التحرش الجنسي .
هل هي ظاهرة صحية أم هي ظاهرة تعسفية؟
من قلم غالب الغول
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن التحرش الجنسي قد ولد مع ميلاد الجنس البشري , ساحقاً في القدم واستمر إلى اليوم بأشكال مختلفة , وبلغة جنسية قد يتخللها الرمزية أو قد يشوبها اللغة الحركية أو اللفظية التي تخرج عن نطاق المألوف اجتماعياً وأسرياً ودينياً بشكل خاص ,
وحسب اعتقادي فإن هذه الظاهرة ليس من الممكن القضاء عليها تماماً , فهي في تصاعد ما دام الخلل الاجتماعي يتزايد في انحراف البوصلة الإيمانية .
يمكن القول بأن ظاهرة التحرش الجنسي لا تخرج عن كونها ظاهرة صحية إن كانت بحدودها الأدني لا تتجاوز نظرة عين ثم يكررها للتأكد من جمال المرأة وحسنها وبهائها , ولكن دون أن ننسى بأن النظرة الأولى له , والنظرة الثانية عليه , وقال رسولنا الكريم النظرة سهمٌ مسموم مِن سِهام إبليس، فمَن غضَّ بصرَه عن محاسن امرأةٍ أَوْرثَ الله قلبَه نورًا ) .
ومن هنا نتساءل : هل وصلت هذه المعلومة الدينية إلى قلوب الشباب ؟ وهل التزمت الآنسة العربية بحشمتها ووقارها وستر جسدها والتخلي عن زينتها أمام الشباب , ؟ وكيف نستطيع أن نوافق بين رجل ممنوع من الزواج لعدم حصوله على المهر , وبين شابة تبحث عن رجل بطريقة الخفاء , ثم تتدعي أنها تعرضتت للتحرش , وكيف نستطيع أن نوافق بين لهب متصاعد وبين قاروة بترول بالقرب منها من غير حاجز أو مانع ؟
لقد قرأت قبل عقود, خبراً نقل من صحيفة بريطانية , أن النساء في بريطانيا يطالبن بالكشف عن صدورهنّ كما يفعل الرجال , بسبب أنه لا فرق بين رجل وامرأة , فالكل يتساوى بالحقوق والواجبات , فرد عليها القانون بالسماح لها بذلك , بشرط عدم إثارة شهوة الرجال .
وأي قانون يمنع إثارة الرجل وأمامة امرأة كاسية عارية ؟ , وهل الرجل أصبح بلا عيون ترى أو بلا أذن تسمع أو بلا عقل يفكر , أليس هو الآخر من حقه أن يلبس بنطال الشورت ويتعرى , أمام الآنسة , لنرى بعدها ماذا تفعل الآنسة بعواطفها؟ , ثم لنشاهد بعد ذلك, من الذي يتحرش بالآخر . هذا بالرغم من أن الرجل البريطاني يشبع نفسه جنسياً من غير تحرش , فلو امتنع الأوربي عن مخالطة الأنثي لرأينا التحرش أضعاف ما نجده عند العرب , والسبب في ذلك , أن عند العرب مخزون كافي من العادات الاجتماعية والدينية والخلقية الرادعة , فالخير فيها إلى يوم يبعثون , ثم أن الدين يردع الكثير من الشباب الملتزم , وهذا يخفف نوعاً ما من ظاهرة التحرش .
لذا فمجمل القول , بأن القضاء على ظاهرة التحرش والحالة هذه من انفلات في الأمن والقانون , والتهاون في الخلق والدين , قد يكون صعباً وستبقى الظاهرة تتصاعد مع تصاعد التهاون بالدين والخلق , وستزل أضعاف هذه الظاهرة في ظل قانون رادع يمنع الفتاة من التبرج أمام الشباب , مع ستر أعضاء جسدها الذي برز أمام الشاب مثيراً غرائزه وميوله للتحرش .
لقد كنت في إحدى الشوارع في بلد عربي , سمعت شاباً مراهقاً ينادي بأعلى صوته لصبايا ثلاث ومعهن والدهن قائلاً (( اعطني واحدة , واقتلني بعدها ) , أليس ذلك من الكبت الحارق ؟
نحتاج إلى قانون رادع
نحتاج إلى شباب مؤمن بربهم
إلى نساء ملتزمات بعاداة وتقاليد إسلامية , لمنع إثارة الشباب
إلى بيت ومدرسة ومعهد وجامعة , تلقى النصيحة للشباب ذكوراً وإناثاً
إلى تيسير في الزواج بعدم غلاء المهور , ليتسنى زواج كل شاب ,
نحتاج إلى بيئة سليمة خالية من الكذب والنفاق والحسد والغل وحب الانتقام
وبعد ذلك سنعود إلى مجتمع واع بأخلاقه ودينه لرفعة الأمة إلى التطور والبناء .
أشكركم إخواني والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .