جدل متصاعد في البحرين حول تعيين مؤذنات

إسلام أون لاين.

المنامة – تشهد مملكة البحرين جدلامتصاعدا منذ كشف النائب السلفي المستقل الشيخ جاسم السعيدي السبت 31-10 -2009 عنوثائق رسمية تظهر تعيين نساء كمؤذنات في بعض المساجد التابعة لإدارة الأوقافالجعفرية (شيعية)؛ وذلك للمرة الأولى في العالم العربي.
وطالب السعيدي وزارة العدل والشئون الإسلامية بعزل هؤلاء المؤذنات؛ "لما تمثلههذه السابقة من مخالفة شرعية"، مهددا باستجواب الوزير ومسائلته إذا لم يتدخل بسرعةلحل هذه المشكلة. وفيما نفت إدارة الأوقاف الجعفرية توظيفها أية مؤذنات، قائلة إنهؤلاء السيدات يعملن فقط في أعمال النظافة في دورات المياه التابعة للمصلياتالنسائية، أقر وزير العدل والشئون الإسلامية بعمل نساء كمؤذنات.
وقال السعيدي في تصريحات لـ"إسلام أون لاين. نت": "لم أصدق نفسي وأنا أقرأ كشفاخاصا بإحصائيات جميع المساجد والحسينيات في البحرين والعاملين فيها، كنت قد طلبتهمن وزير العدل والشئون الإسلامية في سؤال نيابي؛ حيث وجدت من بين أسماء المؤذنينأسماء لنساء يعملن في إدارة الأوقاف الجعفرية؛ وذلك حسب أوراق رسمية صادرة من وزارةالعدل".

وأضاف: "اتفقت المذاهب الإسلامية جميعا على حرمة شغل المرأة لهذاالمنصب، وبالتالي فإن السؤال المطروح: كيف تجرأت إدارة الأوقاف الجعفرية على تشغيل 3 نساء بوظيفة مؤذنات؟ وهل الفقه الشيعي الإمامي يجيز شغل المرأة تلك الوظيفة؟ وكيفاستمر استلام هؤلاء النسوة لرواتبهن طوال الفترة السابقة؟".
"فساد" إداري
واعتبر السعيدي أن "هذه الوقعة تؤكد وجود فساد إداري بيّن في وزارة العدلوالشئون الإسلامية؛ وهو ما يتحمله الوزير سياسيا".
وتضم البحرين مذهبين: السني وتقوم عليه إدارة الأوقاف السنية، ويبلغ عدد الأئمةوالمؤذنين التابعين لها حوالي 600 موظف، والمذهب الشيعي ويتبع إدارة الأوقافالجعفرية، ويبلغ عدد الأئمة والمؤذنين التابعين لها نحو 530، ولكل طائفة محكمة خاصةبها فيما يتعلق بالأمور الشرعية.
وخلال رده على سؤال برلماني قدمه السعيدي أمس، أقر وزير العدل والشئون الإسلاميةالشيخ خالد بن علي آل خليفة بوجود أسماء لنساء يعملن في بعض المساجد التابعة لإدارةالأوقاف الجعفرية بوظيفة مؤذن، بحسب ما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" الأحد 1-11-2009.
وأوضح الوزير أن المؤذنة الأولى وهي مريم حسن علي تعمل في مسجد الشيخ مؤمن وهوأحد المساجد الكبرى في العاصمة المنامة، بينما تعمل "المؤذنتان" الأخريان وهما: فوزية علي حسن رستم، وسلوى أحمد سلطان، في مسجد الشيخ درويش في منطقة الدية فيالمنامة أيضا.
في السياق ذاته، هدد السعيدي بمسائلة وزير العدل في حالة عدم اتخاذ إجراء سريعوفوري لتصحيح هذا الأمر، معتبرا أن هذا الوضه يمثل "إساءة للبحرين أمام المحافلالإسلامية".
نفي الأوقاف الجعفرية
من جهتها، نفت الأوقاف الجعفرية في تصريح نشرته لصحيفة "الوقت" البحرينية اليومتوظيف أي امرأة بوظيفة مؤذنة في الأوقاف، موضحة أنها قامت بتوظيف أربع عاملات نظافةلدورات مياه ومصليات النساء في ثلاثة مساجد؛ لتحاشي دخول الرجال لمرافق النساءومصلياتهن، وهن مصنفات على نظام المكافأة وليس هناك أي امرأة على كادر الأئمةوالمؤذنين.
غير أن النائب السلفي شكك في ذلك النفي قائلا: "ردهم يوضح مدى التخبط؛ فهم لمينكروا تعيين نساء في المساجد، والمستندات التي تحت أيدينا وممهورة بتوقيع وزيرالعدل ومدير إدارة الأوقاف الجعفرية تؤكد وجود ثلاث نساء يتقاضين رواتب المؤذناتوليس رواتب عاملات نظافة، وأسماؤهن في كشوف كوادر المؤذنين وليس كما تدعي الأوقافالجعفرية".
وتساءل السعيدي: إذا كن عاملات نظافة فكيف توجد أسماؤهن في كشوف المؤذنات؟!. وتعتمد البحرين كادرا ماليا للأئمة والمؤذنين؛ حيث يتقاضى الإمام راتبا قدره 304دينارات (800 دولار)، فيما يبلغ راتب المؤذن 268 دينارا (700 دولار
"حرام شرعا"
وضمن الجدل الدائر حول قضية "المؤذنات"، قال عضو كتلة الإخوان (المنبر الإسلامي) في مجلس النواب محمد خالد لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن صح ما نشر حول تعيين النساءكمؤذنات في بعض مساجد المملكة فهي مصيبة وأمر مرفوض شكلا ومضمونا من الناحيةالشرعية، وهو تحد لحدود الإسلام وللمنطق والعقل".
ورأى خالد أن "هذه الخطوة بداية لتعيين المرأة كإمام وخطيب كما حدث في الولاياتالمتحدة الأمريكية؛ وهو أمر مخالف للشرع"، في إشارة إلى أمينة ودود، أستاذةالدراسات الإسلامية في جامعة فرجينيا كومونولث التي أمت الرجال والنساء في صلاةالجمعة قبل نحو عام.
وتساءل مستنكرا: "أين المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؟ (يضم علماء من السنةوالشيعة)، لماذا لم نسمع لهم صوتا؟ وطالب بحل المجلس أو تعيين من هم أكفأمنهم".
وتدعي شخصيات تصف نفسها بالتنويرية أن من حق المرأة شغل جميع المناصب والوظائفبما فيها الدينية مثل الإمامة، وتزعم أنها تسعى لـ"تعزيز مكانة المرأة، والمطالبةبحقوقها التي منحها لها الله عز وجل".
وكان الدكتور سيد طنطاوي شيخ الأزهر قد صرح في وقت سابق بأن إمامة المرأة للرجالبصفة عامة سواء كانت في صلاة الجمعة أو في الصلاة المفروضة في توقيتاتها، أو فيصلاة النوافل، أو في أية صلاة أخرى، لا تجوز، وإنما يجوز لها أن تكون إماما لبناتجنسها من النساء؛ لأن بدن المرأة عورة.
فيما قال مفتي مصر الشيخ علي جمعة إن جمهور العلماء المسلمين بينهم خلاف علىمسألة إمامة المرأة للرجال، مشيرا إلى أن الجمهور وهم معظم الأئمة المعترف بهم لايجيزون إمامة النساء للرجال، في حين أن عددا من الأئمة مثل الإمام الطبري والإمامابن عربي يجيزون ذلك
منقول