الدكتورة نجلاء طمان الوردة السوداء تعطر سيرتى بشذاها النقدى الفيحان حين سردتها وتكلمت عن المرأة الأديبة بصفة عامة وظاهرةالتأسيس للأدب النسائى
على النحو التالى:
.................................................. ..........
.................................................. ..........
وأرى المرأة :
هى الكائن البشرى اللطيف و العجيب يكتنفه الغموض إذا تخفّى داخليا، ليس من السهل سبر غوره ، تجيد التمويه والإخفاء تجمع بين الشىء ونقيضه فى آن واحد،وتستثمرأيّامنهما حسب الأحوال وحين يقتضى الأمر ذلك بكفاءة.
ظاهرها يشى بالحب عند الرضا، وباطنها ملىء بالإنتقام إذا تملكها الغضب!.
أقبح أمراة شكلا بدلالها وتمنعها أجمل من كل رجال العالم،وقادرة على إسعادهم جميعا إن أرادت.
حروف الجاهلة منهن أقوى تأثيرا من قصائد كل الشعراء الرجال، مدحا إذا رضيت، وذما إذا غضبت
إذا منحت الجاهلة منهن رجاحة العقل ورضيت وساست نظمت دولة كشجرة الدر وملكة سبأ، فإذا غضبت وساست هدّمت دولا.
والمرأة لديها قدرة عجيبة فى التحكم فى عشقها فى الظاهر، رغم رقة مشاعرها وعاطفتها الجياشة،وتصبح الثائرة فى باطن التوحد-عكس الرجل الذى يثور مع موكب عشقه كالثور الهائج ظاهرا وباطنا!!.
وهى مصدر الحب:إذا أنت لم تعشق ولم تدر مالهوى /فقم وأعتلف تبنا فأنت حمارُ))
وأوصاناالرسول المصطفى الرفق بهن ومخاطبتهن برفق ولين(.إستوصوا بالنساء خيرا.......الحديث الشريف).
وأرى فى التأسيس للأدب النسائى خطأ فى حق المرأة!:
التى ضمن الإسلام الحنيف الرائع لها حقوقها كاملة،بل وضمن الحريةلما هوأقل منها!:فقد كلم الهدهد سليمان عليه السلام- وعلى حبيبنا المصطفى أفضل الصلوات والتسليم- بكل حرية وأثبت فصاحته وعلمه ومقدرة تصريفه وإتيانه بالخبر اليقين عن مملكة سبأ وملكتها هذا بصفة عامة ،وبصفة خاصة:فهن قد أثبتن وجودهن منذ عهد جدتهن الخنساء.
وأرى أن التعامل معها يحتاج إلى التخلق بكل سوى،والتحفظ الكامل من البوح بكل دنىّ فهى فى النهاية أخت أو بنت أوأم،ولا يجب نسيان ذلك أبدا حتى وإن تبرجت كلماتهاحين التعامل معها، فيتعين علينا كرجال عدم سوءالظن فى تبرجها،والتحوط حين مخاطبتها كمشاركة منّا لها،ويتم قبول ذلك بقبول حسن،ولا نتعمق فى كهوف
التأويل،حتى لانظلمها ونظلم إبداعها! وتوضيحا لذلك أكثر أقول إذا رأينا إمرأة مبدعة تتغزل فهذا ليس دليل على أنها غارقة فى بحر الهوىمثلنا تماما قد نكتب الغزل ونحن بعيدين عنه كل البعد،بمعنى أن المبدع كالممثل قد يكون لديه حالة وفاة ولكن ظروف العمل الفنى(الإبداع) قد تملى عليه أن دورا هزليا مضحكا للمتلقى وشر البلية ما يضحك،والشاعر الشيخ المسن مثلى قد يكتب فى الغزل
ولاتوجد فى حياته حبيبة وهنا أرانى أصدق من المحب العاشق فعلا إن استطعت بكلماتى أن أرسم لوحة عشق يتقبلها بصر المتلقى وبصيرته!! ،ولذلك أهمس فى أذن من يرغب فى معارضة شعرية لقصيدة كتبتها مبدعة أن يكون حريصا وحذرا كل الحذر ويعارض بصورة لاتلفت الأنظار المتربصة،والألسنة المغتابة والنمامة الناطقة بوجود علاقة بينه وبين المبدعة علاقة عاطفية!! وليخف عليها ويحفظ حرمتها ويتذكر ذاك الصحابى الذى رأى يهوديا يكشف عن ساق مسلمة بدبوس فقط فأسرع الصحابى وقتله علما بأنها ليست من أهله بل من عامة المسلمين ،وقتله اليهود بعد ذلك ليكون شهيدا مصداقا لقول الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم( ومن مات دون عرضه فهو شهيد....الحديث الشريف)أوليس عرض أخى المسلم وأختى المسلمة هو عرضى وهو من أهم الأمور ومن لم يهتم بأمر وشأن المسلمين فليس منهم والعياذ بالله.
وأكمل حديثى عن النساء قائلا:ومنهن المجيدات ،وأرى حول الباقيات كثيرا من المشاركين،ولكن المجيدات ثابتات الإقدام منهن أخلص وأوفى من كثير من الرجال ألف مرّة!:
مدح الكثير قصيدتى عفوا نزار ولكنى أعتز بمدح مبدعة رائعة ثابة النظر حين قالت: لم أر مادحا لنزار مثلك!. ، ومدح الكثيرون قصائدى فى الدفاع عن حضرة الحبيب المصطفى ولكنى أعتز بمدح أول من قالت لى :أنت حسان الألفية الثانية، ومدح الكثيرون دراساتى النقدية لقصائد غيرى مثل دراستى النقدية لنص سلام الباسل الشاعرة الفلسطينية (شتات على رصيف الوطن) فى منتديات عديدة ولكن أستوقفى نقد الصفوة لها فى منتديات أروقة الأدب: شتات سلام الباسل- الفلسطينية- على رصيف الوطن-ج1 - أروقة الأدب
وهى كالآتى لمن ليس لديه وقت للرجوع إليها:
النص:
شَتَاتٌ على رَصيف الوَطَن..
أبكي
أضحك
لا حزناً
ولا فرحاً
أركضُ بسخطِ وإصرارِ قطار هارب
أنثرُ دخان دَمعي على الأرصفة
وأشي للمارّة بسر الشرود
فقد أرهقنا إستجداء الجسور
و"راجعين يا هوى"
في بلدنا العتيق تُصادَر الأحلام
وتُترَك لنا الأوهام تدفعنا للجنون!!
غثيان يُرهق المكان
والروح تتساقط قطرة قطرة
كيف لي أن أمرّ ببيتي
واستنشقه مسكوناً بأنفاس
غير أنفاسي؟!
أما زالت عقارب الساعة تتثاءَب وتتعرقل
في سيرها؟!
أتراها "ضجرِت مني الحيطان ومستحيّة تقول؟!"
أتشبث
وأُلملِم ما بقي من حكايا المواسم
لوطنٍ يرضع ترابه دفء الأرض
ويثمل بخمر ندى العشب
وحنين يتدفق من طينهِ
وينسكب على عتبات بابهِ
لأتحايل على دمعي بدندنة
"خذوني إلى بيسان..إلى ضيعتي الشتائية
هناك يشيع الحنان ..على الحوافي الرماديّة"
أنا وظلي وهمس وثيقة
رفقاء درب لا ينتهي..
وبعض من البرتقال الحزين
الغافي في جيوب مساءاتي الباردة
أدمنا الترحال بأدغال الغربة..
تركنا للريح مهمة نثر أوجاعنا
تحملنا على صهوتها لنعانق المدى
بغربة الخريف
وحزن الشتاء..
من لي بمعطف أحاسيس دافئة
يلحف بنفسي عيون الغربة؟!
من لي بقلب كالمحارة
أحتمي بصدفته عند السفر؟!
آيا طيور الحنين
النافضة عن حيرتها ترف الكلام
حلّقي فوق رؤوسنا
لنلثم من ريشك دمع الحقيقة الخرساء
ولتغنّي بوجع حنجرة الأرض
ونبض المستحيل في صدر السماء
"غاب نهار آخر ..غربتنا زادت نهار"
وظلال تئنّ منتحبة في الخواء تردد
"غاب
نهار
آخر"!!-----------------------------------------------------------------------------------------
مبدع فى قصيدة دراسة نقدية لقصيدة سلام الباسل"شتات على رصيف الوطن":
مقدمة ثابتة:
فى حالات كثيرةقد لاتكفى دراسة قصائد ديـوان بأكمله لـوصف كاتبها بصفـة شاعـر، ولكن فـى بعض الحالات قد تكفى بل يكفى مقطـع منها إذا كانت حديثة متمردة على الشكل الخليلى – كالقصيدة الحرة أوماتسمى بقصيدة التفعيلة الى تحافظ على كــل من الـوزن والإيقاع والقافية بصورة نسبية- أو بيتا واحدا إذا كانت عمـودية خليلية أصيلةهذا مـن ناحية ، ومن ناحية آخرى تجـدر الإشارة إلى أنه ليس فى الإمكان تفسير العمـل الفنى تفسيرا جامعا مانعا شاملا(1)حيث قال رولان بارت فى كتابه" النقد والحقيقة" :مهما ذهب النقد فـى تفسير العمل الفنى فإنه يحتفظ دائما بسر كامن فى أعماقه ،وأحيانا تؤدى محاولة الكشف عن هـذا السرإلى تجريد العمل الفنى من إمكانية إضافة جديدة ،ولذلك ستظل فكرة الإلهام كامنة فيه وبالتالى قادرة على مواكبة تاريخ الأدب الإنسانى مهما واجهت مـن محاولات لدحضها تماما أو لتصويرها على أنها شطحات جنونية ، ولذلك فإن دراستى المتواضعة هنا ماهى إلا محاولة للـوقوف على جماليات
النص بقدر الإمكان لأننى أرى الناقد المحب للخير كالباحث عـن الأحجـار النفيسة والمعادن الغالية فى جبل النص الغنى بها كلما حفر فى جسد النص وجد منها الكثير ، وقد يأتى من بعدى من أفاض الله عليه من علمه وأنواره مـن يكتشف ملامح جمالية جديدة مستكنة فـى الأعماق. وا لآن أرى سلام الباسل المناضلة الفلسطينية كمراسلة حربية فـى فضاءات شعرية تلتقط صورة للوطن من أعلى تسمى بلغة السينما (2) لقطة عـين الطائر.وهـى صـورة شاملة تـئن فى جنباتها أوجاع الشتات ،والإرتحال ، والإغـتراب ، والتهجير ، والإبعاد ....ألخ.
ولنا وقفة أمام هذه اللقطة الكلية التى ألقت بنفسها فى أحضان العنوان ماهى جمالياته التى
إستطاع بها أن يغرر باللقطة لكى تفعل ذلك ؟!.
*- أرى هذا العنوان حديثا تخطت به الشاعـرة جماليات القصيدة الكلاسيكية التقليدية القديمة فى بنية العنوان حيث أنه ليس مأخوذ ا من نسيج القصيدة .
*- ويتكون- رغم كونه طويلا فى شكل جملة إسمية- مـن مفردات معنوية مجـرّدة أو إكتسبت
تلك الصفة من إضافتها إلى المعنوى و هى: شتات، وعلى( مـن العلـو والفوقية المطلقان
السابحان فى فضاءات الحلم الغائب،ورصيف وهو مادى أضيف إلى الوطن السليب الغائب المجرد من كل خصائصه المادية الملموسة حـدودية أوغيرحدودية وبالتالى أصبح وطنا معنويا غير ملمـوس و من ثم أرى أن المضاف هنا أخذ حكم المضاف إليه .
*- يتضح الجمع بين الشئ ونيقضه بالعنوان:لفظة الوطن لا تطلق إلا علىمجموعة مـن البشر
متاعيشين على أرض تضمهم ، يمتلكونها ويملكون زمام أمرهم بالقانون ورمزه الحاكم يملك زمام الوطن بيمينه فهورمز التوحد والقوة،وجمع العنوان بينه وبين الشتات الذى يكون هـو أيضا بأمـر الحاكم وهو مايعرف فى القوانين الوضعية المعاصرة بالنفى والطرد خــارج البلاد جبراأو هربا طواعية لأسباب أمنية وتكون النهاية اللجوء هذا فى حالة وجود الحاكم الشرعى ، أما فى حالة وجود حاكم فعلى متسلط محتل فيكون الشتات، والترحيل والتغريب..ألخ وبأمره الظالم،إذن الشتات والجمع أو التوحدمن مدركات الحاسة الواحدة وهى قبضة الحاكم ويمينه وتقريب مدركات الحاسة الواحدة (3) بعضها من بعض يجعل وجود أحدهما ينفى وجود الآخر ومع ذلك لا تجد الشاعرة حرجا أن تجمع بينها للإيحاء بأن عالم الحس عندها قد بلغ من التجريد درجة يستشف فيها النقيض مـن النقيض وتلك ذروة التجريد.
*- وأخيرا هـو عنوانٌ يتجادل مع البنية النصية(4)جدلا فنيا موفقا قائما على التعدد فـى المعنى
والتخالف فى الدلالة بمعنى أنه أى العنوان يمثل نصا صغيرا موازيا للنص الأصلى قادرا علــى التكثيف والتركيز واستقطار جوهر النص فيما يعرف بمصطلح "بيت القصيد" .
ثم بعـــد هذه اللقطةالعلوية العامة تهبط بنا من العام إلى الخاص حين تقـول : خذونى إلـى بيسان ، نثر ..ألخ .ورحلة الصعود والهبوط هــذه تستوجب منا أن نتخلص مما يربطنا بالأرض ونستحيل كائنا أثيريا جديرابالتحليق على بساط المنولوج (2) الدرامى لتتلقى فيض البوح و منح الشعر حيث قالت: من فوق صهوتها- أى الريح- نستطيع أن نعانق المدى. ثم تصعد بنا ثانية لنستقبل معها طيـور الحنين حيث قالت : وأتلقّاها تنفض ترف الكلام ،فتبوح بمرّه فقط لتبكى عيـــون الحقيقة الصامتة الخــرساء. وأرى أن دمعة سخينة واحدة من دموع الحقيقة المكممة مع ريشة واحــدة من ريش طيور الحنين كافيتان لكتابة ألف قصيدة وقصيدة !.
شتاتٌ أصاب الوطن كله:أصاب الأنا الشاعرة بل رماها فى جُب الجنون وهى الأنسان وأصاب الغثيان بيسان وهى ا لمكان ،وما يحتويه من طيور حنين ، وحقيقة خرساء تبكى ، وبعض البرتقال الحزين ،وأصاب دالة الزمن وهى الساعة بالشلل الناجم عن الإستغراق فى الحياء المرفوض بل أصاب الزمن كله بالتّثائب. بل أصاب الحياة كلها، أليست الحياةإنسان يعيش فى مكان به طيور وأشجار ألخ لفترة مـن الزمان؟.
بدأت القصيدة بالشتات وهو رمز صوفى فلدى الصوفية رمزالإرتحال عن الوطن، ورمز النزوح ورمز النار، ورمز الديار الحجازية إلى آخر ما ماتصوره التقاليد الجمالية الصـوفية ، ثم تجذبنا رموز لونية أخرى منها الحوافى الرمادية وهوضمن إقتباس زينت به الشاعرة بنت فكرها والذى بعده مباشرة جذبنى رمـز لونى آخرولى عنده وقفة فهو رمز مخادع صادم لمن لا يعلم ما هيته وهــو يتمركز فى عبارة:وبعض البرتقال الحزين وقديتساءل سائل: مكونات شجرة البرتقال هــى ورق أخضر ،وزهر أبيض شبيه بزهــر الفل فـى مرحلة التزهير وصداميته تعود ما رسخ فى ذهن العامة على الوجه الآتى:
يتحوّل ثمر أخضر فى أول الأمر ثم يتحول إلـى اللون الأصفر عند تمام النضج وخداعه
الخضرة إحدى ثلاث يذهبن الحزن : الماء والخضرة والوجه الحسن .
البياض فى لون الفل مريحٌ ورمزٌ للخير وصار تحية : صباح الفل .
الصفار الفاقع: يسرالناظرين"صفراء فاقع لونها يسر الناظرين" لون بقرة بنى إسرائيل فــى قرآننا الكريم .
والأساس اللون الأخضر فـى الأوراق التى تظل هكذا طوال العام حتى تسّاقط فـــى الخريف ، وكأن الشتات أصاب نصاعة البياض فحوله إلى غيم قاتم ،وأصاب الصفار الفاقع فحوّله إلى صُفرة وجــه الخائف،والمظلوم المسلوبة أرضه ،والمصادرة أحلامه ، والذى يرى الحقيقة - وهى عين الحق- خرساء لاتنطق وإلى صفرة وجه المريض وهى صفرة ٌتحزن قلب الناظر إليهم شفقة عليهم .
وأقول للسائل الذى لايعرف ماهية اللون الأخضر:يعنينا(6) فهم إيحاء الـون الأخضر الذى
يرد وصفا لكلمة الوجد التى تتضمن ستة من المعانى المتعددة بين :
- اليسار والسعة نظير قوله تعالى "أسكنوهم من حيث سكنتم من وجدكم".
- وجود الشئ أى وجود الضالة المنشودة.
- الوجد بمعنى القدرة.
- الوجد بمعنى الغضب.
- الوجد بمعنى الحب.
- الوجد بمعنى الحزن.
وإلى جانب هذه المعانى المعجمية نضيف دلالة مهمة للفظ الوجد عند الصوفية .
وأول ما نستبعده من هذه المعانى: معنى اليسار والسعة ، ومعنى الحب فيبقى بعــــد ذلك أربعة من المعانى يقترب كل إثنين منها فى واد واحد:
- يقترب وجود الضالة المنشودة من وادى القدرة.
- ويقترب معنى الغضب من معنى الحزن.
وإذا نظرنا إلى إطار العمل الفنى ككل رأينا فيه جليا إجتماعُ الغضب مع الحزن ، غضبٌ قامعٌ للحرية مصادرٌ للأحلام وحزنٌ سليبٌ سليبُ الحرية يبكى أحلامه المُصادرة .
ولعل من المفيد هنا أن نذكر أن اللون الأخضر كان يدّل على الحزن لدى الفاطميّن حين يرتديه ولى العهدإثر موت الخليفة .
وتمحورت البلاغة فى القصيدة حول الإستعارة والكناية ...ألخ وهى العناصر المستقاه من علم البيان . لتأتى الخاتمة صورة فنية جميلة وإن كانت تصور السقوط إلى الهاوية بصـورة إنهزامية تخاذلية ولكنها خادمة للمعنى المعبر عن الحال المصاب بالتخاذل والإنهزامية والشتات...ألخ حيث نرى:وظلال ٌ تئنُ منتحبة فى الخواء تردد وهى بنية متحدة وإن إتحدت فى الأنين والإنتحاب تتحول إلى فردية بسيطة هكذا :
" غاب
نهار
آخر " .
فمتى يعود ذاك النهار الغائب ؟!.
وفى الختام :
من منطلق الود الذى زرعت حكايا بذوره فى أرض القلوب الطيبة ،فنمت وتمددت فروعه وارفة بحجم السماء ، ومن منطلق الأخوة والمحبة التى أحاول ترسيخهما - بعيدا عن كل تعصب إبــداعى نجنى أُكله المر كل يوم ،تزرع بذوره ا لخبيثة أياد خفية ماكرة لتستكمل محو البقية الباقية من موروثاتنا الأدبية لتقبر هـُويتنا، وتقبر مجـداتليدا وأمته الخالدة بكاملها !.كلامى هذا-طبقا للمثل القائل:ليس حبا فـى علـى ولكن كرها لمعاوية– ولكن كرها لتلك القوى الخفية الماكرة التى لاترغب فى وجودنا حتى وإن كان بدون هُويــــــة!. لذلك أقول:
لكل كاتب الحرية كاملة فـــى إتباع منهج دون سواه ،وليس مــن حق نقاد الكون كله أن يغيروا مساره أو يفرضوا نمطا معينا عليه، والذهب ُ نوعان : نـوع محرمٌ على الرجال شرعا ، ونـوع آخـر محلل للرجال وللنساء معا ،و أركز الكلام على النوع الثانى فشاعرتنا تمتلك منه الكثير رأيته بعينى رأسى تتحلى به بنت فكرها "كفاك صمتا" وشقيقتها "حكايتى معه " ....لخ ولم تزين به آخريات عن عمد !.
أهمس إلى شاعرتنا قائلا: خروج بنات أفكارنا إلى الشارع الثقافى بدون المجوهرات والزينة ونحن من أغنياء الشعراء سيطلق الألسنة لترمينا بالبخل، فلا تبخلى علينا وننتظر الكرم و الجود .
================================================== =
عبدالوهاب موسى(بيرم المصرى) فى يوم الخميس الموافق 27/7/2006
المراجع والهوامش
(1)- د.نبيل راغب - عناصر البلاغة الأدبية – مكتبة الأسرة 2003
(2)- الأستاذ/ أسامة فرحات – المنولوج بين الدراما والشعر – مكتبة الأسرة 2005
(3)- د. محمد فتوح أحمد – الحداثة الشعرية من منظور رمزى -1991
(4)- د. أيمن تعيلب- شعرية العنوان فى الخطاب الشعرىالمعاصربحث فى مؤتمر أدباء إقليم شرق الدلتا الثقافى، ومهرجان إبداع الأدبى الثالث بقصر ثقافة بلبيس شرقية .
(5)- الأديب/عبدالله حسن- حوار مع الأديب الشاعر/ زياد البصيراوى عميد منتديات حكايا .
(6)- د. يوسف حسن نوفل – صلاح عبدالصبور والرمز اللونى – المكتبة الثقافية 1990 رجاء:من الفريق التقنى الموقر تجميع الموضوع بجزئيه 1و2 معا لعدم تمكنى من إرساله مرة
حيث قال عنها الشاعر الناقد الكبير محمد إبراهيم الحريرى:
أخي الشاعر والناقد بيرم المصري
تحية طيبة
هنا وضعت بصيرتي ، والانبهار يلفها بفرحة أغرقت القلم بمهلة استنطاق ، رضا وحبا توقفت لقراءة نصين ، كلاهما يشد بشوائج اأدب صنوه ، يتشكلان لوحة تنطق بالرؤى ، وتتبصر بها الأحلام من ناحية فتحيلها نورا سرمدي الحرف .
قراءة نقدية بثقافة واسعة ، ومشابك الفكر تلحم الكلمة بالمعنى ، وتضع الوجدان بحالة تحكم بالصورة الناطقة بكلية الحركة واللون والحواس ترتع في ربوع مترامية الأدب .
كلها في ميدان النقد جنود لتكشيل كلية النقد .
وفقت أخي بما قلت
وقال عنها أخى الشاعر الناقد أحمد مكاوى:
القدير عبد الوهاب
ها أنا ذا هنا
أسجل بإعجاب عمق الطرح وجدة التناول وروعة التحليل
ولقد أفدت حقا مما رسمت هنا من رؤيا ثاقبة لـ : شتات على رصيف الوطن
وأنا هنا أهنئك على الإبداع الرائع في النقد الذي أضحى في الكثير من الأحيان فجا وسطحيا ويخلو من الجمالية ، وأحيانا أخرى غامضا وباهتا ويحاول السطو على النص وتعميته
وأنت هنا كنت بحق رائع
مودتي
حماك الله
ولكنى دهشت وذهلت من نقد نقدى لشتات سلام الباسل الشاعرة الفلسطينية على رصيف الوطن بواسطة المبدعة والناقدة الكبيرة الدكتورة نجلاء طمان(الوردة السوداء) هناك حيث قالت في نقدها لتلك الدراسة ما يلى:"...
.......
قصيدة نثرية أكثر من رائعة لشاعرة مبدعة لم أقرأ لها قبلاً
ودراسة ملفتة لناقد يخط على طريق الإبداع, لم أقرأ له قبلاً.
إذن العيب في لا فيكم.الدكتورة نجلاء طمان الوردة السوداء تعطر سيرتى بشذاها النقدى الفيحان حين سردتها وتكلمت عن المرأة الأديبة بصفة عامة وظاهرةالتأسيس للأدب النسائى
على النحو التالى:
إن الدراسة عكست ثقافة نقدية مميزة لدى الدارس وهذا مهم, لكن الأكثر أهمية أنه استطاع تطويع ثقافته النقدية في خدمة النص المراد عمل نقد له. تأثر الكاتب بالناقد الفذ " بارت" وهذه صعوبة أكيدة تعانق االصعوبة الأخرى وهي الرشاقة التي يتمتع بها بارت والتقلبات التي يخضع لها والتي حالت دون وضعه ضمن أي تصنيف للمدارس الأدبية والمنهجية الكثيرة التي عرفها النصف الأول من القرن الفارط، وذلك لأنه أخذ بطرف من معظم هذه المدارس وأسهم في أكثر من واحدة منها وأيضا لأن بعض هذه المدارس نفسها متشابكة متداخلة. لقد تناول الدارس دراسته بالتعامل مع النص بهجوم نقدي تفصيلى على محور العنوان, وهو أول محاور بناء القصيدة, ثم أتبع ذلك بمحاولة عمل تقاطعية لهذا المحور مع محور البعد النفسي لدى الكاتبة, وتأثير ذلك في البنية الشعرية واللغوية, والنفسية أيضا للشاعرة, فخرج بذلك من نقد تقليدي متأثرً بتمرد " بارت" .
فكرة رائعة وتقنينها رائع أيضاً
شذى الوردة للشاعرة والناقد.
الوردة السوداء
عودة لتكملة الرد على الجزء الثاني من الدراسة:
يقول د. جابر عصفور في مقالة له عن القراءة البنيوية:
"وكون البنيوية نشاطاً، من هذا المنظور الذي أكده بارت، يعني أنها تتابع منتظم لعدد من العمليات العقلية التي تهدف إلى إعادة تشييد «الموضوع» بطريقة تكشف عن القواعد الوظيفية له. ولذلك فالبنية صورة Simulacrum للموضوع، ولكنها صورة موجهة لافتة، لأنها تبرز شيئاً يظل غير مرئي، أو غير متعقل في الموضوع الطبيعي الذي توازيه. ويعني ذلك أن النشاط البنيوي يبدأ - في مقاربة موضوعه - بتفكيكه ورده إلى عناصره، وينتهي بإعادة التركيب الذي يمنح الموضوع مغزاه وقيمته. وليس ذلك بالشيء الهيّن في ما يقول بارت، لأن هناك شيئاً جديداً يحدث ما بين الموضوع الذي ينحل إلى عناصره وصورته التي هي إعادة تركيب، يكشف عن العلاقات بين هذه العناصر. وما بين لحظة التفكيك ولحظة التركيب، يقع زمنا النشاط البنيوي، وينتج تعقل الموضوع أو فهمه، ومن ثم قراءته. فالصورة التي يعاد بناؤها بعد تفكيكها هي العقل الإنساني مضافاً إلى الموضوع، في حال قراءته، وتلك إضافة لها قيمة أنثروبولوجية، من حيث هي الإنسان نفسه: تاريخه ومواقفه وحريته والمقاومة التي يواجه بها عقله الطبيعة. ويترتب على ذلك أن التركيب البنيوي للموضوع بعد تفكيكه لن يكون انطباعاً عن العالم، وإنما صنع حقيقي لعالم يشبه الأول، لكن ليس بهدف نسخه أو محاكاته، وإنما بهدف فهمه وتعقله".
وهذا ما اتبعه الناقد وطبقه في حرفنة غير عادية حينما تناول تدرجات اللون في شجرة البرتقال, ثم تناول دراسة تفصيلية لإيحاءات اللون ومدلولاته النفسية المتدرجة عبر الماضي, واسقاط ذلك على مكان وزمن القصيدة الحالية.
لذا أعود وأكرر:
إن الدراسة عكست ثقافة نقدية مميزة لدى الدارس وهذا مهم, لكن الأكثر أهمية أنه استطاع تطويع ثقافته النقدية في خدمة النص المراد عمل نقد له. تأثر الكاتب بالناقد الفذ " بارت" وهذه صعوبة أكيدة تعانق االصعوبة الأخرى وهي الرشاقة التي يتمتع بها بارت والتقلبات التي يخضع لها والتي حالت دون وضعه ضمن أي تصنيف للمدارس الأدبية والمنهجية الكثيرة التي عرفها النصف الأول من القرن الفارط، وذلك لأنه أخذ بطرف من معظم هذه المدارس وأسهم في أكثر من واحدة منها وأيضا لأن بعض هذه المدارس نفسها متشابكة متداخلة. لقد تناول الدارس دراسته بالتعامل مع النص بهجوم نقدي تفصيلى على محور العنوان, وهو أول محاور بناء القصيدة, ثم أتبع ذلك بمحاولة عمل تقاطعية لهذا المحور مع محور البعد النفسي لدى الكاتبة, وتأثير ذلك في البنية الشعرية واللغوية, والنفسية أيضا للشاعرة, فخرج بذلك من نقد تقليدي متأثرً بتمرد " بارت" .
أهيب بك يا أخي بنشر دراستك في موضوع واحد فقد أرهقني جدا فتح صفحتين ومتابعتهما في آن واحد.
شذى الوردة لكل هذا الإبداع
د. نجلاء طمان
الوردة السوداء"
.وكنت قد نشرت الدراسة فى جزئين حيث لم تسمح لى نشرها مرّة واحدة تقنيا حيث ظهرت رسالة تقول لى : النص المدرج أكثر من المسموح به،والخطوط تحت بعض العبارات من تصرفى حين قرأتها أول مرّة...........ألخ،وما أذهلنى أن نقدها السامق قومسنى فى حين أننى متذوق لجماليات النص،ومسالبه فقط بلا مصطلحات وتصنيف وقومسة(انتماء لمدرسة نقدية ما) حتى أتى شذا تلك الوردة لينمنم وينمى صورتى الضيئلة المتواضعة الى جانب صورة كبار النقاد العالميين ليس مماثلا لهم
بل تلميذ مازال يحبو فى مدارسهم النقدية الراقية!!.
شكرى الكبير أقدمه لزائر حروفى مقدما[/b]