كان يحمل شهادته المدرسية و معها شهادة تفوق كبيرة الحجم . طفل في العاشرة في الحافلة .. سالني عن الطريق الذي يجب ان يسلكه نحو نادي للسباحة يقع في احدى ساحات دمشق.. ارشدته للطريق .. كان يخالسني النظر و كانه يريد ان يفتح باب الحديث ..قلت له : مبروك النجاح .. فتح لي الشهادة .علاماته ممتازة فبما عدا اللغة الانجليزية فهي متوسطة .
سالته ماذا تريد ان تصبح فقال بثقة : طبيب اسنان
ربما كان فخورا بنفسه لكنني تحسست الحزن في صوته. قال درست لوحدي و ما حد ا ساعدني
قلتله : ليش ماما ما بتعرف تقرا؟
قال : لا لكن ابي مسافر و امي ايضا مسافرة و تركوني في بيت جدي
اعتقدت اني فهمت الامر المخفي في القصة لكنني و جريا على رغبة فضولي سالته : الى اين سافرا ؟ قال الى اللاذقية .
قلت في نفسي يا بنت لا نكوني متشائمة لكل انسان ظروفه.
قال الولد: انا مستغرب لماذا لم يأخذاني معهما؟ كيف يسافران بدوني ؟ ستي قالت لي انهما كانا مستعجلان .
- هل كنت في البيت عندما ذهبا؟
- لا . كنت في المدرسة و لما رجعت قال لي عمي انهما غادرا !
هذا الموقف اشد المواقف الما في حياتي .. كيف اغالب دمعتي لاشترك مع اقاربه في الكذبة التي سيكتشفها لاحقا ؟ اعتقد ان الولد باستدراجه لي كان يريد ان يفول انه يفهم ان رحيل والديه كان بلا عودة و انه فقط يبحث عن العزاء لقلبه الصغير
حدث هذا اليوم الجمعة 20 مايو 2016