ممتشقاً سروالاً قديماً ..قميصاً مهترئاً .. أعالج نفسى بصمتى الخجول ..أتصبب عرقا لزجاً أمسحه بآهة ٍ باهتة .. يدور رأسى بدون خمرأوسجائر ..أتوثب جذلاً ..أراقص أشجار السرو الباسقة .. ألعن نفسي في اليوم الواحد ألف مرة .. أتوه فى توهماتى الشبقة ونفحات من الريح تعابث جنبات المكان ..ألاعبه .. أناغمه ..شعره المفرود على جنبيه يصنع حالة من الضياء يشع فى المكان .. يتوهج .. يتألم .. يركض مسرعاً نحو ضباب مشدود الجوانب .. صارماً وقوته المشحونة داخله تداعب قدميه السمراوين .. تنتفخ ذراعاه شهبا تخترق الزمن الرديء .. أشجار الكستناء نحفر فوق جذوعها العتيقة أسماءنا لنتعرف عليها بعد سنوات ..مدرسة جباليا الإعدادية "ب" ..السكة الحديدية ..بواب عتيق .. مقصف أكلنا منه الحب سنة 1978 ..اذكرها الان فقط .. احببتها وكرهتها الان .. عشعشت فى قلبى سنوات ..قاتلت من أجلها ..اندمجت ..تضاغطت .. استنفرت طاقتى المقطوعة من دمي .. من وجداني .. كتبتها شعراً ..نثراً مجبولا بعطر الياسمسن وطواحين الهواء تدور صانعة لحناً أمقته حتى اللحظة..لعبة شعبية أعشق ترانيمها .
. ""ياراجل خليها على الله ".." مين بيعرف يرسم علم فلسطين " ..
توقفنا ..تقهقرنا ..لانعرف فلسطين ..جبالها ..وديانها ..من أنت ..فلسطيني ..خذوا حذرا من قنبلتي ..من أحزمتي ..أنا الغضب ..والله يارجال مابتكون الإجابة إلا بالنار والمدفع والدبابة
يشدنا الشوق إلى بعثرة أفكارنا اللا محدودة وقلب الأوراق أكثر من مرة والتنقيب عن ذواتنا فينا ..في خاصرتنا المهترئة ..المهشمة ..فى قلوبنا المعترضة دوماً على اللا شيء
ذات ليلة والقمر يسامر النجمات والصبايا يناجين معشوقيهم والسكون مخيم
نتوقف ..نسترجع الحكايا منذ النقطة الأولى
يكون المسير فوضوياً والرؤية أكثر تهيجاً والهدف أعمق من البئر إيغالاً فى الفضاء
تحركت الهلاميات والأشياء الإسفنجية وتمايلت على صفحة غدير متدفق من أعالى الجبال
رؤى يكتنفها الغموض والرهبة
يمشى الهوينى وهو يتأبط مدفعه الرشاش منسلاً بين أعواد البوص
توقف بعينيه باحثاً عن هدف ليكمل فرحته
يهنأ حين يندس فى حجارات الطريق الترابي وحذاؤه يصنع ضجيجاً ورهبة
تشرق الشمس على رقعه من الحلم النائم دوماً ..يدغدغنا
"أمس ..اليوم .. المستقبل "