صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب ديوان شعري لشاعرنا الكبير الأستاذ
طلعت سقيرق

قبعات من ضوء الروح
مطر وشيء من دفاتر عابرة

طباعة الكترونية وبصيغة وورد لتحميل الكتاب يرجى الدخول إلى موقع الهيئة العامة السورية للكتاب لتحميله:
http://syrbook.gov.sy/content/%D9%82...B1%D9%88%D8%AD

من أجواء الكتاب

مطر وشيء من دفاتر عابرة

أحيانا يلتفّ ُ الموتُ على خيطِ الريح ِ
ويضحكُ ثم يكرّ سريعا مجنونا
باللعبة ِ
يلهو في مقهى حارتنا
ويقدم للجالس فوق الكرسيّ
لفافة تبغ ٍ وينامُ ويشخرُ
مثل جميع الناسِ
وقد يتمنى أن تأتي امرأةٌ بثياب ٍ
تظهرُ بعضَ مفاتنها
كانَ الكرسيّ على بعد ٍ مني
لم أعرفْ أنّ السيدَ كان الموتَ
ولم اسألْ عنهُ النادلَ
كنتُ أحدث ُ خمسة َ أشخاص ٍ
لا أعلمُ من أين أتوا
في أيّ زمانٍ
هل قبلَ مجيئي للمقهى
أمْ بعدَ مجيئي ..
هم جاؤوا في كلّ الأحوال ِ
ودارَ نقاشٌ حولَ المطر ِ النازفِ مثلَ الجرح ِ
حكيتُ قليلا عن حبي للمطر ِ
ورحتُ أحدث ُ خامسَهمْ
عن وجع ِ الشعر وآهات الشعراءِ
وقلت لرابعهم إن الجنة في الشعرِ
وقلت لثالثهم شيئا عن زمن البرد ِ
تصرفتُ كما كنتُ أحبّ
وغادرتُ المقهى
كي أبحثَ عن أيّ امرأة ٍ تحمل سلتها
وتسافرُ تحتَ المطر ِ قليلا

أحضرتُ امرأة من زمن ٍ آخر كانت تعشقُ
وقعَ المطرِ
وترقص مثل عصافير الدوريّ
تذكرتُ البيتَ ودفءَ الغرفةِ في هذا الوقتِ
ورحتُ أسابقُ نفسي
كانت كل الأرصفة بقايا خطواتٍ ودخان ٍ
ستكونُ المدفأةُ الآن كندفِ الحلم ِ وأحلى
وسيضحكُ أصغر ولدٍ حين يراني مرتجفا
وسيمسك أرنبة َ الأنفِ ويفركها
فكرتُ قليلا
صار البيت ورائي
والشارع صار ورائي
والأحلام تمطتْ خلفي وانسحبتْ
لم أحملْ غيرَ كلام ٍ دونَ حروف ٍ
صرتُ بعيدا جدا
ودخلتُ الشارع مأخوذا ببقايا شيء ٍ
يغسلُ ثوبَ الوقت ِ ويضحكُ
سرتُ طويلا ثم رجعتُ
لأبحثَ عن بيتٍ فيه المدفأةُ ووجهي
في زاوية ٍ لم يغسلها المطرُ
استوقفني أحدُ الناس ِ
وراح يحدثني عن ضرر التدخين ِ
وينصحني أن أترك هذا الشيء السيئَ
قالَ بفخر كنتُ أدخن أكواما
لكني قررتُ وفزت بنفسي
لم أسألْ عن شيءٍ
كنت أهزّ الرأس كهرّ أحمقَ
ألقيتُ لفافة تبغ كانت بين أصابع كفي
كي يصمت .. يرحل َ
أشعلتُ الأخرى ما أن غادرَ
تابعتُ السير سريعا
وأخذتُ أدخن منتقما منهُ.. ومنـّي
عندَ بلوغ ِ المنعطفِ
تلفتّ كثيرا قبلَ عبور الشارع ِ
خوفا من مطر يملأ بنطالي
إن مرتْ كالعادة إحدى السيارات ِ
خطوتُ قليلا
فاجأني صوت مرتفعٌ من كلّ الأمكنة ِ
سمعتُ كلاما عن رجل ٍ راحَ قتيلا
تحتَ العجلاتِ ...
وكان كما كنتُ تماما
يشبهُني
كلّ الأوصافِ تساوتْ
حتى الشامة ُ فوقَ الخدِّ..!!..
وكانتْ مدفأتي تنتظرُ بعيدا جدا ..

***
قبعات من ضوء الروح


//..القصيدةُ تفتحُ أبوابـَها

كي يدخلَ السادةُ الشعراء

حاملينَ مسدسات القلب

معتمرينَ

قبعاتٍ من ضوء الروح,,,

*****

// ..ساعةُ الجدار تأكل أصابعي

أرتدي معطف الوقت

أخرج من شوارعي

تسألني امرأة ما !!..

عن شيء ما !!..

أحكي لها عن مراكب الحلم

وأمضي .. ,,,,

,,,,

,,,,

سأكتبُ فوق مرايا القمرْ
لأنك ِ وحدَكِ حبـّي
يطيبُ السهرْ

***

أفكرُ في كلّ وقت ٍ لماذا ؟؟..
إذا جئتُ من راحتيك ِ لماذا ؟؟..
إذا رحتُ نحو يديكِ لماذا ؟؟..
إذا كنتُ وحدي
وخارجَ وحدي .. لماذا ؟؟..
أحبك ِ حتى حدودِ الذهول ِ
وفوق التصوّر ِ
مهما تمادى خيالُ الصورْ !!..

***


تـُثيرينَ فيّ جنونَ الجنونْ
تدورينَ فيَّ تكونينَ فيَّ َ
تثورينَ فيَّ .. تنادينَ فيَّ َ
تشدّينَ كل المراكب ِ فيَّ
تهزينَ كلّ الحدائق فيَّ
فأضحكُ أركضُ ألهثُ حبا
وأعرفُ أنـّي لأنكِ فيَّ
أعيشُ ... أكونْ

****

سأطرقُ بابَكِ حتى انحنائي
سأمشي إليكِ بروحي وقلبي
بدقات عمري
سأمشي ..وأمشي
أمامي ورائي !!
وألتفّ ُ حولي
أناديكِ حبـّكِ سرُّ حياتي
أناديك حبكِ أفنانُ ذاتي
سأمشي وأمشي
سأعطيكِ ما شئتِ من عمرِ عمري
وأعطيك عهدي ووعدي
وأعطيك ِ ودي
ووردا لوردي ..

***

خذي ما تشائينَ قلبي مطرْ
خذي ما تريدينَ عمري شجرْ

*****

أحبك دقـّي على باب هذا الزمان ِ
وهاتي يديك نشيدا لتمطرَ
كلّ ُ الحدائقِ أحلى العطورِ
ويطلعُ من كلّ غصن ٍ نشيدُ النشيدْ
أحبك كوني بكل الكرياتِ قلبي وكوني
بكلّ الكرياتِ عمري وكوني حياتي أسيرُ إليها
وأصرخ أني إذا ما وصلتُ إلى راحتيك ِ
يضيءُ الوريدْ

***

أحبكِ أحفرُ حبّكِ داخلَ لحمي وجسمي وعمري
وشمسي وهمسي وأعطيكِ فوقَ جميعِ
القصائدِ شعرا وعطرا وعمرا ...
وللعيدِ عيدْ
أحبكِ لا شيءَ يسبقُ حبي
ولا شيءَ يسبقُ عشقي
فأنتِ التي أشتهيها صباحَ مساءَ
وأنت التي أفتديها
صباحَ مساءَ
ووحدكِ في كل عمري
القريبِ البعيدْ

****

لعينيك غنيتُ ما أجملكْ
هواك على كل عشق ٍ ملكْ
خذيني لأني بغيرِ هواك ِ
حبيبٌ هلكْ..
*********
سهير طلعت سقيرق