ما هو الجمع بين قول الله عز وجل :
{ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون } وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : { أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل } . وقوله عليه الصلاة والسلام : { يبتلى الرجل على قدر دينه } فكيف يجمع بين الحياة الطيبة والبلاء في حياة المؤمن ؟
ج : الحياة الطيبة ليست - كما يفهمه بعض الناس - هي السلامة من الآفات من فقر ومرض وكدر . لا ، بل الحياة الطيبة أن يكون الإنسان طيب القلب منشرح الصدر مطمئنا بقضاء الله وقدره إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له ، هذه هي الحياة الطيبة وهي راحة القلب ، أما كثرة الأموال وصحة الأبدان فقد تكون شقاء على الإنسان وتعبا ، وحينئذ لا يكون هناك منافاة بين الآية الكريمة وبين ما ذكره السائل من الحديثين فإن الإنسان قد يبتلي بالبلايا العظيمة ولكن قلبه مطمئن وراض بقضاء الله وقدره سبحانه وتعالى ومنشرح الصدر لذلك ، فلا تؤثر عليه هذه البلايا شيئا .
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين