سألوني:
هل أنت أردني أم فلسطيني (؟!)
فأجبتهم:
لا أدري على وجه التحديد، أأردني أنا أم فلسطيني، إن كنتم تقصدون تلك الهويات البائسة الهزيلة المصطنعة التي صبغنا بألوانها "سايكس" ومسخنا بروائحها "بيكو" (!!)
ولكني أعرف يقينا أنني لو كنت أردنيا، فلا معنى لأردنيتي إن لم أحمل بندقيتي وأحضن قنبلتي وأطلق قذيفتي، لأحرِّرَ بها ما احتله الصهاينة من وطني غرب النهر (!!)
وأنني لو كنت فلسطينيا فلا معنى لفلسطينيتي، إن لم أناضل ليل نهار في الشارع والمنبر والميدان، بالكلمة والحزب والحركة في إربد والزرقاء وعمان، لأسترد ما سرقه الوظيفيون من وطني شرق النهر (!!)
فإن كنتم تريدونني أردنيا بلا بندقية موجهة صوب الغرب، أو فلسطينيا بلا روح مناضلة موجهة صوب الشرق، فأنا لست لا هذا ولا ذاك (!!)
واعلموا عندها أن لي هوية أخرى لا تشرفها لا أردنيتكم العرجاء، ولا فلسطينيتكم العمياء، لأنها ستكون هوية جديدة ولدت من رحم الوعي التاريخي بالحقيقة الناصعة المنطواة في بندقية تحرِّر الغرب وفي كلمة تغيِّر الشرق (!!)
يا من رأى منكم أنه يشاركني هويتي، إن موعدنا ساحَ الوغى حربا ونارا ضد الصهاينة، وسلما وفكرا وحشدا وتظاهرا ضد الوظيفيين، كي نحرِّرَ أرضَنا من اللصوص والسراق، ومن كلِّ المغتصبين (!!)
أما من رأى منكم أن هويته هي إما تلك "الهوية العرجاء"، أو تلك "الهوية العمياء"، فأنصحه بالتزام بيته والسكوت، فلم يعد الزمان زمانه (!!)
لأن من برمجوا روحَه وعقلَه، وخرطوا أفكاره، في مخارط البؤس والجهل والاستعباد لتنشأَ على هذا العَرَج وعلى ذاك العمى، قد بدأوا يترنحون (!!)
ونحن وحدنا أصحاب "الهوية الجديدة الواحدة الموحدة" التي لا تعرف فرقا بين شرقٍ وغربٍ، القادمون الذين بدأ التاريخ يزين لنا المفارش، كي ندوس بؤسكم، ونحطِّمَ جهلكم، ونعيد إنتاج حاضركم المضطرب بما يليق بمستقبلكم المشرق (!!)