أيا حمص ..
نضبت ينابيع القول عند طود صمودك ، و تبددت حروف الشعر على بوابة رسوخك .
تهاوت العقول المشمخرة ، و ضلت ألسنة الوحي طريقها فلم تصل قرائح الكاتبين .
و كل ذلك .. لأجلك أنت .
يا صاحبة الذراعين المفتوحتين لرياح الطيب تهل إليك من وراء الطبيعة ، فيما الخناجر تعمل في بقايا جسدك النحيل نحول القوة ، فتنكص نصالها على أعقابها .
أي قوة تكنين في صدرك ؟ و من أين أتيت بها ؟
أستخرجت من جلاميد الصخور صلابتها ؟ و من فولاذ الأرض حدته ؟ ثم خرجت فارسة تقاوم عاديات الدهور وحدها فلا يفل عزيمتها شيء .
أخبأت آلام القلوب الحيارى ، الظمأى إلى قطرة من شفاء الصدور في قمقم جبروتك ، ثم نثرتها في سمائك حماماتٍِ صافياتٍ صفاء قلبك .
حمص ..
ثلاثة حروف أدارت الأرض من جديد ، و أعادت ترتيب الكون على مقياس عظمتها ، ثم جاءت به من أقطاره خاشعاً متذللاً ليتلقى عنها دروساً في مدرستها الباقية إلى قرون و قرون .
فدعي عينيك أيتها الخالدة تشرقان على سَحَر الولوع ، و تصوغان قصيدة جديدة من صفصاف الحياة القادمة ، أول كلمة فيها ( حمص ) .... بمداد الدماء .