تعاتبني الحسناء ساحرة المقلْ
لذكري حروف اسم كتبت ُ على عجل
فقلت وأيم الله ما ذاك مقصدي
ولكن طيف الحب أغرى بي الغزل
ولم أدر مولاتي إذا نـَطـَقـَتْ به
حروفي فأنت الحب من سابق الأزل
وفيك جمال الروح والسحر كله
فكيف أداري القلب في سحرك اغتسل
وهل أمنع الأنهار من حلو جريها
على حرف صدر الحب من ثغرها انهمل
وكيف بسجن العطر من ثغر وردة
إذا أسكرت نحلي من ثغرها القبل
ألا أيها العذال مهلا توقفـــــــــوا
فحلو رضاب الحب في خافقي ارتحل
ومن ذاق منها الريقَ هام بطعمه
وما همه والله لو عاذل عذل
ففي سحرها أشياء تدعو قصائدي
لذرف عبير الحب من عاشق المقل
وفي ناعس العينين لو ذاب مرة
لأصبح مفتونا بها الصخر في الجبل
حياتي بعينيها وفي رمش جفنها
وفي الخال مثل الدر في خدها انجدل
أذوب كثلج النار قرب ذراعها
وأصبح مجنونا إذا خصرها انفتل
سأدعو على العذال بالوجد قلبهم
يذوق مرار البعد أو ضوعة الأمل
ويهجرهم نوم كمن هام قلبه
بريم شرود الطبع في رمشها انجدل
ألا تتركوا قلبي يهيم بحسنها
ويقطف أزهارا بها الحسن والخجل
ويشرب ثر الماء من حلو جدول
ويرتشف الأزهار من عطرها انجبل
يكاد يجن القلب في ذكر اسمها
فيغدو كبركان به الشوق معتقل
أعيش مع اللاءات في كل مطلب
وأشرب لا ماءً سرابا به الأجل
أحن فلا صخر به النبع سارب
ولا النهر فيه الموج أغرى بـِيَ الفشل
على شط عين الحب أوقفت مهجتي
وكوني كقاضي العدل في حكمه عدل
شهودي جراح الحب شريان لوعتي
وحرمان عمر مر في زهره الذ ّبـَـل
مرير مضى عمري وتلك قضيتي
فكيف سأقضي العمر حزنا على ملل
أغار نثير المسك تحت قميصها
وأقسم أن المسك من جسمها انفصل
أغار عليها الموج إن مس حنطتي
ويشعل فيّ النار لو خدها اشتعل
فيأخذ مني العقل واللب والنهى
قميص به شق أموت ليـــــهتبل
وفيه من الدانتيل ما يأسر النهي
ويجعل مر الصبر أشهى من العسل
تعالي إلى قلبي ففيه جدائل
من الحب في شعر طويل إذا انجدل
وكوني شراعا فالأنوثة سحرها
بأن أرتوي منها نبيذا به الثمل
فسحر بياني منك لا شيء غيره
ومنك نبيذي إن شربته أعتقل
ويصبح كل الكون منك ترنحا
بفعل رضاب السحر من ذاقه انذهل
إليك سأمضي الليل أسري بزورقي
فلا تغلقي الأبواب ليلا إذا وصل !!