لا تمتْ قبلي
فديتكَ لا تمتْ قَبلِي
وخلِّ لوحشةِ الليلِ
حضورَ غِيابِكَ الآسرْ
بحسبي منك
أن تصحو
على فجرِ...
وأن ترنوَ
بعتمةِ ليلكَ الساجي
إلى قمرِ...
إلى بيتٍ يُظلِّلنا
بسقفِ سمائِهِ الزرقاءِ
خفقِ نجومِهِ الزهُّرِ
* * *
سأفتقدكْ
سيخلو الكونُ من بعدِكْ
فما جوٌّ
بلا رجع لأنفاسِكْ؟!!
وما ليلٌ بلا وهجك
بلا نبض لإحساسك؟!!
ستفقدُ طعمَها الأشياءُ ترتدُّ
إليّ رسائلُ الأشواقِ
تائهةً بلا قصدِ
سأمضي في دروبِ العمرِ
لا وجهٌ أرجِّيه
فتفغر فاهها الصدفةْ
ولا خبرُ
سيندثرُ
بقلبكَ معبدُ الذكرى
فلا شمعٌ ولا نُذُرُ
هنا يتثاءبُ العمرُ
على كرسيِّهِ الهزازِ
لا طيفٌ ولا صورُ
* * *
فديتُك
أين يثوي العمر؟!!
تختزن البروقُ
شعاع أول ومضةٍ
همسةْ؟!!
وهل يغدو الأثيرُ اللازوردي
في غدٍ مرسى
وهل راقتهُ نجواك؟!!
تنوسُ بذبذباتِ
أديمه الأزرقْ
تلقِّنُها طيورُ الحبِّ
من يهوى ومن يعشقْ
* * *
فديتكَ لا تباغتْني
بقلبٍ منك قد أعيا
عن الخفقانْ
بإسمك فوق جدرانٍ
تنامى في بيادرها
هشيمُ حصادها المرُّ
كذا ينعاني النعيُّ؟!
وتصعقُني حروفٌ
كنتُ أرشِفُها
على جمرِ؟!
أرتِّلُها بمسمعِ ليليَ الساجي
وأُسلِمُها إلى الفجرِ
فديتُك لا تمتْ قبلي
وخلِّ لوحشةِ العمرِ
حضورَ غيابِكَ الآسرْ
فليسَ الموتُ كالهجْرِ.