أ.د فاضل السامرائى
لمسات بيانيه ( سؤال و جواب )
رداً على سؤال الأخ الفاضل / طاهر صالح
▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬

♦ السؤال :◄ قال تعالى فى سوره الكهف
1 ــ ( قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا
قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا )
2 ــ ( قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ
سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا )
3 ــ ( ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا )
♣ مره •←• تَسْتَطِيعَ
♣ مره •←• تَسْتَطِع
♣ مره •←• تَسْطِع

♦ الجواب :◄
• منقول من كتاب بلاغة الكلمة في التعبير القرآني
للدكتور فاضل صالح السامرّائي
• الذكر والحذف
• قد يحدف في التعبير القرآني من الكلمة نحو :◄
• (استطاعوا ) و ( اسطاعوا ) ،
• ( تتنزّل ) و ( تنزّل )
• ( تتوفّاهم ) و ( توفّاهم ) ،
• ( لم يكن ) و ( لم يك ) .. وما إلى ذلك .
وكلّ ذلك لغرض وليس اعتباطا .
فالتعبير القرآني تعبير فنّي مقصود، كل كلمة، بل كل حرف إنما وضع لقصد...
إن القرآن يحذف من الكلمة لغرض، ولا يفعل ذلك إلا لغرض،
• ومن ذلك على سبيل المثال:◄
أنّه يحذف من الفعل للدّلالة على أنّ الحدث أقلّ ممّا لم يحذف منه ، وأنّ زمنه أقصر...
• فإذا كان المقام مقام إيجاز أوجز في ذكر الفعل، فاقتطع منه،
• وإذا كان في مقام التفصيل لم يقتطع من الفعل، بل ذكره بأوفى صورة.
• ومن ذلك قوله تعالى :◄
• ( سأنبّئك بتأويل مالم تستطع عّليه صبرا )
وقوله( ذلك تأويل مالم تسطع عّليه صبرا )
بعدم الحذف من الفعل ( تستطع ) في الآية الأولى ،
وحذف التاء منه في الآية الثانية ،
• وذلك أنّ المقام في الآية الأولى مقام شرح وإيضاح و تبيين •←• فلم يحذف من الفعل.
وامّا الآية الأخرى، فهي مقام مفارقة ولم يتكلّم بعدها بكلمة •←• وفارقه فحذف من الفعل.
• لاحظ :◄ قوله تعالى
• ( قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْراً )
وحذف التاء في الآية
قوله تعالى :◄
• ( ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً )
لم يتكلم بعدها العبد الصالح بكلمة وفارق موسى عليه السلام
فاقتضى الحذف من الفعل .
إذاً :◄
1 ــ فى كل تصرف من العبد الصالح كأنما أثقِل على موسى عليه السلام فأصبح مشغولاً مهموماً
وكان يتساءل فى كل مره لكنه أخذ على نفسه عهداً فى البدايه بالصبر
إذاً فى الأمر صعوبه ومشقه على النفس تحملها
لذلك عاتبه العبد الصالح فى كل مره بقوله
قال تعالى ( قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْرًا )
2 ــ كلمة ( تستطع ) جاءت عند الفراق
قال تعالى ( سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا )
الأن سيخفف عنه الأمر ويزول الإنشغال والهم لكن سيحدث الفراق
3 ــ كلمه ( تسطع )
الآن :◄ارتاح بال موسى عليه السلام وزال الهم فقال له بعدما أخبره بسبب
خرقه للسفينه .. و هدم الجدار .. و قتل الغلام
قال تعالى :◄
• ( ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا )
• أي مالم تصل إلى أدنى درجه من الإستطاعه
• وفيها أيضا عتاب لموسى عليه السلام
• ولم يتكلّم بعدها بكلمة •←• وفارقه فحذف من الفعل .
• والله تعالى أعلى وأعلم بمراده

♣ نقلاً ( Jamila Elalaily )
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي