نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



** محمّد بهـــــجت الأثــــــــــــــــــــري **
مولده ونشأته:
ولد العلامة محمد بهجة بن محمود بن الحاج عبد القادر بن الحاج أحمد بن محمود في 23/جمادى الأولى من سنة 1320هـ الموافق (28/9/1902م) في محلة جديد حسن باشا في جانب الرصافة من بغداد.
وكانت أحسن أحياء بغداد، على مقربة من نهر دجلة ومن المدرسة المستنصرية العباسية المعروفة في التراث العربي الإسلامي، تحيط به المساجد الكبرى والدواوين الرئيسية للحكومة وأسواق التجارة وخاناتها الكبيرة.
وأسرة الأثري من أسر بغداد الغنية، ووالده من تجار بغداد الكبار، وشملت تجارة والده التي توسعت المتاجرة بالخيول الجياد يرسلها الى الهند.
تعلمه:
أهم ما أثر في حياة العلامة الأثري بعد سلامة الفطرة وسلامة البيئة التي نشأ فيها، هو تتلمذه على يد علمين من أعلام الأدب واللغة العربية والعلوم الشرعية في بغداد، فلازم الشيخ العلامة علي علاءالدين الآلوسي وكان يومئذٍ قاضي بغداد، وقرأ عليه المجموعة الصرفية، وكتاب نزهة الطرف في علم الصرف للميداني، وقرأ عليه في الأدب مقامات أبي الثناء الآلوسي وغيرها من كتب اللغة والأدب والفقه..، ثمَّ قصد العلامة السيد محمود شكري الآلوسي وكان يومئذٍ عضوًا في المجمع العلمي العربي بدمشق، فلازمه ملازمة تامة أربع سنوات إلى مرض موته، فقرأ عليه في العربية البلاغة والنحو والعروض والقوافي وعلم الوضع والفرائض والحديث والأنساب والمنطق والمواريث وتاريخ العرب قبل الإسلام وآداب البحث والمناظرة.
مناصبه العلمية والحكومية:
1- عضوًا مؤازرًا في المجمع العلمي العربي بدمشق بدعوة من العلامة محمد كرد علي، وكان سن العلامة الأثري يومئذٍ دون السن القانونية المشروطة في قانونه لهذه العضوية.
2- عضو لجنة التأليف والترجمة والنشر في وزارة المعارف العراقية حتى عام 1947م.
3- نائب ثاني ثم أول لأمين عام المجمع العلمي العراقي منذ تأسيسه عام 1947م.
4- عضو استشاري في المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ سنة 1962م وظل فيها لمدة سبعة عشرة عامًا.
5- عضو مراسل في مجمع فؤاد الأول للغة العربية بمصر حتى عام 1947م.
6- عضو مشارك في أكاديمية المملكة المغربية عام 1977م.
7- مدير أوقاف بغداد سنة 1936م (لم تكن هناك وزارة للاوقاف آنذاك وكانت أوقاف بغداد بمقام وزارة).
8- مدير الأوقاف العامة (1958-1963م)
كما شغل العلامة الأثري في مطلع حياته مناصب تدريسية وعلمية متعددة.
الجوائز والتكريمات:
1- وسام الرافدين من بلده العراق (العهد الملكي).
2- وسام العرش من ملك المغرب محمد الخامس، قلّده إياه سفيرة المملكة المغربية ببغداد في حفلة خاصة.
3- وسام أكاديمية المملكة المغربية، قلده إياه ملك المغرب الحسن الثاني في قصره بالرباط.
4- وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الاولى: قلده إياه سفير الجمهورية العربية السورية ببغداد في احتفالٍ فخم.
5- وسام المعارف من الحكومة اللبنانية.
6- جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي، مع وسام رفيع قلده إياه الأمير ولي عهد المملكة العربية السعودية في حفلة رسمية كبرى في الرياض.
7- جائزة الرئيس صدام للإنتاج الأدبي الموسوعي مع وسام رفيع قلده إياه نائب رئيس مجلس قيادة الثورة في مهرجان المربد ببغداد سنة 1989م.
8- جائزة الكوفة للخط العربي من وزارة الثقافة والإعلام العراقية.
9- وسام المؤرخ العربي (مرتين) من اتحاد المؤرخين العرب.
أبرز الشخصيات التي عاصرها والتقى بها:
1- مصطفى صادق الرافعي التقاه في طنطا بمصر سنة 1936م.
2- أمير الشعراء أحمد شوقي، وقد التقاه في دمشق صيف (1925م) قبيل نشوب الثورة السورية على الفرنسيين بأيام، وقد رفع الأثري أبياتًا من الشعر إلى شوقي حين بلغه أنه أصيب بنزيفٍ في دماغه متمنيًا زوال الداء وقرب الشفاء نشرتها صحيفة الجامعة العربية المقدسية سنة 1931م، وبعد وفاة أمير الشعراء رثاه بقصيدة عصماء جاوزت الخمس والسبعون بيت في حفلٍ حاشد أقامه في جمعية الشبان المسلمين ببغداد.
3- الأمير شكيب أرسلان، وقد التقاه الأثري في دمشق للمرة الأولى وفي المؤتمر العربي الفلسطيني ببلودان صيف 1937م، وقد رثاه بقصيدة جاوزت الخمس والخمسين بيتًا.
4- أحمد تيمور باشا، وقد التقاه العلامة الأثري في القاهرة والإسكندرية في رحلته الأولى إلى مصر صيف 1928م، وقد رثاه بقصيدة جاوزت أبياتها الخمسون في احتفال تأبيني أقيم في جمعية الشبان المسلمين ببغداد.
كما عاصر العلامة محمد بهجة الأثري شاعري العراق جميل صدقي الزهاوي ومعروف عبد الغني الرصافي وكان له معهما سجالات ومعارك أدبية حامية الوطيس على صفحات الجرائد بسبب مواقفها الفكرية.
كما جمعته علاقات بكبار رجال السياسة والفكر في العالم العربي أمثال السياسي السوري فخري البارودي ورئيس الجمهورية شكري القوتلي والرئيس الأندونيسي أحمد سوكارنو والعلامة أبو الأعلى المودودي والعلامة أبو الحسن الندوي وعلاّمة الشام محمد بهجة البيطار، والعالم المجاهد سيد محمد أمين الحسيني كما التقى بشاعر الهند "طاغور" حين جاء بغداد بدعوة ملكية وكذلك علاقته بالأديب المصري أحمد حسن الزيات بعد أن كان بينهما مساجلات ومعارك نقدية بسبب الفرية الشعوبية عن علاقة الشاعر وضاح اليمن بالرفيعة الحسب والنسب أم البنين الأموية زوج الوليد بن عبد الملك.
وفاته:
ودّع العالم الشاعر دنياه يوم السبت الرابع من ذي القعدة سنة 1416هـ الموافق 22/3/1996م بعد عمر حفل بخدمة الأدب الرصين وخدمة لغة القرآن والثقافة الهادفة لأكثر من نصف قرن.
آثاره العلمية:
ترك العلامة محمد بهجة الأثري "رحمه الله" مؤلفات وبحوث ثمينة، لا زال صداها يتردد في مجامع اللغة والعلم، وتدل على عظيم موهبته وعلمه وضلاعته في علوم الأدب والعربية وغيرها، وقد عني رحمه الله بتحقيق وشرح مؤلفات شيخه العلامة محمود شكري الآلوسي، ونشر طائفة صالحة من كتبه، منها:
1- "تاريخ نجد" الذي صدر بطبعات عديدة وكانت له أصداء واسعة.
2- بلوغ الأرب في معرفة احوال العرب.
3- كتاب الضرائر ومايسوغ للشاعر دون الناثر.
4- المدخل في تاريخ الأدب العربي (كتاب مدرسي لطلاب الدراسة المتوسطة. عهدت وزارة المعارف إليه تأليفه عام 1930م، وطبع ببغداد عام 1931م وله سبع طبعات، وألغى المشرف البريطاني تدريسه في أعقاب ثورة آيار 1941م التي أخفقت لمشاركة مؤلفه في تأجيجها).
5- محمود شكري الآلوسي وأراؤه اللغوية (حاضر بفصوله طلاب معهد الدراسات العربية بالقاهرة التابع لجامعة الدول العربية، ونشره المعهد في سنة 1958م).
6- الاتجاهات الحديثة في الإسلام (طبع ثلاث طبعات، منها طبعة مصرية مستقلة أصدرها الكاتب الإسلامي محب الدين الخطيب).
7- أدب الكتــّاب (تأليف الوزير أبي بكر محمد بن يحيى الصولي، حققه وعلّق عليه ونشرته المطبعة السلفية عام 1922م).
8- كتاب مأساة وضاح اليمن، و(هي مساجلة ادبية بينه وبين الزيات) طبع مرات عديدة آخرها بتحقيق وشرح الدكتور محمد خير البقاعي.

9- خريدة القصر وجريدة العصر (قسم شعرء العراق) وقد رشحته رابطة العالم الإسلامي لنيل جائزة الملك فيصل العالمية عن هذا المؤلف فحاز عليها.
10- محمد بن عبد الوهاب .. داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث (محاضرة حاضر بها طلاب كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود بارياض في عام 1400هـ) ونشرتها الكلية في مجلتها أضواء الشريعة، ثم نشرتها الجامعة مستقلة بمقدمة كتبها رئيس الجامعة الدكتور عبد الله ابن عبد المحسن التركي، ثم (المجلة العربية) التي تصدر في جدة (1406هـ - 1985م).
11- المجمل في تاريخ الأدب العربي (بغداد 1929م).
12- نظرات فاحصة في قواعد رسم الكتابة العربية وبعض ضوابط العربية وتدوين تاريخ الأدب العربي (وزارة الثقافة والاعلام العراقية 1992م).
13- تهذيب تاريخ مساجد بغداد وآثارها(بغداد 1927م).
وله أيضًا عشرات البحوث والدراسات والمقالات في مجلة المجمع العلمي العراقي والعربي..،كما ترك ثلاثة دواوين شعر ضخمة أولها (ملاحم وأزهار) الذي صدر بتقديم الشاعر عزيز أباظة، والثاني ديوان الأثري الاول والثاني صدرا عن المجمع العلمي العراقي،كما ترك عشرات القصائد المبعثرة هنا وهناك وغير المنشورة بسبب التقلبات السياسية التي كانت تحجر على قصائده علمًا أن العلامة الأثري ذاق مرارة السجن ثلاثة سنوات بعد فشل ثورة مايس سنة 1941 بسبب قصيدة ثورية تهاجم الإنجليز ألقاها من مبنى الإذاعة بينما كانت الطائرات تحوم فوقه.
أبرز من كتب عنه:
العلامة الدكتور إبراهيم مدكور رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة في كتابه (مع الخالدين)، الدكتور عدنان الخطيب، الشاعر المصري الكبير عزيز أباظة،الدكتور أحمد مطلوب أمين عام المجمع العلمي العراقي، العلامة عبد القادر المغربي، العلامة محمد كرد علي، الكاتب العربي أنور الجندي، الباحث العراقي حميد المطبعي وغيرهم الكثير من أعلام الفكر والأدب،ك ما كتبت عنه العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه.
.................. ( منقول عن شبكة الآلوكة )