صرختي الأولى هذه أطلقتها بعيد ساعاتٍ على بداية العدوان الغاشم على غزة الحبيبة
يومها أصابني الذهول لساعات .. وهمتُ على وجهي في الشوارع أرقب أجهزة التلفاز في المحلات .. أتوسّلُ خبراً يردُّ إليَّ وعيي .. وهيهات
كان الألم يعتصرُ القلوب .. والحسرة تخنق االمدامع
فمن أرض مصر .. من منبرٍ عالٍ للسياسة في قاهرة المُعِزّ .. أطلقت تسيفي ليفني وعيدها قبل يومين ..
ما أكبرَهُ من عار
أصبحتُ أخجلُ من كلامي
بِتُّ أخجلُ من شعاراتي وزيفي وانهزامي
يا أهلَ غزَّةَ يا أُباةُ تحمَّلوا دفْعَ الضّريبةِ وحدَكم
فـ(قلوبنا معكم) .. ولن تكفي قلوبٌ خالياتٌ من حياة
يا أهلَ غزَّة يا أُباة
صرعى على أرضِ الطهارةِ لا نصيرَ ولا حُماة
يا ويلتي من خُزيِ جُندٍ بالألوف .. كأنما هم ألفُ شاة
يا ويلتي والعارُ هذا قد أحاطَ بنا وأخصانا الغُزاة
لم ننتصرْ لدمٍ أريقَ وللشبابِ تقطَّعت أشلاؤهم ملءَ الفلاة
أ محاصرون؟؟
بلْ والله نحنُ المنزوونَ بذُلِّنا
ورجالُكم أحرار
أطفالكم أحرار
أ مُحاصرون؟؟
بل تنعمون بما نتوقُ لنُدْفَةٍ منها
منَ الحريةِ الحمراءِ .. يا أهل الحميَّةِ والفخار
يا ذُلَّنا باتتْ رؤوساً ترتقي للمجدِ إن صاحَ حذاء
لم ننتبهِ للتَّوِّ أن رؤوسنا قد داسَها ألفُ حذاءٍ مُثقَلٍ بالنار
يا ويلتي ..
يا مصرُ يا أرضَ الكنانةِ ..
كسِّري الدنيا وثوري
حطِّمي القيدَ وهبِّي للنهار
أهلوكِ في القُطَّاعِ قد ضاقتْ عليهم سطوة الضيم
والليلُ طالَ وبانتظاركِ ألفُ ثار
يا ويلتي .. قد ماتَ فينا أيُّ نبضٍ .. كالخيالات نُدار
خزياً وعار
خزياً وعار