الأمل (( قصه قصيره ))

[مصطفى الطنطاوى]

الامل

وجد نفسه جالسا في نفق مظلم لايري شيئا ولا يسمع شيئا ...... وفجأه ودون مقدمات سمع صوت صفير قوي
يدوي من ورائه واحس بارتجاجه شديده تحت قدميه ..... نظر خلفه .... فوجد قطارا مسرعا يتجه صوبه
لم يستطع ان يميز شكله لم يدر حينها الا انه مجرد قطار كان النور المنبعث من هذا القطار قويا مبهرا للعين
حاول ان يدقق النظر ولكنه لم يستطع

مال لهذا القطار لا يقف
احتار ..... تردد .... ماذا عليه ان يفعل ........ وكأن سائقه لا يراني .... اخذ يلوح بيده .... يصيح عاليا
يصرخ ..... يستنجد
ولا مجيب
القطار مستمر علي سرعته
سيدهمه القطار بلا ادني شك

لم يجد امامه مفر.... قرر ان يركض
بدأ يجري بسرعه شديده
اخذ يعدو ويعدو
القطار من خلفه لا يعرف الملل او الكلل .... لا يعرف الرحمه .... سيسحقه لا ريب

احس بقواه تخور .............. لم يعد قادرا علي الاستمرار فهذا المجهود فوق طاقته
فكر للحظه ان يقف وينهي الامر عند هذا الحد
فلا امل في النجاه

ولكن دافع خوفه الغريزي كان اقوي من هواجسه وكان اقوي من ارادته الخائره الضعيفه
عاود الجري مره اخري .... لم يجد امامه حلا اخرا
قرر ان يظل يجري هكذا
حتي يسقط منهكا

واستمر علي هذا الحال
حتي حدث ما لم يكن في حسبانه
لقد زلت قدماه
وكأن القدر يعانده

سقط .............. تملكه الرعب ........... لا مفر .......... لا نجاه ............ لا امل
انها النهايه .. لا شيء يمكنه ان يعيق هذا القطار

واذا بيد خفيه تنهضه توقفه في سرعه عجيبه
بل وتدفعه الي العدو من جديد
دفعه قويه باعدت بينه وبين القطار - الذي كان قاب قوسين او ادني منه - مسافه كبيره
وهبته الامل في النجاه

حاول ادراك كنه هذه القوه الخفيه التي ساعدته ......... ولكن دون جدوي
اخذ يتمتم بكلمات الشكر لهذه اليد الخفيه ... فالشكر هوا اقصي ما يمكله من في مثل موقفه هذا
وعاود عدوه من جديد محاولا ان يجد نجاه من هذا النفق الطويل

ما هذا ؟؟؟

الي اين اذهب ... سأل نفسه

لم يحاول من قبل ان ينظر امامه قط .... كان ينظر خلفه الي القطار فيسحق ناظريه نوره المبهر
او ينظر تحت قدميه خائفا من زله اخري
رفع نظره ولاول مره
ونظر الي نهايه النفق

لم ير شيء
يبدو هذا النفق وكأن لا نهايه له

اذن الي اين اذهب ............ وحتي ان كانت له نهايه
فما يدريني ان كانت نهايه سعيده
لم اكابد كل هذا العناء لاصل الي نهايه لا اعلمها
بدأ التخبط والتردد يبدوان جليان في عدوه
فهو لا يعرف هدفه ولا يعرف الي اين يقوده هذا الطريق

ولكنه تذكر اليد الخفيه التي ساعدته ودفعت به في هذا الطريق وباعدت بينه وبين هذا القطار اللعين
هي يد خيره بلا شك
تريد له السلامه
اذن فلم تدفعه الي حيث يهلك ...... بالتأكيد انه سيجد طريقا للنجاه في نهايه هذا النفق

بدا وكان روحا جديده تلبسته
بدا مفعما بنشاط وقوه يفوقان الوصف

بدات المسافه بينه وبين القطار تتباعد شيئا فشيئا
شعر بايمان عميق يقوده الي حيث دفعته هذه اليد الخفيه

بدأ يتغلب علي خوفه المحموم من مصيره المنذر بالهلاك
بدات ابراج الامل تعلو بداخله حتي عانقت السحاب
لا شك انه الان في طريقه للنجاه

عاود النظر امامه من جديد
ولعجب ما رأي ......... اشعه رقيقه من النور تتسلل عبر نهايه النفق
ابتسم لها ......... وكأنها تلوح له
فاخذ يلوح لها ........ انها سبيل النجاه
انها سبيل النجاه

كان يظن ان شقائه هذا بلا نهايه وها هو الان يري نهايه هذا الشقاء
اخذ لسانه يلهج بشكر هذه اليد الخفيه
هي من قادته الي سبيل النجاه
هي من اعطته الامل في الحياه
تملكه ايمان عميق بان ما ينتظره بالتأكيد افضل
وبانه سيجد ضالته المنشوده في نهايه هذا النفق
سيجد الراحه والامان

كانت اشعه النور امامه تزداد
حتي بدأت تنير النفق من امامه
انتابته حاله من الدهشه ............ عجبا لهذا النور مجرد طيف منه كان كافيا لان ان ينير دربه
وعلي الرغم من هذا فنور القطار من خلفه هذا النور القوي المبهر الذي يغشي الابصار
لم يكن لينير النفق
كان النفق مظلما

بدأ يأنس لهذا النور من امامه
هذا النور الذي يلوح له من بعيد
ونظر خلفه فلم يجد اثرا للقطار

زال الخطر
بالفعل لقد زال

سعاده غامره انتابته وفرحه تفوق الوصوف
تغلغل الاحساس بالامان من نفسه


بدأت خطواته تتباطيء شيئا فشيئا
تحول العدو الي هروله ثم الي سير
اخذ يسير بخطوات واثقه اكيده من النجاه
زالت كل هواجسه ومخاوفه فالنهايه قريبه
بل قريبه جدا

جلس يستريح من عناء هذه الرحله الطويله
واخذ يستمتع يالراحه والامان وهدوء البال


وما كانت سوي لحظات قليله
حتي شعر بهذه الارتجاجه تحت قدميه من جديد
ونظر خلفه مذعورا
لقد عاد القطار

حاول النهوض ولكن جسده كان مشبعا بالراحه متخما بالاحساس بالامان
وجد نفسه مسمرا في مكانه

تذكر هذه اليد الخفيه التي ساعدته في المره الاولي
لم تخلت عنه الان ........ لم لا تدفعه مره اخري

لقد انسته الراحه شكرها
لقد انساه الامل ان يحمد نعمائها عليه

حاول ان يعتمد علي نفسه ويقوم ويعاود العدو من جديد
مبتعدا عن هذا القطار

ولكن كان الاوان قد فات ...............

[علي جاسم]

السلام عليكم

قصة جميلة أخي

فقط كنت اتمنى أن تلتزم بالفاصلة والنقطة وأن لا تضع نقاط هكذا ....... فلا معنى لها في القصة

تقديري لك أخي وشكراً على هذا الألق

[ناهد حسن]

قصة معبرة
وفقك الله تعالى

أرجو منك الانتباه أكثر للتاء المربوطة والهاء
تحية وتقدير