منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 5 من 5

الموضوع: أشتعل فرحاً

العرض المتطور

  1. #1

    Lightbulb أشتعل فرحاً

    أشتعل فرحاً
    لأننا نسجنا حكايتنا من ورقة صنوبر كانت جافّة، وحين سقيناها نبَضَت بالحياة..
    رششنا عليها عِطراً من أيقونات الوفاء، وزيّنا غيابات الواقع والأحلام بألوان صنعناها من نسيجينا.. فكانت لنا.
    تمازجنا في كيان واحد، لنقترف معاً كلَّ حركة من حركات الحياة.. ونترك في كلِّ مكان أثرا
    قبل دورتين للشهور حول كوكبنا، وعندما أرجف الصيف كهولةً "كما في كلِّ رحلة حضور وغياب" حمل عصاه، وأوشك على الرحيل
    يومها، أوشكت الأشجار تخلع معاطفها الخضراء، لتلبسنا قمصان الدفء، فنمضي يداً بيد على دروبٍ كثيراً ما أنصتت إلى همسنا، وكثيراً ما كانت تشتاقنا، وكثيراً ما كنّا نلبّي نداء الشوق.
    في عصر ذلك اليوم، كانت السماء تتلوّن بالبنفسج قبيل أفول الشمس، والشهر السادس من يقفز فوق مفكّرة الزمن، يوم أعلنت الحياة علينا شعائرها، فأسقطنا أعمارنا الميّتة التي انقضت، وبدأنا نسجّل على ورق الأسفار الآتية وجودنا الحيّ.
    وبين هذا وذاك.. وبين هذه وتلك، كانت محطّات الانتظار تأخذنا تارة إلى أزمات الأعصاب الجاحدة، وتارة إلى حدائق البوح الجميل، لتُسقط في اللحظة نفسها مسافات القلق
    هي يا غاليتي مفازات حوافز، تشدنا إلى انتظار فرحٍ سيأتي.. وكان يأتي.. وسيأتي
    أشعر بالموجة التي لامست ساقيك، تكاد تعلن لي ولاءها.. وبالنسمة النديّة التي قبّلت وجنتيك ذات مساء، تعيش عبورها الشفيف أمام جنون اشتياقي، وبأول تحليق راجفٍ لعصفور تعلّم الطيران لتوّه بأصابعي الراجفة كلما اشتاقت تقول لك أحبك
    تترامى بيننا الفصول، تطفئنا حزناً، وتشعلنا فرحاً
    وكلما غابت الشمس وراء الأفق البعيد، تهدأ فورات التعب. وكلما اكتظّت السماء بالغيوم، وأرجفت النوارس خوفاً، دبّت الحياة في أجنحة طيور الليل، وتسلل الدفء بطيئاً يداعب فسحة روحينا
    وما أن تبدأ حبيبات الندى غسل الغصون التي ألقت أثقالها بعد حمل طويل.. تفتح الأرض صدرها تنتظر غيث السماء
    يومها زرعتك، وأنت لا تدرين في دمائي، فَنبتِّ قوسَ قزح زيّن محرابي القديم بمشكاة من نور
    لماذا يصبح لون دماء العاشقين بنفسجياً..؟
    وقد أتينا في تمام الوقت، لنرسم تلك القطرات الصاعدة منّا إلينا.. والهاطلة من السماء إلى الأرض
    الآن.. أيتها الغالية سيتبدل المشهد
    كنت أناديك وتناديني وقتما أشاء وتشائين، أستحضرك وتستحضريني في الحلم واليقظه كما أشاء وتشائين، وأشكّلك وتشكليني كما أشاء وتشائين
    الآن أيتها المزروعة في كبدي.. سأكون أنا ذلك الطيف الذي كان، وعندما يغلبك الشوق لتستحضريني.. أغمضي عينيك قليلاً، ستجديني على مرمى أصابعك من لحم ودم.. ونعيش الفرح
    ولأنني أوشكت أفرد جناحيّ وأطير إليك.. أعيش الانتظار الجميل
    وأقول.. لك أنا -لأنك أنا- على مدى العمر
    ولو كنّا نطوي الآن صفحات من سفر الزمن، فإننا نبدأ فتح صفحات لن تنتهي..
    وأشتعل فرحاً
    ـ ع ك
    موقع عدنان كنفاني
    http://www.adnan-ka.com/

  2. #2

    رد: أشتعل فرحاً

    أديبنا الكبير
    لاأظن ان احدا سبقك إلى هذا النص الرائع فدوما نجد الحزن والحسرة تظلل معظم النصوص
    تثبيت
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3

    رد: أشتعل فرحاً

    اهلا بالأديب الكبير ولك المحبة والاحترام وجمبل ان نسطر دوما مشاعرنا بجراة وإبداع
    تحيتي

  4. #4

    رد: أشتعل فرحاً

    ان يكون في قلبنا فرح نبوح به ام رائع جدا
    مع كل الاحترام
    اديبة

  5. #5

    رد: أشتعل فرحاً

    سيدي الفاضل الشاعر
    ما اجمل أن يسطر القلم عبارات الوفاء
    رغم تلون فصول الحياة ما بين سعادة وشقاء
    كتلون فصول السماء
    جميلة جدا تلك المشاعر وراقية
    وبالحنين والشغف والحب محملة كساقية
    تحمل الماء الطاهر من بطن الأرض الغافية
    لتنشر الحب والأمان للقلوب الخائفة
    ومن قسوة الحياة قد تصبح قاسية
    فتزيل عنها تلك القشرة الرقيقة العاتية
    ولتشرق من صباحاتها بذرة تتوق للحب والحياة الراقية
    رقي الإنسان الصادق المعطاء المليء بمشاعر الحنان و الإنسانية النامية
    نمو بذرة شرقية تقول صباح الخير للغد القادم بإشراقة صبح خضراء صافية
    م اأجمل الوفاء سيدي
    في زمن ساد به الجفاء
    وامتدت يد الغدر نحو العدو والحبيب سواء
    مصلحتي مع من ولها اكن كل حب وود وعطاء
    حتى لو دست على قلب أقرب الناس إلي بلا رحمة ولا أيد ندم وشعور بذنب وألم وشقاء
    ما اجمل ما قلت سيدي
    ودم.. ونعيش الفرح
    ولأنني أوشكت أفرد جناحيّ وأطير إليك.. أعيش الانتظار الجميل
    وأقول.. لك أنا -لأنك أنا- على مدى العمر
    ولو كنّا نطوي الآن صفحات من سفر الزمن، فإننا نبدأ فتح صفحات لن تنتهي..
    وأشتعل فرحاً
    دمت بخير وألق دوما

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •