إلى متى ؟ حتام ؟ أسئلةُ كثيرة والجواب مفقود . جالت بنا الدنيا بأحداثها ونحن صغار ننظر لمن هم أكبر منا فنحسدهم لأنهم أكثر خبرة منا في الدنيا ونحتقر كبرياءونا أمامهم ، وكبرنا وشاخت بنا الدنيا فنظرنا لمن هم أصغر منا فحسدناهم لم يمسهم ضيم الدنيا ، ونظرنا لأعمارنا وقد زال منها الكثير وكشر لنا الموت فبدت أنيابه فحسدنا من يكبرنا فقد عمر لما هو فيه من العمر الذي قد لانصله بأجسادنا البالية . فسبحان الحي الذي لايموت ما أكثر محطات الدنيا وقطار العمر يسير، يسير بسرعة فقد هرمنا ولم نزل نشتاق لأحضان أمهاتنا . يسير بسرعة ويتوقف لثوان في محطة وكل محطة يتوقف فيها تفتش فيها عن صديق تجالسه وتتجاذب معه أطراف الحديث فإذا استأنست حديثه تمنيت لو لم يصفر القطار حتى يقع ماتخشاه ويلزمك القطار بالتخلي عنه والهرع الى الركوب فتفارقه حتى قبل أقل وداع وتمضي وحيدا بعربات عمر كئيب ، وسرعان ماتهبط المحطة التالية وتبدأ حملة التفتيش فلا تجد الصديق بل شرذمة من أناس يتوجب عليك أن تجالسهم وأن تثني عليهم وفي قرارة نفسك تحتقر تلك النفس التي تلزمك مدح أمثالهم فلا أنت لهم ولا هم لك بأكفاء ولكن الحياة قد قضت ، عليك ان تمدح الزاني وتوقر المخمور وتجامل الزانية وتحترم تارك الصلاة ما أطول مكوث قطار العمر في مثل تلك المحطات وانت ترقب نفسك وتتوسل قطار عمرك ان يصفر ولكن .... الوقت قد تجاهل العمر وأيامه هيا ياقطار لم تبق لي ساعات كثيرة والقطار لايسمع .
وشيئا فشيئاً تبدأ بالتأثر بالمحيط فتخلع جلباب وقارك وترتدي ثوب المهانة فلا يمكن للبيض ان يتوسط الحصى وتتلون بألوان التافهين حتى إذا ركبت موجتهم ناداك القطار واسرعت وانت بثوب الهوان متطبع بطباع اللعناء فركبت وأنت كارهٌ لنفسك مؤنب لها . ولكن الوقت لا يرجع والعمر لايعود والندامة لاتجدي .
فتوقف أيها ...................... العمر قد سئمنا ................




لي عودة لأكمل