مراكش تبتسم..
......
قطعة من ضوء على طبق من بلور , وردة طرية اللسينات يندى جبينها بقطرات العطر .
أنت يا مراكش
ابتسامة مرفرفة, تنتزع الاعجاب, لوحة ساحرة الالوان تلمع بالدفء, أغرودة عشق, ترددها عصافير العالم أجمع..
قطعة من شهد تطفح بالعسل الصافي ..درة تنطق بالضياء
أنت يا مراكش
عنوان لملحمة تاريخية بديعة النظم و مأثرة خالدة تتبوأ عرش التاريخ
أنت يا مراكش.
سرى بي الشوق إليك هذا المساء يا مدينة الأحلام , وهب نسيم الذكريات يطرق أبواب ذهني يحملني على مركبة الماضي إلى فردوسك الجميل, فتحضرني برهات كالوميض ..عشتها بين أحضانك.. أرفل في ثوب السعادة.. برهات تلاشت وسارت مجرد صور ذهنية يأبى عقلي أن ينساها .
سلام الله عليك يا مدينة النخيل, وحيا الله غروبك الساحر, وأنعم بالبهاء على ليلك العذب ,و حباك النضارة و الإشراق أبد الدهر, و أسدال خيراته على ربوعك..
بيني و بينك يا مراكش حكاية نقشت حروفها الأولى خُطايا الشاردة في ساحتك الفسيحة...
وأنا أتنقل بين ( الحلاقي ) بمختلف أنواعها, و صنعت حبكتها جلساتي الرومانسية أمام بحيرة منارتك الصامدة ازاء يد الدهر .و أفرزت أحداثها نزهاتي التأملية في جنائن أكدال الخضراء, و انبثق بنائها من بين ثنايا صومعة اإكتبية الشامخة, الرافلة في حلة الاحمرار, آه يا مراكش حبك في قلبي لهيب دائم التوهج و ذكراك إشعاع استمراري لا يخبو أبدا .
فأذكريني يا ذات الرداء الاحمر و انت تعيشين مهرجان الغروب و تعبين كؤوس النسيم اذكريني فالذكرى عزاء من باعد بينهم الزمن .
محضار 22 اكتوبر 1985 نشر هذا النص بجريدة الميثاق الوطني