عند فوهة النفق

في ظهر يومٍ مشمس جداً، أقبل بسيارته لاجتياز النفق، لاختصار مسافة الطريق. تدفقت الأفكار متزاحمة الى شاشة عقله، كتدفق البنزين من خلال فتحات معينة تصل الى بيت النار في محرك سيارته، لكن تدفق البنزين كان يتم وفق نظام هندسي مُحكم، فتصل كل قطرة الى مكانها باقتصاد شديد.

لاح الظلام داخل النفق عن بُعد، وبدا داخل النفق أسود، رغم معرفته بأن هذا الإحساس آتٍ من كونه في فضاء مضيء إضاءة طبيعية تتفوق آلاف المرات على المصابيح الكهربائية المثبتة داخل النفق، وكيف يعلم إن كانت المصابيح معطلة، أو أنها ستتعطل بمجرد ولوجه داخل النفق؟ وكيف عليه أن يتيقن من أن سيارة قد تعطلت وتقف على بُعد عدة أمتارٍ من فوهة النفق؟ ومن باستطاعته أن يطمئنه بسرعة، أنه لم يحدث انهيارٌ في أسفل النفق ليصنع حفرةً تبتلعه مع سيارته؟

دخل النفق بسيارته بسرعة، كما يحدث مع الغطاسين عندما يرموا أنفسهم بالماء، دون أن يعملوا حساباً لارتطام رؤوسهم بصخرة، أو أنهم سيستقرون في جوف حوت يتثاءب!

اجتاز النفق، ولم يحدث له شيء مما كان يتراقص أمامه من أفكار. تشجع أن يدرب نفسه لاجتياز كثير من الأنفاق المختلفة.