المنظمة تقيّم مدى الأضرار التي أحاقتها الموجات العملاقة ببلدان جنوب شرق آسيا
المجتمعات المحلية وتجمعات الصيادين الفقيرة في أمسّ الحاجة إلى أي مساعدات لاستئناف عمليات الإنتاج
روما، 29 ديسمبر/كانون الاول 2004- أعلنت منظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (فاو) اليوم أنها تقوم بمهمات تقييم الدمار في جميع الدول التي تضررت بأمواج المياه العملاقة التي ضربت يوم الاحد منطقة جنوب آسيا وذلك بغية تقييم الآثار المترتبة على قطاعي الزراعة وصيد الاسماك وتوفير معلومات مفصلة حول المساعدات المطلوبة.
وطبقا لاخر التقديرات فقد مُحيت مجموعات بشرية كانت تقطن المناطق الساحلية في جنوب آسيا وفي مناطق أخرى أبعد تصل حتى الصومال عندما ارتطمت موجات المياه العاتية بتلك السواحل صبيحة يوم الأحد مخلفة وراءها أكثر من 60000 قتيل كان أكثر من نصفهم في اندونيسيا بمفردها.
وقال السيد فرناندا كورييري رئيس دائرة عمليات الاغاثة في المنظمة "لقد فقدت المجموعات جميع ممتلكاتها الانتاجية" وأضاف "من الواضح أن أكثر المستلزمات الحاحاً هي التجهيزات الطبية، الماء النقي، الاغذية، المأوى، ومواد التعقيم، لكن الفئات المتضررة بحاجة الى استئناف النشاطات الانتاجية بأسرع وقت ممكن حتى يتمكنوا من اطعام انفسهم وتجنب الهجرة الشاملة للمشردين الى المدن التي هي مكتظة أساساً".
تقييم الاحتياجات الفورية والطويلة المدى
إن أكثر الدول تضرراً بالكارثة هي الهند، اندونيسيا، ماليزيا، المالديف، سريلانكا، تايلند، والصومال. وتجدر الاشارة الى أن ممثلي المنظمة في الدول المتضررة يعملون مع وكالات الامم المتحدة الاخرى لتنسيق جهود الاغاثة، كما ان الامم المتحدة تستعد لتوجيه نداء عاجل لتمويل المساعدات لجميع الدول المتضررة.
وحول هذا الموضوع قال السيد كورييري أن "لدى المنظمة كادر فني يعمل حالياً في معظم الدول وعندما يصل الدعم اليهم، فسيكون بوسع هؤلاء الخبراء مساعدة الحكومات لوضع جدول للاولويات" وأضاف "بعد الانتهاء من تلبية المتطلبات الفورية، فإن تقييمات تفصيلية اضافية من شأنها تيسير عملية اعادة التأهيل المستدامة".
ومن شأن مهمات التقييم التي تجري حالياً أن توفر صورة أوضح لاحتياجات فئات صيد الاسماك الاكثر تضرراً، حيث يعني فقدان قوارب ومعدات الصيد خسارة في الدخل وسبل العيش، وخاصة للفئات الفقيرة من عوائل صيادي الاسماك الذين قد لا يمتلكون المدخرات الكافية لتعويض ممتلكاتهم والذين من غير المتوقع ان يتمكنوا من تلبية الاحتياجات الغذائية لعوائلهم دون دعم.
وسيتم أيضا تقييم الدمار الذي اصاب المحاصيل والاراضي الزراعية مما يساعد المنظمة على وضع الخطط اللازمة لاعادة تأهيل النشاطات في قطاعي الزراعة والامن الغذائي. وخلص السيد كورييري أن أكثر الاحتياجات الحاحاً في القطاع الزراعي تتضمن الحبوب، الاسمدة، المعدات، الدواجن، فضلاً عن الدعم المطلوب في اعادة تأهيل البنى التحتية الصغيرة مثل خطط الارواء، مأوى الحيوانات، التسويق، والمباني المخصصة للخزن.