غزوات النبي صلى الله عليه و سلم

بعث الله عزّ وجلّ رسوله محمداً(ص) في مكة وحاربته العرب عامة وقريش خاصة بكل الوسائل الممكنة حتى قال(ص) "ما أوذي نبي مثلما أوذيت" وفي نهاية حربها ولما لم تثمر جهود قريش عن أي ثمرة في إيقاف الدعوة المحمدية قررت قتله عبر مؤامرة محكمة وأوكلت مهمة تنفيذ ذلك إلى مجموعة من الشبان اختارتهم من بين القبائل المتعددة ليضيع دم النبي(ص) بين القبائل فلا يطالب بثأره أحد من الناس.

وحمى الله نبيه فيسر له أمر الخروج من مكة إلى المدينة حيث الأنصار، وصل النبي المدينة ـ يثرب ـ واستُقبل من أهلها إستقبالاً حافلاً فأسس النبي(ص) دولة الإسلام الأولى وركز دعائمها خلال سنة كاملة هي السنة الأولى من الهجرة وفي نهايات السنة الأولى من الهجرة كانت الدولة الإسلامية قد إستقرت فسلك النبي في طريقة إعداد الدولة بكل ما تجتاجه فأسس نواة حربية مقاتلة وبدأت عملها العسكري عبر ما يسمى بالغزوات أو السرايا وقد أحصيت عدد غزوات النبي(ص) فكانت 27 غزوة.

وهذا عرض تفصيلي لهذه الغزوات:

1 ـ السنة الثانية للهجرة:

1 ـ وصل إلى المسلمين خبر قافلة تجارية يقودها أبو سفيان تحمل أموالاً لقريش فخرج النبي(ص) مع أصحابه لإعتراضها حتى بلغ ذات العثيرة ولكنه لم يظفر بتلك القافلة.

2 ـ معركة بدر: شعرت قريش بالخطر من المسلمين فإجتمع زعماؤها وقرروا الحرب على النبي(ص) فجهزوا جيشاً بلغ عدده ما يقارب 1300 رجل بين فارس وراجل توجهت نحو المدينة بحجة الدفاع عن أموالها وأمر زعماؤها بعد ذلك على التوجه صوب المدينة وكان الخبر بحركة قريش قد وصل إلى النبي(ص) فجمع المسلمين وسار معه 313 رجلاً صوب جيش قريش فالتقى الفريقان في منطقة تدعى "بدر" وسميت معركة "بدر".

لم تتوقع قريش وقد ملأها الغرور أن تخسر المعركة إطلاقاً ولكن النصر الإلهي والعزيمة الموجودة لدى المسلمين والثبات الذي أوجده الله عزّ وجلّ في نفوسهم أعطاهم القدرة على الحاق هزيمة شنعاء بقريش فقتل المسلمون عظماءهم وأسروا عدداً منهم وفر الباقون وعاد المسلمون إلى المدينة مسجلين أروع إنتصار في تاريخ الجزيرة العربية وعادت قريش إلى مكة خائبة ذليلة ونزلت الآيات تحكي قصة النصر الإلهي قال تعالى {ولقد نصركم الله ببدرٍ وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى أن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم}.

3 ـ غزوة قرقره الكدر:

في هذه المنطقة كانت تسكن قبيلة تسمى "بني سلم" وبلغ النبي(ص) أن هذه القبيلة تعد العدة للهجوم على المدينة فإستخلف النبي إبن أم كلثوم على المدينة وخرج إلى مركز تلك القبيلة، فتفرقت القبيلة لما سمعت بخبر قدوم الرسول وعاد النبي إلى المدينة بلا قتال.

4 ـ غزوة السويق:

كان أبو سفيان قد صمم على الإنتقام بعد الهزيمة في بدر فخرج من مكة مع مئتين فارس وجاء إلى منطقة اليهود في المدينة وهي "بني النضير" فوجد رجلاً من الأنصار فقتله وحرق البيوت والحرث ثم ذهب هارباً وأرسل النبي(ص) جماعة من أصحابه لملاحقته فهرب وفي الطريق أخذ يرمي أكياس "السويق" وهو القمح الممتلئ الملتوت بالسمن والعسل وإستولى عليهم المسلمون وعاد أبو سفيان إلى مكة ولم يدركه المسلمون.



5 ـ غزوة ذي أمر:

أرادت قبيلة "غطفان" إعداد العدة للحرب والقدوم إلى المدينة فلما سمع النبي(ص) بذلك خرج على رأس فرقة مؤلفة من 450 رجلاً وقدم إليهم فهربوا وخافوا.

السنة الثالثة للهجرة:

1 ـ معركة أحد:

أمام الموقف المذل الذي عاشه المشركون كان لابد من حل والحل هو الحرب، هذا ما طرقه قيادات المشركين في مكة، والحرب كانت مدروسة هذه المرة، فالعدة والعتاد قد تم تجهيزه على أساس رؤية سبقته لما رأوه في معركة بدر وكان إن خرجت قريش معها أربعة آلاف مقاتل، وكان العباس بن عبدالمطلب يعيش هذه الأجواء ولابد له أن يتخذ موقفاً فأرسل كتاباً إلى النبي يشرح له حال قريش، وسارت قريش بجيشها إلى أن وصلت إلى وادٍ سمي "وادي العقيق" وهو من سفوح جبل أحد.

وخرج النبي(ص) بدوره من المدينة ومعه ألف مقاتل والتقى الجيشان في 7 شوال من السنة الثالثة للهجرة وقد إتخذ الرسول خطة مدبرة للمعركة فطلب من جماعة من الرماة أن تحتل ثغرة في الجبل لئلا يباغت المشركون المسلمين منها وبدأت المعركة وكان في أولها النصر للمسلمين إنهزم المشركون وإبتدأ المسلمون بأخذ غنائمهم وأمام هذا الموقف لم يكن من الرماة إلا أن تركوا تلك الثغرة حيث أمرهم النبي ليفوزوا بالغنائم ونزلوا من الجبل، وكان خالد بن الوليد على رأس فرقة ينتظر هذا الأمر ما كان منه إلا أن التف نحو تلك الثغرة ونفد منها وجاء إلى قتال المسلمين من الخلف فحوصر المسلمون ودارت معركة قاسية صمد فيها المسلمون أشد الصمود رغم تخاذل البعض وفرارهم وراء الجبل بعد أن سمعوا مخبراً ينادي أن محمداً قد قتل وفي النهاية إنتهت المعركة لصالح المشركين وفي هذه المعركة إستشهد العديد من المسلمين وعلى رأسهم عم النبي أسد الله ورسوله حمزة بن عبدالمطلب الذي رماه وحشي برمح فقتله ثم أخرجت هند بنت أبي عتبة كبده فلاكتها، وحزن النبي عليه حزناً شديداً.

السنة الرابعة للهجرة:

1 ـ غزوة بني النضير:

لما قدم النبي إلى المدينة عقد مع اليهود المقيمين في المدينة عقود صلح وتعاون واحتاج النبي إلى دية رجلين من بني عامر قتلا خطأ من أحد المسلمين، وذهب النبي إلى حي اليهود ورحب اليهود به وقد أضمروا شراً حيث طلبوا من أحدهم وهو "عمر بن الحجاش" أن يرمي حجراً على النبي(ص) من سطح أحد البيوت ليقتله، ولكن الله أوحى إلى نبيه بذلك الأمر فخرج النبي سريعاً من حي بني النضير ليرجع إلى المدينة وأخبر المسلمين بالأمر وأمرهم بالتهيؤ للحرب ومشى إليهم ولكنهم دخلوا حصونهم وأغلقوا الأبواب فأمر النبي(ص) بقطع النخيل المحيط بتلك الحصون فما كان من اليهود إلا أن رضخوا لأمر الرسول وسألوه أن يجليهم ويكف عن دمائهم على أن يكون لهم ما حملت الإبل من أموالهم إلا السلاح والدروع وهكذا كتب الله لنبيه نصراً آخر وعلى اليهود هذه المرة.

2 ـ غزوة ذات الرقاع:

وإنما سميت ذات الرقاع لأن المسلمين مروا بأرض فيها بقع سوداء وبقع بيض كالمرقعة وهي غزوة كانت لمحاربة قبيلتي بنو محارب وبنو ثعلبة من قبائل غطفان حيث كان في نيتهما تجهيز جيش والقدوم إلى المدينة لحرب النبي(ص) وعاد المسلمون من غير قتال لإنسحاب القبيلتين ولجوئها إلى رؤوس الجبال.

3 ـ بدر الثانية:

لما إنتهت معركة أحد صاح أبو سفيان: "موعدنا وموعدكم بدر الصفراء العام القابل" وأمر النبي(ص) في الموعد المحدد المسلمين بالتهيؤ للخروج فخرج ومعه ألف وخمسة مقاتل. ووصل الخبر إلى المشركين بتحريك المسلمين فخرج أبو سفيان مع جماعة من المشركين ثم عاد في منتصف الطريق بحجة القحط والغلاء ولم يلتق مع المسلمين.

السنة الخامسة للهجرة:

1 ـ غزوة دومة الجندل:

بلغ النبي الخبر بأن في دومة الجندل جمعاً من الناس يرعبون الناس وأنهم في نيتهم القدوم إلى المدينة فخرج النبي(ص) ومعه ألف مقاتل فكان يسير في الليل ويكمن في النهار ولما وصل الخبر إلى هذه الجماعة تفرقوا وذهبوا فأقام النبي في دومة الجندل أياماً ثم عاد إلى المدينة بلا قتال.

2 ـ غزوة الأحزاب:

كثر أعداء المسلمين وإجتمعوا على أمر واحد وهو القضاء على النبي. المشركون واليهود وبعض القبائل إجتمعوا وجهزوا جيشاً كبيراً ومنه سميت معركة الأحزاب، وكان عددهم عشرة آلاف وأما عدد المسلمين فلم يتجاوز الثلاثة آلاف.

وصل الخبر إلى النبي(ص) فجمع المسلمين وإستشارهم في الأمر وإستقر الأمر على فكرة إقترحها سلمان الفارسي وهو حفر خندق حول المدينة، ولما قدم المشركون والأحزاب فوجئوا بالخندق وبقوا أياماً يدرسون الموقف بعد هذه المفاجأة لا سيما مع ظهور مشاكل لديهم من نقص الطعام والبرد إلى أن كان اليوم الذي إستطاع إن ينفد من الخندق أحد أبطال العرب وهو "عمر بن ود العامري" ودعا المسلمين إلى البراز فقال النبي(ص): "أيكم يبرز إلى عمرو وأضمن له الجنة" فلم يجرء أحد على ذلك إلا أميرالمؤمنين(ع) فقال: أنا له يا رسول الله، وهكذا ثلاثاً أعاد رسول الله قوله وأعاد علي(ع) موافقته دون أن يحرك أحد من المسلمين ساكنا ولما برز(ع) إليه قال النبي(ص): "برز الإيمان كله إلى الكفر كله" ودارت المبارزة وما إنجلى الغبار إلا وعلي على صدر عمر بن ود يريد أن يذبحه، فإرتفع صوت المسلمين بالتكبير، وإنهزم المشركون إشد الهزيمة وقال النبي(ص) في علي(ع): "ضربة علي يوم الخندق أفضل من عبادة الثقلين".

3 ـ غزوة بني قريظة:

لما إجتمعت الأحزاب لحرب النبي دخل اليهود مع الأحزاب في ذلك ومنهم بنو قريظة حيث إشتركوا في المؤامرة وخانوا عهودهم ومواثيقهم، ومشى النبي إليهم بعد فرار الأحزاب وحاصروهم وبعد عدة أيام طلبوا من النبي(ص) أن يخليهم كما خلى بني النضير فيتركون المدينة ويأخذون أموالهم إلا السلاح والدروع ولكن النبي رفض ذلك وطلب منهم النزول على حكمه وفي نهاية المطاف رضي اليهود بأن يكون الحكم بينهم وبين الرسول سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري وكان حكم سعد بأن تقتل رجال اليهود وتقسم أموالهم وتسبى ذراريهم ونساؤهم.

السنة السادسة للهجرة:

1 ـ غزوة بني المصطلق:

وهم قبيلة من قبائل خزاعة المتحالفة مع العرب، وقد بلغ النبي(ص) أن زعيمهم الحارث بن أبي ضرار يعد العدة ويجمع الناس لمحاصرة المدينة وغزوها وخرج إليهم النبي(ص) فلي جمع من أصحابه والتقى بهم عند ما يسمى "المربيع" ونشبت الحرب بينهم ثم سرعان ما تفرق بنو المصطلق.

السنة السابعة للهجرة:

1 ـ معركة خيبر:

لقد كان أشد الناس ظلماً للمسلمين هم اليهود وقد تحصنوا في خيبر ولم يأمن النبي(ص) مكرهم فخرج إليهم ومعه ألف وستمائة مقاتل وكانت خيبر مجموعة من الحصون وكالعادة تحصن اليهود في حصونهم ولاقى المسلميون أشد العذاب في فتح الحصون وإختراقها وكان النبي في كل يوم يرسل فرقة من المسلمين ويؤمر أحد الصحابة على رأسها لفتح الحصون المتبقية فخرج أبو بكر في اليوم الأول وعاد خائباً وخرج عمر في اليوم الثاني وعاد خائباً وفي اليوم الثالث قال النبي(ص): "لأعطين الراية إلى على(ع) فخرج علي(ع) لقتالهم وكان به رمد فمسح النبي على عينيه فشفي، وبرز إلى علي(ع) مرحب فقتله(ع) وقلع باب حصن خيبر وهكذا كتب الله النصر للمسلمين على يد وصي رسول رب العالمين وإنهزم اليهود شر هزيمة وصالحوا النبي على أرضهم على النصف من حاصلها.

السنة الثامنة للهجرة:

1 ـ معركة مؤتة:

بعث النبي إلى ملك الروم برسالة يدعوه فيها إلى الإسلام ورفض ملك الروم دعوة النبي(ص)، وفي الوقت الذي أرسل النبي(ص) مجموعة من الدعاة إلى الدين إلى أما منطقة تسمى ذات الصلاح من أرض الشام، فخرج أهل تلك المنطقة إلى هؤلاء الدعاة اللذين كان يبلغ عددهم (15) مسلماً فدار قتال بينهم قتل فيه هؤلاء الدعاة إلا واحداً منهم حيث رجع إلى النبي جريحاً فأخبره الخبر، فجهز النبي(ص) جيشاً في ثلاثة آلاف مقاتل وجعل جعفر بن أبي طالب أمير عليهم ثم زيد بن الحارثة ثم عبدالله بن رواحة، وفي مؤتة التقى الجيشان: جيش المسلمين وجيش الروم ودارت معركة قتل فيها قادة المسلمين الثلاثة، ثم التف المسلمون حول "قابت بن أرقم" فلجأ إلى خداع الروم حيث طلب من فرقة من المسلمين أن تنسحب ليلاً وفي الصباح تأتي مع أصوات التكبير، فتوهم الروم أن المدد قد جاء إلى المسلمين فتراجعوا وهكذا رجع المسلمون إلى المدينة.

2 ـ غزوة ذات السلاسل:

بلغ النبي(ص) أن جماعة من الأعراب من بي سليم قد إجتمعوا للهجوم على المدينة فجهز النبي جيشاً وأرسله وعلى رأسه أبي بكر فعاد خائباً ثم أرسل عمر بن العاص على رأس الجيش فعاد خائباً وفي الثالثة أرسل علياً(ع) فهزم الأعراب حيث أنه لما دنا من أرضهم أمر جنوده بالنزول وكم أنواه الخيل حتى لا يشعر بها العدو ثم باغتهم عند الفجر فاسروا منهم فريقاً وفر الباقون.

3 ـ فتح مكة:

عقد النبي(ص) في السنة السادسة للهجرة معاقدة صلح مع قريش وكان من بنودها أن للمسلمين وقريش أن يتحالفوا مع من شاؤوا من القبائل فتحالفت خزاعة مع المسلمين وتحالفت بني كنانة مع قريش، وبعد هزيمة المسلمين في مؤتة ظنت قريش أن المسلمين قد ضعفوا فأعزت بني بكر حلفاؤلها على خزاعة حلفاء البني فأغاروا عليهم وقتلوا جماعة منهم وأسروا آخرين ولجأوا إلى مكة ووصل الخبر إلى المدينة وأمر النبي المسلمين بالتجهيز السريع لنصر حليف المسلمين "خزاعة" ولما سمعت قريش الخبر ندمت على ذلك وحاولت تدارك الأمر فذهب أبو سفيان إلى مكة وحاول أن يقنع المسلمين بالعودة إلى الصلح ولكنه عاد إلى مكة فاشلاً وعمد المسلمون لما وصلوا إلى مكة إلى إشعال النيران حولها لإرعاب المشركين، وهنا قام العباس عم النبي بجهده في منع دخول قريش في الحرب مع المسلمين فجاء بأبي سفيان إلى النبي حيث أعلن إسلامه وإستسلمت مكة من دون إراقة الدماء وتم كسر الأصنام وغسل الكعبة.

وهكذا نزل قوله تعالى {إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبح بحمد ربك وإستغفره إنه كان تواباً}.

4 ـ معركة حنين:

بعد فتح مكة سار النبي(ص) ومعه (12) ألف مقاتل إلى قبائل هوزان وثقيف حيث علم المسلمون أن هوزان وثقيف تتهيآن لمقاتلة النبي ونزل المسلمون في واد حنين وأمكن لهزوان أن نكبة مكيدة حيث إنحدروا مع الصباح من مضيق الوادي وفوجئ المسلمون بهم وإنخذل بعض من أسلم من الطلقاء وحاولوا قتل النبي، ولكن إستقامة المسلمين الأوائل حالت دون ذلك ونظمت نفسها لتبادر في الهجوم عليهم وتجبرهم على الفرار وإسروا منهم ستة آلاف.

قال تعالى {لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين}.

5 ـ غزوة الطائف:

كانت قبيلة ثقيف تسكن في المنطقة وقد شاركت ثقيف في معركة حنين ضد المسلمين وبعد معركة حنين أمر النبي(ص) بملاحقة المنهزمين وسار بجيشه إلى الطائف وحاصروا الطائف ورمى المسلمون الحصن بالمنجنيق طوال عشرين يوماً متوالية، ثم أمكن للمسلمين بعد حملات متوالية من شدخ جدار الحصن ولكن ثقيف حمت ذلك أشد الحماية وهنا عمد النبي إلى إتلاف المزروعات حول الحصون ولم تستسلم قبيلة ثقيف، ثم أن النبي وجد أن الجيش قد ضعفت تجهيزاته وقرب موسم الحج فعاد إلى المدينة.

السنة التاسعة للهجرة:

1 ـ غزوة تبوك:

وصلت أخبار إنتصار المسلمين إلى إمبراطور الروم فحشد جموعة وتهيأ لمهاجمة المسلمين فسار جيش قوامه أربعون ألفاً مع أحدث الأسلحة، ولما وصل الخبر إلى النبي سار إليهم ومعه جيش قوامه ثلاثون ألفاً ولكن الروم كانوا قد إنسحبوا لما علموا بقدوم المسلمين فعاد النبي بهم إلى المدينة.