((لا يرقبوا فيكم إلّاً ولا ذمةً))
البابا بيوس الخامس، صاحب المشروع رقم ظ¢ظ£ من كتاب مائة مشروع لتقسيم تركيا للوزير الروماني دجوفارا، كان لا يفتر يدعوا إلى جمع كلمة النصرانية على الترك قائلاً: يجب على الأمة المسيحية أن تسير قاطبةً لقتالهم...، ولا نقدر أن نقف في وجه اعتدائها إلا إذا اجتمع ملوك المسيحيين بأسرهم لصد هذا العدو العام وناشبوه القتال براً وبحراً ...
استطاع البابا المذكور جمع قوة بحرية كبيرة - خلا فرنسا، بسبب معاهدة بينها وبين العثمانيين - ولكنهم هزموا أمام الأسطول العثماني، وفتح الترك نيقوسيا...
وإذ بلغ هذا الفشل البابا، أرسل إلى ملك فرنسة يحثّه للانضمام إلى الحلف المقدس، قائلاً: ....، إن قضية الحلف المقدس لم تترك لنا راحة لا في الليل ولا في النهار، ولا نرجو لنا راحة إلا في دخول جلالتك هذا الحلف.
ولما أجابه كارلس التاسع (ملك فرنسة) معتذراً بالمعاهدات التي بينه وبين تركيا، كتب إليه البابا يقول:
إن جلالتك لا تبرأ من اللوم إذا كنت لأجل فائدة شخصية أو أية فائدة كانت، تستمر على علاقاتك الودادية مع الكفار (يقصد الترك).
يعلق الأمير قائلاً:
مراد البابا بذلك أنه وإن كان ملك فرنسة مرتبطاً بعهود مع الأتراك فهو في حلٍّ منها، وليس عليه أن يرعى عهوداً للمسلمين.
إلى أن يقول الأمير:
فتأمل في هذا وقابله مع شريعة الإسلام التي هي في هذا الموضع محددة بهذه الآية: ((إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا.............، وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قومٍ بينكم وبينهم ميثاقٌ والله بما تعملون بصير)).
ومعنى ذلك أن على المسلم نصر أخيه المسلم على غير المسلم إلا إذا كان بين هذا وبينه ميثاق فلا يجوز نقض هذا الميثاق بوجهٍ من الوجوه....
وبعد حوالي تسعين صفحة يقول الأمير:
ثم إن احترام المعاهدات والعمل بموجب الكلمة المعطاة كانا من مزايا العثمانيين يدور عليهما التاريخ العثماني كله. فإن كان الشعب التركي الآن قد غُلب فإنه قد فقد كل شيء إلا الشرف.
مقتطف من تعليقات الأمير شكيب أرسلان على حاضر العالم الإسلامي للأمريكي ستودارد...
Bahoz mzry