بسم الله الرحمن الرحيم
فضل عائشة أم المؤمنين
د. ضياء الدين الجماس
الأمُّ عائشةٌ ملاكٌ طاهرُ = ومقامها فوق النساء لظاهرُ
فضلُ الثريد على الطعام مثالها = من دونه كلُّ الطعام صغائر
حفظت حديث رسولنا كمنارة= وبنوره مثل السناء تُحاضر
ورداؤها عين الطهارة ناصعٌ = وإزارها العلم الجليل الآسر
فتقلدت فوق المنابر منبراً = بنتُ الكمال غياثُها يتقاطر
يكفيكِ فخراً أن ولدتِ لصادقٍ = حِبُّ الرسول مداه بحر زاخر
أنذال فسقٍ يقدحون بدينها = كادوا وصبوا حقدهم وتآمروا
دسّوا بإفكِ سمومهم بُهْتانهم = وتهامزوا وتلامزوا وتخابروا
وفشت خبائثهم بـأنسام الدجى = وتغلغلت بأنوفهم فتنافروا
من آمنوا كانوا كدرع صامد = رصوا صفوف خيولهم وتضافروا
واستنكروا الطعن الخبيث بأمهم = وبحسن سيرتها بعزم جاهروا
فتكسر النصل اللئيم بدرعهم = متهاوياً, بئس الحقودُ الناكر
لا تحسبوه أذى يصول بداركم = بل إنما خير وفير حاضر
فرزَ التقاةَ بطهرهم وجلالهم = والله يشهد ما جرى هو ناظر
آياته شهدت لها ببراءة = وأتى لنصرتها الحكيم القاهر
كشفت نفاقاً في القلوب خفاؤه = وجزاؤهم جَلْدٌ أليمٌ زاجر
وتسامحت مع من أضرَّ عفافَها = مشغولة عنهم بما هو باهر
فتميزت فوق النساء طهارة = وعلومها في العالمين جواهر
ولنعم أمٌّ للرعية درُّها = تسقي به أبناءها وتساهر
بئس الحقود إذا هوى في لمزها = كيلت له ملء الجبال صواهر
وجهنم الحمراء تصهر قلبه = وله بها فوق الجباه مجامر
ولَفاطمٌ بنتُ النبيِّ تحبها = وحبيبَها، نِعْمَ الوصال الساحر
وخديجة سبقت بنور كمالها = نعم الأمومة للكمال تهاجر
ولِمريمَ العذراءَ مثل كمالهم= صديقةٌ، بحرٌ نقيٌّ هادر
إيمان آسيةٍ كمالٌ فاخر= بتجارة الرحمن نعم التاجر
صلى الإله على النبي محمد = كلُّ الورى بمقامه يتفاخر