مقدمة و اقسام علوم البحار :

منذ اكثر من خمسون عاما بداء الاهتمام يتزايد في علوم البحار المختلفة وخصوصا الجغرافية.

وذلك من اجل الاستفادة من الموارد الطبيعية أو للأغراض التجارية أو العسكرية .

تشكل هذا الاهتمام العالمي في تأسيس اللجنة الدولية (سكور) التابعة للأمم المتحدة .

بعد تأسيس هذه اللجنة عام 1958 بداءة السنة العالميه الشهيرة ب ( السنة الجغرافية )

التي تم فيها مسح المحيط الأطلسي و المحيط الهادي وذلك بعد تبرع كل دولة بسفن الأبحاث

اللازمة لذلك فأصبحت هذه اللجنة تهتم بمعالجة مشاكل بحوث علوم البحار ولها محطات بحرية

على سفن خاصة في عرض البحر للأرصاد والاتصالات والابحاث . أما ألان ازدادت أهمية علوم

البحار عن السابق بعد ظهور كثير من نتائج الدراسات و الأبحاث وبدئت كثير من المفاهيم

القديمة عن البحر بالاختفاء فأصبحت الأنظار تتجه إلى البحر لحل العديد من المشاكل المائية

والغذائية والطبية .

امابعد ظهور الاقمار الصناعيه قد تم اعادة مسح جميع بحار ومحيطات العالم في زمن قياسي

واصبح من السهل معرفة طبيعة وجغرافية اي مكان في العالم .

ان الاقمار الصناعيه تساعد السفن في المحافظه على خط مسارها و موقعها بالاضافه لسهولة

الاتصال الى اي مكان في العالم .

يجب علينا الخروج من المجال الأكاديمي إلى المجال التطبيقي لعلوم البحار و إنشاء المعاهد

المتخصصة للأعمال البحرية المختلفة .

إن محطة نابولي في ايطاليا مثال جيد حيث تقام هذه المحطة على شاطئ البحر وبها أحواض تعيش وتنمو

فيه الكثير من الكائنات البحريةالمتنوعه وبهذه المحطة مكتبة و مواد كاشفة وأجهزة وأدوات قياسات خاصة

وتعتبر هذه المحطة معهد دولي فريد من نوعه لتقديم الدراسات البحرية لزواره .



علوم البحار و اقسامه :

إن أهم عامل ساعد على تقدم العلوم البحرية بشكل سريع هو تنافس الدول الأوربية للسيطرة على مختلف

قارات العالم والاستفادة من خيراتها و ساعدهم على ذلك إنزال اكبر عدد ممكن من السفن التي قامت بجمع

المعلومات الخاصة بعلوم البحار المختلفة وبسبب الكم الهائل من المعلومات جرى تقسيمها أو تصنيفها على

أسس علمية حيث يتفرع إلى أربعة فروع وهي :


1- علم البحار الجيولوجي

يهتم هذا العلم بدراسة الأشكال التضاريسية و التكوين لرواسب قيعان المحيطات و البحار وكذلك يهتم هذا

العلم بدراسة تاريخ و نشأت و توزيع و حركت الصفائح الأرضية . ويعتبر علم البحار الجيولوجي من العلوم

الحديثة ولها أهمية كبرى للاستفادة مما تحويه قيعان المحيطات والبحار من ثروات طبيعية ولا يزال هذا العلم

يحتاج إلى المزيد من الدراسة لتحصيل المزيد من المعلومات .


2- علم البحار الطبيعي :
يهتم هذا العلم بدراسة الظواهر الطبيعية للمحيطات و البحار مثل حركة المياه كالأمواج و المد و الجزر و

التيارات البحرية بأنواعها المختلفة وكذلك يهتم هذا العلم بظواهر اختلاف درجات الملوحة والحرارة في

مختلف المحيطات والبحار و التأثيرات المتبادلة للمتغيرات لحالة الجو على المحيطات والبحار .ويعتبر علم

البحار الطبيعي ذو أهميه كبيرة لعمليات الإبحار و الإنقاذ و الصيد .


3- علم البحار الكيميائي :
يهتم هذا العلم بدراسة الخصائص الكيميائية المختلفة لمياه وفحص الأملاح المعدنية و المواد العضوية

لرسوبيات قيعان البحار و المحيطات مما يساعد على اكتشافات تعدينية .ولقد أكد العلماء على إمكانية

استخراج أدوية متنوعة من أعماق أو شاطئ البحار إذا تشكلت مجموعة متخصصة في علوم البحار

وكيميائيين و صيادلة لدراسة المركبات المثيرة للاهتمام مثل بكتريا القاع و الرخويات و الأعشاب البحرية و

كذلك سموم الكائنات البحرية . أما في حالة تضافر جهود هؤلاء الباحثين من المؤكد استخلاص عناصر ذات

قيمة غذائية عالية أو اكتشاف أدوية ستفيد إن شاء الله في علاج العديد من الأمراض المستعصية في هذا

العصر .


4- علم البحار البيولوجي :
يهتم هذا العلم بدراسة و تصنيف و توزيع كل من النباتات البحرية و جميع الكائنات البحرية المنتشرة في

بحار و محيطات العالم وذلك لتسهيل التعامل معها على شكل هيكل تنظيمي متعارف عليه .