ذبولٌ بِعَيْنِ الحبِّ
//
//
//
ذبولٌ بِعَيْنِ الحبِّ ما شاهَ قطَّتي =خمولٌ بسرْد السِّحرِ ما مجَّ قصَّتي
وَكَمْ خَاطبٍ لِلْودِّ دَغْدَغَ فْرْوَهَا=وَ كَمْ مِنْ عَدوٍّ ذَاقَ مِن ظُفْرِ هِرَّتِي
وَ فِي سَاحَةِ الْأَمْجادِ تَخْتَالُ أُمُّهَا =أَنَا مِصْرُ فِي الْأَزمانِ تَمتدُّ عِتْرتي
أَنَا مِصْرُ تَارِيخٌ وَ دِينٌ وَ أُمَّةٌٌ= وَ مِنْ رَائِقِ الفُرقَانِ رَتَّلْتُ نَفْثَتِي
إِذَا الخَلْقُ شَرقًا أَوْ بِغربٍ تَفَاخرُوا= فمن بِعثَةِ المُختَارِ فَخْري وَ فِطْرَتي
إِذَا الناسُ بالأنْسابِ يَرْقَى حَسيبُهم=أنا الخالةُ الكُبرَى لِعُرْبِ القَبيلةِ
وَ فِي سَاحةِ التَّحريرِ أَرسلتُها ردَى=وَ مِن خالِصِ التَّكبيرِ حَبَّرتُ صرْخَتي
تهاوتْ رؤوسٌ خلفَها بعضُ أَرْؤُوسٍ=فمن صرختي الأخرى سيهووْ وقبضتي
عروشٌ بها للشَّرِ شرُّ عُتاتُهُ =وهامانُ يَخشى من قيامي وفوْرتي
فإن كانت الأفعى ستَنْبِتُ رأسَها=ففي حدِّ سيفي قاصِفاتِي وَ شِفْرَتي
أَلَا اسْحَبْ فلولَ البغْيِِِّ تَوًا بغيِّها=ففي حفرةِ الأََوزار تُرديكَ خُطوتي
إذا بعتَ للأغرابِ دينًا و نَخْوَةٌ= فما بعتُ عرضي لَا وَ لَا ثوبَ نخْوَتي
فبركانيَ الملجومُ جَذْواتُ مَاردٍ=وفي بحريَ المَسْجُورِِ آلَاءُ ثَورتي
تَجَنَّبْهُ يا هامانُ واخترْ نهايةًً=أَقلِّدْك بِالعزِّ الرَّفيعِ بصولتي
سَأهدي إليكم بعض جودي مع الرِّضَا=وَأَدعُو لَكُم بالخيرِ يا خيرَ منبتي
دعو الحقَّ يمضي نحو نورٍ وَ غايةٍ=وَ مَنْ يُوقِفُ الطُّوفَانَ مغدورُ صَحْوتِي
أرى العدلَ والإيمانَ تسمو بنودُه=وإن طال ظلمٌ فيهما خَتْمُ قِصَّتي
فكونوا بِهِ لَا لَنْ تَكُونُوا بِغَيرهِ=فإنسانُ هذا العصرِ كمْ ضاع -حَسْرَتي
مهاوي من الطغيانِ توبقُ عصرَنا=دواهي من الإفساد أرْسَتْ فجيعَتي
طريقي تمطى مثل شوك شباكهِ=ثعابِينُهُ في لَيْلةِ الْغَدْرِ كُرْبَتي
أَنَا شَرْبَةُ المَاءِ النَّمِيرِ عَلَى الظَّما=أنا رَدَّةُ الجُوعِِ المُضَنِّي وَكَرْمتي
سَأُبْقِي شموخَ العُرْبِ فاللهُ غَايَتي=وَ أُرْسِي بنودَ المجْدِ في سَوحِِ أُمَّتي
نصر الله مصر وكل امصارنا الثائرة امين