منذ الحقيقة
منذ ميلاد القصيدة
منذ تاريخ العفر
قبل الحرائق والمحن
قبل الطرائق والفتن
كان التراب
يلقن الأنواء
أن تعلو ولا تحنو غلوا
في مواثيق العفر
دخل الكلام على الكلام
و ترتبت بين الخرائط خدعة
مفضوحة المغزى
وحارقة الوغر
منذ التضلل
والتظلم
والضلال
منذ أبجديات القناعة
والقناعة لم تكن
يوما من الأيام
من غايات البشر
منذ استواء الخط
عند تعرجٍ
عند التقاء الضد
في قلب الحذر
منذ امتصاص دماء صوتنا بينهم
والنوم أحكم فينا قيده مبصرا
منذ الذين توافدوا
من بطن تعتيم القمر
منذ الضياع على مسافات
تضيق بها مواويل الهذر
منذ الذين يصوبون سلاحهم
نحو الحقول أو الجراد ..
لسنا الحقول ولا الجراد!
بل نحن أصحاب الظفر
لكننا رغم اكتواء الجلد بالندبات
ورغم تشويه الرمال كخربشات
فوق أهداب الزجاج ..
أمعنّا في الآلام وأحتد الفتر
من بعدما اقتسمونا بين ضروسهم
يجترنا زمن الولائم و الوثن
حتى يعود الجوع يمتشق التبر
من بعدما انتزعونا من جذر الثرى
والرمل لا يتذكر الآثار
حتى وان
بقيت لنا بعض المعالم
بين ذاكرة الحجر
هذي بلادي ...كما هي!
ستظل تحتضن الثريا
في تدلهم ليلها
بقي المسمى
لن تغيره القيود ..
ولن تغيره الحدود ..
ولن تغيره السدود
وستبقى خالدة المآثر
مثل تاريخ العفر .