إليك يا ولدي .......
كل ُ النفوس من الفناء ِ ســـــتُطعم ُ
تـفنى ويبقى ذو الجلال الأكرم ُ
فالحيُ منــا لا محالة ميــت ٌ
والموت ُ لا يُرجى ولا يتقدم ُ
إني إذا أدركت ُ ليــــلي ،، هل أنا ؟
من مُدركٍ للصبح ِ ؟؟ .. ربي أعلم ُ
فإليك يــا ولدي وصايــــا راحل ٍ
هُي بضع ُ أيـــام ٍ تـمر ُ وتُحســم ُ
إنّ الوصية في الشــريعة ِ سُـنة ٌ
فأخُطها شـــعراً إليــــك وأنـــظم ُ
أوصيــــك يـــا ولدي خصالاً كن بها
متـمســـكا ، فيها عظات ٌ تــــــُلهم ُ
***
كـــنْ مع إلهِ الكون وف ِّ وصاله ُ
دُم ْ في صلاة ٍ والخشوع ُ يــتـمم ُ
وتزوّد التقوى ففيــها عصمة ٌ
من كل نـــائبة ٍ تــحلّ ُ وتــنجم ُ
كن صادقا في القول مهما يفتري
زوراَ عليـــك مُخاصم ٌ أو يــرجُم ُ
فالصدق ُ يُنجي مَنْ تحدث أو روى
والصمتُ حيـــنا حاجة ٌ قد ْ تلزم ُ
كُن بـاسما متصدقا بـبـشاشــة ٍ
في وجه غيرك تلتقي وتــُسلم ُ
احفظ لســانك من مغبة ِ قولة ٍ
فيــــها هلاك ٌ والمــآلُ جهــــنم ُ
***
أوصيـك يا ولدي بخيـر مُصاحب ٍ
لك في حياتك لا يكل ُ ويــــسـأم ُ
تـلك التي إن بـتَّ تـشكي علة ً
ترجو الفداء َ وأنت منها تــسـلم ُ
تـلك التي وهبـتك قلبـا حانيـا
مُذ كنت طفلا حابيــا تـســـترحم ُ
يــهتز ُ شدوا إن رأتك بغبطة ٍ
ويـــنــوء ُ في كبد لرزئك يـــــــأ لم ُ
كن مُخلصا في بِرها مُتحســسـا
كُل الرضى ، فرضٌ عليــك مُحتم ُ
ليس الرضى فيــما يقول ُ لسانـها
بل ْ ما يكن ُ به الفؤاد ُ ويـــفـعم ُ
واخفض جناح الذل ِ قَبِـل ْ راحة ً
أو جبهة ً فيها العزازة ُ تـــوشــــم ُ
مهما رَحَمْت أو اكتملت برأفة ٍ
فالأم ُ في قيـم التراحم أرحم ُ
***
كن ْ ليـــِنا ً وارحم أخـاك فإنـه ُ
غض ٌ لعوب ٌ في الحياة وبُرعُم ُ
أنت الأب ُ المرجو بعدي هب ْ له ُ
ما يفتقده ُ من الحنــان ِ مُيــتـم ُ
قَرِبــه ُ منـك وضمـه بــمودة
واشـتم وجها بـالبراءة يـــنســـــــم ُ
كن قُدوة فيـــها مثال ٌ يُحتذى
ومُوجِــها يُـســـدي الهُدى ويُـــــعلم ُ
نفسي أراها دون غيري ، إنْ علا
إلاك ابني في ســـُمُوِك أعــظـُم ُ
خُذ ما تـشاء ُ وما سـئمت ُ مَطالبا
لن أنثني عن حـاجـة ٍ أو احـجـم ُ
أملي بــذاتك غائـــب ٌ ورهيـــــــنة ٌ
لا تـــظلمن مُؤمِلا ً يــتوســــــــم ُ
وارحم ابا ً يرجو ويأمل ُ رفعة ً
تُبنى بعزمك أو بـقعس ٍ تـــــــــهدم ُ
وارأف بـــأم ٍ في مدامعهـــا الــرجا
لا غيرك الآمـــالُ فيــــه تترجم ُ
***
كُن في المجالس ِ شـاغلا ً ومـُفوها ً
أدركْ مـقاصد جــالــس ٍ يــــتكلم ُ
زن ْ ما تقول ُ من الكلام ِ فإنــــــــه
لا ما تعي ،، بل ما يمسُ و يُفهَم ُ
وإذا أتتك وشـــــاية ٌ من مُغرض ٍ
فاصبر ْ ولا تعجل بِرَد ٍ يــــــــــظلم ُ
فالصبر ُ بأس ٌ والشـديـــد ُ بـحلمه
والغيظ ُ يأس ٌ ليس َ فيه عزائـــــــم ُ
كُن ليـِنا ً من دون ضعف ٍ إنما
ذو القدر من كان اقتدارا ً يــــــــحلم ُ
دم ْ قائـــما ً لا تـنحني بـمهانة ٍ
فالـحُر ُ طــود ٌ شــــامخ ٌ ومُــكرم ُ
والنـفــس ُ حصن ٌ سـورها أخلاقها
من دونها قد تُســــتباح ُ وتـــُقحم ُ
***
لا تُقدمن َ على خـطوب ٍ فـــعلــُها
في شــبهة ٍ والحُكم ُ فيـها مُبــهم ُ
واســـأل ذوي الذكر الذين بعلمهم
فتوى لما منها يـــحل ُ ويـــَحرُم ُ
جُلْ في ظلام الكون واقرأ ْ صمته ُ
ستجدْهُ تسبيــحا تــبثــــه ُ أنجـــم ُ
واخلع ْ بجُنح ِ الليل أثواب ( الأنـــــا )
بالزهــد روحُــك َ تسـتكين وتـــــــنعـم ُ
واقرأ كتــاب الله إن بـــــآيه ِ
طب َ القلوب ِ فلا تعل ُ وتـَسـْقـُـم ُ
فتــنن ٌ تُؤجج ُ في الزمان مفاسدا ً
فالزم حمى الرحمن منها تُــعصم ُ