعة أيام؟
كيف نحرر فلسطين، والعراق ، والجولان، "وأرجو ألا اضطر إلى وضع أسماء مدن أخرى لاحقاً" في سبعة أيام؟
كيف تصبح سميناً في سبعة أيام؟
كيف تستولي على موقف سيارة جارك في سبعة أيام؟
كيف تصبحين فظيعة في سبعة أيام؟
كيف تقضي سبعة أيام في سبعة أيام؟
كيف تقتلين حماتك في سبعة أيام؟
طبعا تقتلينها غيظاً وكمداً، ولا يخطر في بالك- صديقتي- أي سلاح جريمة آخر يودي بك إلى حبل المشنقة في أقصر طريق.
أما الكتاب الذي سيصنف ضمن الكتب الأكثر مبيعاً، وسوف يكتسح الإنسانية بشرقها وغربها، وأنال به جائزة نوبل بالإضافة للشهرة والملايين، فهو كيف تقبض راتباً في سبعة أيام؟ وهو صالح لكل الشعوب العالم، من العالم الأول حتى العالم الخامس والعشرين تحت الصفر، وسيتضمن خطة بسيطة وسريعة وعملية وفي متناول الجميع، فكل ما عليك هو أن تقرأ الكتاب في الأسبوع الأخير من الشهر، وهكذا لن تنهي قراءة الكتاب إلا وتجد أنه..(شبيك لبيك راتبك بين يديك).
و...."سبعة مِسَا ع(الكتب المتكدسة)"
لبنى ياسين