قدر الله ينتج من صلب رحمته تجاه من أحبهم وأحبوه ...نتفاجأ كثيرا بما يقضيه الله. ونرى قضاءه (جل وعلا) قاسيا علينا في احيان كثيرة. لكنا لو اطلعنا على الغيب لرأينا في قضائه كل الخير. فأعمارنا ومداركنا هي دون الأحاطة بحكمة الله وأمور الغيب. ولقد تفضل الله واطلعنا على حكمة مايقضي لتطمئن قلوبنا تجاه شدة الاحداث. فقتل الغلام البريء (كما ورد في سورة الكهف) هو في أنظارنا جريمة بكل المقاييس .. فكيف لله أن يفعل ذلك؟يأتينا الجواب من الله تعالى ليبين بأن تدخله (تعالى) يعكس منتهى الرحمة لصالح الأبوين المؤمنين وكذلك للغلام نفسه. فخسارة الحياة الدنيا (وهي لاشك حياة شقية مع طغيان) أهون بكثير من خسارة الآخرة والخلود في النار. ويلاحظ اهل العقل بأن غيرة الله على المؤمنين هي رحمة بالكلية. فالله (تعالى) يعلم أن الغلام سيكون طاغية. وإن علمه (جل وعلا) لايعني بأنه كتب على الغلام الشقاء. فالله تعالى اعطى الخيار للبشر، وهو لايتدخل فيما يبرمه العبد من أمر نفسه (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ومن شاء فليطغى) لكن غيرة الله على الابوين المؤمنين، وعلمه بأنهما سيندفعان وراء ولدهما في طريق الطغيان والكفر، تسببت في تدخل الرحمن بالرحمة لينقذ الجميع.وهكذا تتأتى غيرة الله على المؤمنين المخلصين فينتزعهم انتزاعا من براثن الأسباب التي تؤدي بهم إلى الطغيان والخسارة والضلال ليردهم إلى كنفه حبا ورحمة، ويكسبهم الدارين. فكم واجهنا من حدث ظنناه قاسيا فما لبثنا أن علمنا بعد حين قليل بأن الرحمن كان في صفنا .. فله الحمد والشكر دائما ابدا سرمدا.
منقول
.....