ماهية العلم والفكر في الحقيقة


سعد عطية الساعدي



من أجل معرفة خصوصية العلم حيال خصوصية الفكر لابد من التدقيق في الخصائص لكل منهما بما فرضته دقة المفردات الحقائقية حتى نفهم هل العلم والفكر هما متداخلان بما يعني يصعب على العقل الفرز بينهما ضمن ضوابط الحقيقة كقيمة معرفية دقيقة مهمة أم هما مترابطان معرفيا ضمن خصائص لكل منهما ولا يعني ترابطمها هو تداخل يلغي الخصائص

نحن لمسنا ضرورة لهذا الموضوع ولها علاقة بما تلاعب به الفكر المادي لعبا خفيا تنظيريا لإضعاف الفكر العقلي عموما وتخطيئه من خلال خلط العلم بالفكر وتعميم نتائج علمية على ثوابت الفكر العقلي ومن هنا كانت الضرورة والخطورة لهذا الموضوع الموجز البسيط - وعليه نقول



أولا : العلم هو تلك المساحة ألا منتهية من المعارف الجزئية والكلية الداخلة في كل الوجود وأجزاءه وحيثيات تفرعاته وموجوداته أين كانت ومتى كانت وكيف كانت بما لاتحصيه أو تنهيه العقول وهذا محال بعينه لأنه إعجاز الخالق لعقل وقدرات المخلوق المحاط ولا يحيط
وما العقل إلا ساعيا به ومن خلاله إليه وفق المتاح الممكن وبالدرس والتعلم وبالتجربة والحواس وغيرها من جزئيات الممكن وليس كل ما يحصل عليه الإنسان يصبح علما يعتد به بل لا بد من البحث عن المصاديق من خلال البراهين والأدلة والقرائن لما للإنسان من الإشتباه والخطأ ونقص التمكن والإتمام



ثانيا : الفكر وهو ذلك الجهد الذهني الخالص في العقل لما له من خصوصية تفرزه في مجاله الخاص عن عمومية العلم وكلياته كونه يعمل فيما هو خارج المادة والتجربة والحواس أحيانا كونه يعمل بما وراء ذلك وينجمع بالعلم عندما يحقق الفكر أمرا يقينيا يكون عندها إقرارا عقليا معلوما يشترك في مجاله هذا وينفصل في غير ذلك عن العلم لمحدودية مساحته حيال مساحة العلم فهو بالإشتراك هذا هوجزء خاص من العلم بدليل واحد يكفي على صحة مقولتنا هو ان الفكر المغلوط والملحد والمشكك لايمكن أن يكون علما جمعيا فهذا منا فيا للحقيقة ومن هنا لا سلطة للعلم التجريبي على الفكر بحاكمية عامة بل سلطته على مجاله العلمي والذي له أعتباره كونه حاجة علمية ضرورية في مجاله المذكور