الحاخـام عوباديا يوسف
1920- حتى الآن
مُشَرِّع ومن كبار رجال الدين فى إسرائيل

هـاجر الى فلسطين عام 1924 وأصبح حاخاماً على يد الحاخام الأكبر الحاخام عوزيئيل عام 1940. سافر الى مصر، بعد أن عين قاضياً شرعياً فى المحكمة الشرقية بالقدس عام 1945، للعمل رئيساً للمحكمة الشرعية للطائفة اليهودية فى القاهرة عام 1947 والحاخام الأكبر لطائفة يهود مصر. وظل فى هذا المنصب حتى عام 1950. شغل بعد عودته مناصب كثيرة. أصبح، عام 1973 أول حاخام رئيسى شرقى فى دولة إسرائيل وشغل هذا المنصب حتى عام 1983. أسس عوباديا يوسف حركة شاس (المحافظون الشرقيين على التوراة) وهو الآن زعيمها الروحى. حصل على جائزة الدولة فى أبحاث العهد القديم عام 1970.
يقوم الحاخام يوسف بنشر ردوده حول أمور الشريعة. ويضم كتابه "يعبر القائل" والمكون من ستة مجلدات الكثير من الردود والإجابات التى قالها فى مجالات الشريعة المختلفة. ومن خلال الردود يعرض لكثير من المعلومات فنعلم من ذلك عن كثير من المؤرخين والمفسرين فى العصور الوسطى الذى اهتموا بشخصية يسوع أمثال رابى أبراهام بن دافيد (1120-1198، ورابى إسحق أبربنال (1430-1508).
سنعرض الآن لرد الحاخام يوسف حول سؤال: هل من المسموح، من الناحية الشرعية، كتابة التاريخ الميلادى فى الرسائل؟ وللإجابة عن هذا السؤال ينظر المجيب إذا كان التاريخ الميلادى المتبع فى العصر الحالى يرتبط بأى صورة بيسوع مؤسس المسيحية أم أنه ليس هناك علاقة بينهما. يعرض هذا النقاش سواء للمصادر الاسرائيلية أو استنتاجات البحث العلمى كما يهتم بالعلاقة القائمة بين الرواية التلمودية عن يسوع وتلاميذه لدى رابى يهوشواع بن براحيا وبين يسوع صاحب المسيحية. يعترف الحاخام يوسف أن المصادر يسودها الغموض حول مسألة زمن يسوع صاحب المسيحية، لكن على أية حال ليس لديه شك فى أن التقويم الحالى ليس له أى علاقة بيسوع ومن هنا يأتى السماح باستخدام هذا التقويم حتى فى الأوساط التى تحرص على الابتعاد عن أى شئ يمت للمسيحية بصلة.

السـؤال: سألنى من يتراسلون فيما بينهم ويستخدمون التقويم الميلادى، إن كان عليهم الامتناع عن ذلك لما ورد فى سفر اللاويين 18: 3 (كَلِّمْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَقُلْ لَهُمْ: أَنَا الرَّبُّ إِلهُكُمْ. 3مِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ مِصْرَ الَّتِي سَكَنْتُمْ فِيهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَمِثْلَ عَمَلِ أَرْضِ كَنْعَانَ الَّتِي أَنَا آتٍ بِكُمْ إِلَيْهَا لاَ تَعْمَلُوا، وَحَسَبَ فَرَائِضِهِمْ لاَ تَسْلُكُوا.) أم أن ليس هناك مانع شرعى فى استخدام ذلك؟

الإجابة: ليس من الواضح تماماً إن تقويم المسيحيين وفقاً لمولد يسوع الناصرى (ليمحى اسمه وذكراه). لأنه وفقاً لما قاله الحاخام (حازل) عاش يسوع فى عصر يشوع بن برحيا الذى رفضه رفضاً تاماً (وإن كانت هذه الكلمات قد حذفت من التلمود، فقد طبعت بالكامل فى كتاب "مجموعة المحذوفات"). وتلاميذ يشوع بن برحيا هم يهوذا بن طباى وشمعون بن شطاح وتلاميذهم شمعيا وأبطليون وتلاميذهم هليل وشماى. كان هليل هوالرئيس (الحاخامات) قبل خراب الهيكل بمائة عام وكان الخراب عام 31 (828 وفقاً للتقويم العبرى) الذى يوافق عام 69 وفقاً لحسابهم. واتضح أن يسوع مات قبل سنوات كثيرة من بداية تقويمهم. كما كتب رابى أبراهام بن داود فى كتاب القبالاه أن ذلك فى عام 53 وهذه كلماته "يقول كاتبوا تاريخ إسرائيل أن يشوع بن براحيا كان معلم يسوع الناصرى وكان ذلك فى عصر الملك يناى ويقول مؤرخو تاريخ العالم أنه ولد فى عصر هورودس وأن ابنه صلب فى عصر أرقيلوس والخلاف كبير فى ذلك حيث أن الفرق فى الحساب يزيد على مائة وعشرين عام. ويختتم المؤرخون أقوالهم بأن الهيكل لم يدم طويلاً بعد صلب المسيح. والرواية الحقيقية نجدها فى التلمود الذى لم يغير شيئاً لأن يشوع بن برحيا هرب الى مصر فى عصر الاسكندر الذى هو يناى ومعه يسوع الناصرى والحقيقة بين أيدينا" الى هنا الكلام على لسان أبراهام بن دافيد . أما الحاخام إسحق بن أبربنال فى كتاب "من عيون الخلاص" (تفسير سفر دانيال) كتب أنه لا حقيقة فيما ورد عن وفاة يسوع الناصرى قبل خراب الهيكل ب42 عام ووجدنا فى التلمود أن يسوع كان تلميذ رابى يشوع بن براحيا غير أنه مات قبل خراب الهيكل يمائة وواحد وخمسين عام. يقول المسيحيون أن يسوع مات قبل الخراب بـ42 عام كى يكون خراب الهيكل بذنب قتله. الى هنا أقوال أبربنال أما فى كتاب "سلسلة القبالاة" للحاخام جداليا بن يحيا فى نهاية القرن السادس عشر كتب أن يسوع ليس تلميذ بن برحيا الذى عاش فى عصر شماى وبيت هليل قبل 70 عام من خراب الهيكل كما كتب فى كتاب النصر أن هناك اثنان باسم يسوع أما الذى يؤمن به أهل أوربا فعاش فى عصر هليل لكن أقوال رابى أبراهام بن دافيد تثبت أن يسوع كان واحداً فقط والخلاف بين العلماء الاسرائيليين وعلماء العالم حول عصر يسوع. إن كان فى عصر الملك يناى كما يزعم اليهود أو فى عصر هليل كما يزعم المسيحيون) . أما التوسافوت الكلام الذى يبدأ بـ "من يوم" . فقط كتبوا أنه عندما كانت هناك (فى عصر الهيكل) ضرورة كان يرجهون الى مكتب السنهدرين (لمناقشة أحكام النفس حتى قبل خراب الهيكل بحوالى 40 عام) "مثلما حدث بالفعل" ويبدو أن القصد كان صلب يسوع الناصرى. واندهش لماذا لم يبد أصحاب (التوسافوت) أى ملاحظة كما تذكر الجمارا أن يسوع كان فى عصر يسوع بن برحيا (وليس فى السنوات التى سبقت الخراب "وهذا دليل للقائلين بأن هناك يسوعين (واحد فى عصر يشوع بن برحيا والآخر بالقرب من عصر خراب الهيكل) على أية حال فقد رأيت ما كتبه المؤرخون والعلمانيون الذين ينساقون وراء مؤرخى العالم الذين قالوا بأن يسوع الناصرى ولد قبل التقويم المسيحى بأربع سنوات. وهذا ما كتبه أيزنشطاين فى دائرة المعارف "الكنز الاسرائيلى"، وهذا دليل على أن التقويم الذى يتبعه المسيحيون ليس وفقاً لمولد يسوع الناصرى، لذا ليس هناك أى حرج فى استخدام هذا التقويم فى أيامنا

(من كتاب: "ذلك الرجل" ماذا يقول اليهود عن المسيح عيسى بن مريم _ ترجمة عمرو زكريا خليل).