اشتر بالرخيص غاليك، واحمِ بالهيِّن ساميك، ودُسْ كلَّ وطيءٍ لأجل عاليك
أيُّ الواقيات من لظىَ العَوْزِ تَفي بالغرَض
أكَفُّ السؤالِ
...
أم بذلُ أَيْدٍ بنُبْلٍ بادَ وانقرَض
أم هو سِوارُ عِفَّةٍ متعالٍ
في ساحِ الهوى بدا وعُرِض
أم تراه حَنْوُ ظهرِ مختالٍ
لعصفِ قهرٍ سادَ وفُرِض
سَمِعَ القلبُ همْسَ ذُلِّي يجلدني
يوبِّخًني
يُقَرِّعُني
بكى لماَّ رأىَ الجَلْدَ غولا يجرِّدُني
من كرامةٍ كانت تُلَمْلِمُني
بعدما نخر الذُّلُّ خلايايَ كأبشعِ مرض
سألَني القلبُ المفزوعُ من سياطِ الذُّلِّ
أيُّ رخيصٍ تشتريه بغاليك
وأيُّ هيِّنٍ تحميه بساميك
وأيُّ وطيءٍ تدوس به عاليك
وأيُّ عدو تبيعه عَرْضَ حوارييِّك
أيا راكعا لغير اله
أتبيعُ الشيطانَ كرومَ التين والزيتون
بحشيشِ عهرٍ تلوِّثُ به لياليك
أتلوذ من نور الشمس
ومناجاة البدرِ
بدفن عقلك في دُبُرِ مخازيك
أشاحَ الذلُّ "أنا"
بوجه العارِ "أنا"
عن ركنِ العزَّةِ، قلبي "أنا"
هربا من بقيَّتي فيَّ "أنا"
انقض العهدَ قال ذُليِّ لعاري
واترك خلفك كلَّ أهلِك وتابعيك
نادانيَ المفزوعُ ينشلني من سياطِ الذُّلِّ
أيا هاربا مِنِّي فيك
أيا لاجئا لغيري يهديك
أنا القلبُ، أنا الدمُ
أنا النبضُ يُنجيك
كلُّ من تركتهم، كلُّ من خذلتهم
هم في البناء بعضٌ من سواريك
من سنَدٌ غيرُهم إذا هويتَ يحميك
قم، تناول مني سيفا إلى عزِتَك سيُأْويك
واشتري بالرخيص غاليك
والرخيص حياةٌ تجرك إلى ماضيك
واحمِ بالهيِّن ساميك
والهين شَبَعٌ بالأنعام يساويك
ودس كلَّ وطيءٍ لأجل عاليك
وطيءٌ هو كلُّ ما نحو الأرض ناظرا يبقيك