طُلب من طالبة في مدارس بدر الدين الحسني ان تكتب سيرة ذاتية عن مفكر في بلدها فأجرت مقابلة مع الاستاذ الدكتور موفق دعبول وكتبت التالي: عندما طلب منا كتابة السيرة الذاتية لأحد الأشخاص ذهبت الى شخص غالٍ علىّ وسألته عن حياته : ولد في السابع من ايار عام 1936 في بيت متواضع في حي الميدان بين ابوين عاديين، كان مستواه المادي قريباً من الوسط ومستواه العلمي دون الوسط وقد رباه والداه على احترام القيم الأخلاقية والدينية والتحلي بالأخلاق الفاضلة وعملوا على تنميتها فلم يعرف الكذب يوماً وكان لا يميل إلى التخاصم مع أحد غالباً وكان ينتقل مع أهله من بيت أجرة إلى آخر في ظروفه المتواضعة. بدأ ادراكه مع دخوله المدرسة الابتدائية وهي مدرسة خالد بن الوليد عام 1942 وحصل على الشهادة الابتدائية 1947 وعلى الشهادة المتوسطة الإعدادية عام 1951 وعلى الشهادة الثانوية في عام 1953 وكان طوال سني دراسته يحصل على علامات تامة ويشغل الدرجات الأولى. بدأت تظهر ميوله نحو الرياضيات في الابتدائية وتعززت في الإعدادية وكان يحرص على تنمية اللغة العربية أما بالنسبة لباقي المواد فلم يكن يميل إليها ولكنه يتقنها، في عام 1953 دخل الجامعة بدأ بدراسة الطب ولكن أثناء دراسته تقدم إلى مسابقة في التربية للحصول على شهادة أهلية التعليم الثانوي المكونة من إجازة في الرياضيات بالإضافة إلى سنة دبلوم تربية وحصل على الدرجة الأولى في الرياضيات فأوفدته الدولة إلى النمسا للحصول على شهادة الدكتوراه في ميكانيك السوائل بدون مسابقة للحاجة إليه. حمل الدكتوراه عام1961 بدرجة امتياز وعاد إلى الوطن ليمارس التعليم ولكنه لم يتمكن من الالتحاق بالتدريس لأن من الشروط أن يكون قد مضى على حصوله على الشهادة الجامعية ست سنوات ولم يكن قد مضى على حصوله عليها سوى أربع سنوات فدرس معيداً ثم أعير إلى ليبيا كمدرس وفي عام 1963 أصبح عضواً في هيئة التدريس في جامعة دمشق، وفي عام 1968 أصبح أستاذاً مساعداً وفي 1975 عين أستاذاً في كلية العلوم إلى عام 1983 حيث سمي رئيساً لقسم الرياضيات وبعد سنة سمي رئيس تحرير مجلة جامعة دمشق لشؤون البحث العلمي بالإضافة إلى كونه رئيساً لقسم الرياضيات وفي عام 1989 أسست الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وانتخب عضواً لمجلس الإدارة ومن ثم رئيساً وبعد ذلك أصبح عضواً في مجلس الأمناء وهو حتى الآن في هذا المنصب. في عام 1997 انتخب نائب رئيس جامعة دمشق للشؤون العلمية مدة أربع سنوات. وفي عام 2002 شارك في تأسيس جامعة القلمون الخاصة وكان أول رئيساُ لها لمدة سنة، وشارك في تأسيس جامعة اليرموك الخاصة وهو حتى الآن رئيس مجلس أمناء الجامعة، وعين في نفس العام رئيساً لمجلس إدارة جمعية المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني وبعد أربع سنوات عين رئيس مجلس إدارة جمعية رعاية المساجين وانتخب عضواً في مجمع اللغة العربية بمرسوم رئاسي في عام 2002 وهو العضو الخمسين له منذ نشأته عام 1919 وسمي بقرار رئاسي عضواً في لجنة تمكين اللغة العربية التي تعمل على حماية اللغة العربية وصيانتها وعلى الارتقاء بها. وفي أثناء عمله ألف مجموعة من الكتب وترجم أخرى يبلغ عددهم سوياً ما يقارب الأربعين كتاباً وقدم عدة بحوث في المؤتمرات ونشر بحوث عديدة في المجلات. تزوج عام 1962 ورزق ببنتين وشابين. وعندما سألته عن اهتماماته أجاب بقوله " أعشق القراءة في الاختصاصات المختلفة وتتجه مطالعاتي نحو علوم التربية وعلم النفس وبعض العلوم الشرعية والفكرية عموماً " لهذا الشخص الرائع جملة من العلاقات الاجتماعية التي فرضتها عليه الأعمال التي عمل بها في شتى مناحي الحياة : التربية والتعليم والأوقاف والإدارة. إنه الدكتور موفق دعبول أطال الله عمره وأدامه لنا معلماً ومربياً..