جُرحٌ لا يُوقِفُ الحياة
قصيدة رثائية في ابن خالتي عبد الرحمن( رحمهُ الله ) الذي وافته المنية منذ أيام وهو في ريعان الشباب
أقولُ على لسانِه:
هُوَ سائلٌ... أحتارُ فيهِ جوابا
إِنْ قلتُ.. أو أَعرَضْتُ.. كانَ صوابا
هُوَ طالبٌ.. يا وَيحَ عُمْريَ.. إِذْ أتَى
ما اسطاعَ جُوديَ أَنْ يَصُدَّ البابا
ضَيفٌ ... وقانونُ الزيارةِ عندَهُ...
ما نَصَّ: أَنْ يَستَأذِنَ الحُجَّابا
كُلٌ إذا ما جاءَ يَذبحُ عُمْرَهُ
كُلٌّ سَتَمْلأُ رُوحُهُ الأكوابا
**********
**********
أمي وأعلمُ أَنَّ حُزنَكِ بالغٌ
حَسْبُ المنايا أَنْ يَكُنَّ صِعابا
يفترُّ دمعُ القلبِ مِنْ جُدُرِ الأسى
غصباً... إذا ما ودَّعَ الأحبابا
ولأننا بعدَ الحبيبِ مُحَمَّدٍ
لسنا نعظِّمُ للمماتِ مُصَابا
ولأنَّ قلبَكِ يا تقيَّةُ مؤمنٌ
الحُزنُ عِندكِ لا يَشُقُّ ثيابا
الجُرحُ في قلبِ المُحَلَّى بِالرِّضا
مهما ارتوى...لا يُوقفُ العِنَّابَا
ولأنَّ دمعَ الأُمِّ أغلى من دمي
قطَّعتُ مِن روحي له الأهدابا
فلْتَحفَظيهِ لِدَعوةٍ في خَلوَةٍ
فيها الرَّجاءُ يُبَلِّلُ المِحرابَا
ولْتمنعيهِ لغيرِ ذاك... فَبَحرُهُ
لو زادَ بحراً... لا يزيدُ ثوابا
**********
**********
يا (أُمَّ فيصلَ).. إنْ رحلتُ.. فَ (باسِمٌ)
عَنِّي ينوبُ... فما ترينَ غِيابَا
وَ (محمدٌ) أَوْ (فيصلٌ) كُلٌّ لهُ
وردٌ سينثُرُ حَولكِ الأَطيَابَا
السِّربُ يا أُمِّي وَلَوْ طيرٌ هوى
يبقى يلامِسُ في العُلُوِّ سَحَابَا
**********
**********
أُمِّي.. على كَفَّيْكِ قَدْ وُلِدَ الرِّضَا
نوراً يُفَتِّحُ قَبْلِيَ الأَبوابَا
قَدْ كانَ في دُنيايَ ظِلاًّ وارِفاً
آوي إليهِ ...فلا أَرى الأَتعابَا
واليومَ أَرجُو أَنْ يكونَ موافقاً
لرِضا الرَّحيمِ... فلا أّذوقُ عَذابَا
أُمِّي... ومازالَ الدُّعاءُ يَمُدُّنِي
لأَصوغَ مِنْ عُقَدِ السُّؤَالِ جوابَا
يَنْتَابُنِي قَلقٌ على أجيالِنا
إنْ ضيَّعوا في المُلهِياتِ شَبابا
**********
**********
اللهم أسكنهُ فسيحَ جَناتك
م / مؤيد حجازي
11/05/2009 م