كتب مصطفى بونيف
"موستــــافا "في دولته العباسية !
ما الذي سيحدث لو أن أحدا حدث وأن ثقل في الأكل ..( طول عمرنا جيعانين)؟
وضع أمامي صاحبي صحنا من الفواكه موز وعنب ورمان ..كتلك التي نشاهدها في الأفلام أمام ملوك العصر العباسي ...ضربت الصحن ، واستلقيت على السرير ..ثم غطست في نوم عميق !.
أجلس على العرش وحولي القوم ...يأكلون ويشربون .
( أهلا بكم في مجلس موستافا ابن الحاج حسين !)
دنت مني جارية حسناء ، وهمست في أذني ،" شاعرنا الكبير يستأذنك في الدخول" .
- أدخليه أيتها الجميلة !
دهل الشاعر يحمل في يده (هيدورة ) ..والهيدورة هي الجلد الداخلي في فرو النعجة...
فرد الشاعر هيدورته وراح يقرأ
الخيل والليل والبيداء تعرفني *** والسيف والرمح والقرطاس والقلم !
انتفضت من مكاني ..( هل هذا أنت المتنبي ؟ )
فأجاب بكل كبرياء :
أنا من نظر الأعمى إلى أدبي *** وأسمعت كلماتي من به صمم .
فصرخت : " الله يخرب بيتك يا شيخ مثلما خربت بيتي في امتحان الإعدادية ، أنت سبب يقوط كثير من الطلبة في امتحان اللغة العربية !"
أمرت الحرس بإخراجه من مجلسي ..
دخلت الجارية مطرقة الرأس وهمست في أذني ، لدينا مفاجأة لك يا مولاي !
- هل جئتني بأبي تمام ...أرجوك دعينا من شعراء المقرر !.
ضحكت الجارية وقالت : " جئناك بمطربة من الشام ، اسمها نانسي ، من قبيلة بني عجرم .
دخلت المطربة وفي يدها العود ، وانحنت ..ثم قالت في خجل ( مولاي !) ..
فاضت من عيني الدموع ..
- ما بك يا مولاي ، خير إن شاء الله ؟
- صعبت علي نفسي ، هذه أول مرة يقال لي يا مولاي ، طوال عمري وأنا يا مولاي كما خلقتني .
جلست مطربة بني عجرم ، ووضعوا أمامها طشت غسيل ، وراحت تغني ( مفيش حاجة تيجي كده ) .
أخرجت من حزامي صرة( دنانير ) ورميتها في الصحن الذي بين يديها ..أخذت
الصرة وانحنت ثم خرجت بعد أن أخذت رقم موبايلها ...( خليك يا رنة يا ابنة عجرم ..) .
دخلت الجارية ..هديتنا الآن هي غلام جميل .
فهمست لها : وما معنى (غلام ) يا امرأة !
ابتسمت : - شاب جميل ، فأنت لا تستغني عنهم في مجلسك دائما ، وهاهم حولك يخدمونك ويسهرون على راحتك .
صرخت مذعورا : - أعوذ بالله ، سيفهمني الناس بالغلط ( الله يخرب بيوتكم ) ..هذا يعني أن كل هؤلاء الشباب الذين حولي ( بينهم بينهم فيهم فيهم )
غيري طاقم العمال في القصر حالا ، لا أريد جنس ذكر ...( نهز عرش الرحمن ، لتهتز عروشنا نحن أيضا ، مشيها نظام جواري ، لا داعي لنظام الغلمان جاتك القرف ) ....هؤلاء الغلمان أرسليهم للعمل في دائرة المخابرات وأمن الدولة فورا .
دخلت الجارية وهمست : - هناك رسول من دولة الروم في الانتظار خارجا .
فهمست لها : - هل هذا الرسول غلام أيضا ؟.
- إنها امرأة ، السيدة هيلاري كلينتون .
- كلينتون ، صاحب قضية مونيكا ، الرئيس الذي فضحه بنطلونه ؟.
- نعم يا مولاي .
- مع أنني نصحته أن لا يلبس البنطلون ويكتفي بالعباية ..هذا من حيل أصحابنا في الجزيرة العربية ،( البس العباية ولا يهمك ) ...أدخليها علينا .
دخلت السيدة هيلاري ...( جود ايفنينغ يا مولاي موستافا !)
- أجبتها ..وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .
ثم همست للجارية : ( هل هذه السيدة هيلاري ، كأنني شاهدتها ترقص وراء عاصي الحلاني في فيديو كليب !)
واصلت السيدة كلامها : - جئنا للنقاش حول التعاون في قضية التوسع الفارسي ، والتهديد الذي يشكله أحمدي نجاد على المنطقة ...
- عن أي تعاون تتحدثين يا سيدة كلينتون ؟ ، دولة نصفها جواري والنصف الآخر غلمان ..تريدون منها تعاونا ...كل الذي نستطيع أن نعاونكم به هي دعواتنا ، و كتيبة رفع معنويات ...
استغربت كلينتون : ( كتيبة رفع المعنويات ..وااات ؟؟)
ناديت الجارية ..يا مرجانة ، يا مرجانة !
- نعم يا مولاي !
- جهزي الغلمان ..للذهاب مع كلينتون ..إلى قطر والكويت ، وحدودنا مع دولة الفرس .، ولفي لها فراخ وبطاطس وكوكا كولا وفواكه تأخذها معها ، لأن الأخ أبوماما ..في أزمة مالية عالمية ...
ابتسمت للسيدة كلينتون " طبعا الخنازير حرام ، أنتم ربيتم الخنازير لتأكلونها ، حتى أصابها دور أنفلونزا خربت بيوتكم .." .
وفجأة ...
اهتزت الأرض تحتي ، المزهريات تسقط هنا وهناك ، ومصابيح النجف تتأرجح في السقف ..انفض المجلس هلعا ..( زلزال ، زلزال ..)
صرخت مذعورا : - منذ أن عرفت أن هناك ( غلمانا) في القصر تأكدت بأننا لن نرسو إلا على مصيبة ...هذا ليس إلا من أفعال رئيس الوزراء ووزرائه ..هزوا عرش الرحمن ...فاهتزت الأرض من تحت أقدامنا ...!
أيقظني صاحبي ..من نومي ، وقال لي ( يبدو أنك ثقلت في الأكل يا موس )!!
مصطفى بونيف