[SIZE="6"][FONT="Arial"]كتبه// الباحث العروضي غالب أحمد الغول
@@@@@@@@@
له عدة مؤلفات في العروض.
والمشهور منها (( النظرية الحديثة للنبر الشعري 1997))
والعارض لأوزان الأشعار 2005. وغيرها
@@@@@@@@@@@@
بسم الله الرحمن الرحيم
إخي الفاضل الأستاذ خشان محمد خشان , العروضي الكبير
تحية طيبة وبعد .

أشكر منتديات فرسان الثقافة , التي قدمت لي هذا الصباح , مجموعة من الأبحاث والقصائد لدراستها , وأول ما لفت انتباهي , اسمكم الذي نقش في ذاكرتي ,
أخي لقد أخذت من سرد الموضوع العروضي المتشابك في الروابط , وأخذتُ منه الآتي . لكي اختصر ما يمكن اختصاره , لأن العروض ليس بالعلم الهين , فقد شقّ على علماء كانوا أفضل منا بلغتهم ودراستهم وعروضهم , وإن بعد المسافة الزمنية وليست المكانية , جعلتنا نبتعد عن هذا العلم , إلى أن أصبح غريباً لدى شبابنا الناهض ,

ولكن بفضل الله سبحانه , فإنه جعل لكل علم نافع من يحرسه من الرجال , وأنا اعتبرك يا أستاذ خشان من المجاهدين حقاً حين تتحمل مسؤولية العروض طولاً وعرضاً وتتحمل الجدال فيه , فصدرك واسع ولك الأجر إن شاء الله , وكثر الله من أمثالك .
@@@@@@@@@@
أخي الأستاذ خشان
أول ما أبدأ بمناقشته:
البند الأول الذي يقول
1 ــ خشان: (((يتكرر نشر ما يراه ناشروه ( بحورا جديدة)، ولا بحور إلا بحور الخليل))

وأنا أقول :
ليس من العدل أن نقول (( لا بحور إلا بحور الخليل ))
لماذا :
لأن الخليل لم يكن هدفه , انتاج مزيد من البحور , فالأمر ليس بالكم , ولكن الخليل أراد أن تكون البحور على صنفين هامين وهما ::
ا ــ إنه استقرأ الشعر الذي كان يتغنى به العرب في عصره , وهو المحفوظ عند الشعراء أو المنقول , فوجد (( 15 )) بحراً لا أكثر ولا أقل . وثبتها وكتب لها ما يليق بها من الأسماء كالطويل والمديد والبسط وغيرها .
وقالوا:

تغنّ بالشعر إما كنت قائله *** إن الغناء لهذا الشعر مضمارُ

وكان لكل بحر من البحور طريقته الخاصة عند إنشاده , وهذه الطريقة هي التي حفظها العرب وتوارثها العلماء والمنشدون ,
فقالوا عند وزن البيت ((( أنشده فلان فعرف بحره )) .
ورصدوا لها الأوتاد والأسباب . ولو اقتصر أو اكتفى الخليل على ما أنتجته دوائره من بحور لضاع الشعر كله , ولكنه بالإضافة إلى ذلك اخترع الزحافات وأظهر العلل , وحدد القافية , ووضع لكل تفعيلة أصلية اسمها . مثل:

ــ ــ ب ــ : مستفعلن . للرجز: واسمها (( سالمة من الزحاف ))
ــ ــ ب ــ : متـْفاعلن .للكامل : تفعيلة فرعية واسمها ــ مضمرــ

ووضع الاسمين المختلفين لصورة واحدة من الأسباب والأوتاد لكي يعرف المنشد , أنه بالإمكان أن ينشد القصيدة على طريقتين مختلفتين , بالرغم من أن ( إيقاع الكامل وإيقاع الرجز ) لم يستطع أحد من العروضيين الآن التمييز بينهما , بسبب انفصال علم الموسيقا عن علم العروض منذ زمن بعيد .
وإن القول: (( القصيدة تكون للكامل إن ظهر فيها تفعيلة واحدة من تفاعيل الكامل ب ب ــ ب ــ أو 1 1 2 3 )) باعتبار أن الرقم (3 ) هو الوتد المجموع .
إن مثل هذا القول لا يشفي غليل باحث متبحر في علم العروض ,أو عنده ولو لمحة بسيطة بعلم الموسيقا . لأنه لو صح هذا التعبير فإنه يجب أن يصح في زحافات التفاعيل المتشابهة (( مثل ب ــ ب ــ ولقبها مقبوض للهزج , ب ــ ب ــ ولقبها مخبون للرجز )) وإن الفرق في الإنشاد الشعري الموسيقي بين التفاعيل المقبوضة والتفاعيل المخبونة , كبير جداً والفرق هو طريقة الإنشاد , أو كتابة الرموز الموسيقية بعلم الموسيقا لأجل تلحينها بالطريقة التي يريدها الملحن , وهذا يغنينا عن تقطيع البيت الشعري بالرموز العروضية أو بتقطيع الكلمات (متحرك وساكن , لآن المنشد أو الموسيقي يستطيع كل منهما أن يحدد بحر القصيدة من غير عناء . بطريقة الإنشاد أو الإيقاع الموسيقي المنتظم .
لأن رسم الأسباب والأوتاد أو تتابع التفاعيل لا تكفي لتحديد البحر الشعري , بسبب تشابه المقاطع لكثير من البحور .
. وعندما نقول (( طريقة إنشاده : علينا أن نعرف كيف كان ينشد البيت الشعري , أو علينا أن نعرف المقطع المميز الذي يجب أن يكون طوله لفظاُ وزمناُ أطول من غيره من الأسباب الأخرى )).

وملخص ما فات : فإن بحور الخليل قد حددها ب ِ(( 15 )) بحراً مما قالته العرب , باستثناء بعض البحور التي وجد فيها الظنون والشكوك أو انها تناسب الذوق العربي , وهذه البحور لم يتعامل معها الشعراء إلا بحذر شديد , وهي موجودة في الدائرة الخامسة وأغربها لفظاُ وإيقاعاً (( بحر المضارع )) .
2 ــ إن بحور الشعر ليس لها حدود على الدوائر الخليلية , وإن كلمة مهملة لا تعني استحالة إنشادها , أو خروجها من دوائر الشعر , ولكنها مهملة لأنه لم يجد لها إيقاعاً أو انشاداً أو تداولاً في عصر لم يكن للموسيقى قراءة أو كتابة , كما نراه ونسمعه اليوم , ولأن الخليل لو خاضها وعلق عليها , لما اتسعت المجلدات لحصرها وحصر تفاعيلها , فأهملها , ولم نعرف معنى الإهمال , تماماً عندما نقول نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي( الجاهليون )) فلا تعني أنهم فقدوا العلم والمعرفة , بل تعني جهلهم في الدين الإسلامي الحنيف ,
ومهملة تعني أن العرب لم يتلفظوا بها شعراً فأهملها الخليل وتركها لغيره ليبدعوا ويضيفوا كما يشاؤون , وقد ألف الموحدون أشعارهم على البحور المهملة دون أن تخرج على نظام الخليل في تتابع نظام الأسباب والأوتاد . ولكن ليس بالفوضى التي يريدها شعراء اليوم, لأن للبحر الشعري قواعده وأصوله وترتيبه الخاص في الأوتاد والأسباب والزحافات , وسنبين هذا بعد قليل .
ومن الأفضل أن نقول (( لا بحور إلا ما أنتجته دوائر الخليل , سواء أكانت بحوراً مألوفة أم بحورأً مهملة . لأنها جميعاً تتقيد بتتابع تفاعيل تصلح للإنشاد الشعري الإيقاعي ))


@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
أما البند الثاني الذي يقول:
http://arood.com/vb/showthread.php?p=21144#post21144

ومن المفيد في الرابط أعلا ه ( للمناقشة ) اخترت العبارات الآتية:

2 ــ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002((( وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمة والحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "))))

إن مناقشة هذه العبارة التي تحوي التأييد لعمل الخليل , والتعقيد في الوقت نفسه يجعلنا في حيرة .
فكيف يجمع بين (( يعيب , وعبقرية , ورياضية , ولا تتأتى إلا للأفذاذ ))
أما من جهة عيوب كتب العروض القديمة والحديثة , فلا عيب فيها , ويقع العيب على الذي لم يحلل أسرارها ويتفهم معانيها ويسير على نهجها .
ومظاهر العبقرية , توجد فيها , لأنها حيرت العروضيين أزماناً وأزماناً . ولو عرف العروضيون الفن والعلم الموسيقي تماشياً مع المنهج الخليلي , لما تحدثنا عن العيوب .
وأما قوله في القمة الرياضية لعمل الخليل , فأنا أشهد أن الخليل عبقري وفذ ورياضي وملم بالموسيقى , والشواهد على هذه الأقوال تحتاج إلى كتاب كامل لشرحها .
وسيأتي بعد قليل شرح وفهم (( القمة الرياضية لعمل الخليل ))

وأما البند الثالث :

3 ــ يقول الأستاذ العروضي الكبير سليمان أبو ستة عبارة رائعة يصف بها مجموعاته المشتقة من دوائر الخليل حين يصفها بأنها للوزن العربي كالجدول الدوري للعناصر))

صدقت يا أستاذ ( أبو ستة ) , إن قولك قول باحث متمرس في علم العروض , وفي كتابي (( النظرية الحديثة للنبر الشعري )) قد رسمت دوائر الخليل , وعرفت أسرار البحور المهملة كلها , وإن الدوائر الخليلية الخمس لأكبر برهان على صحة القول: (( كأنها الجدول الدوري للبحور , )) بل هي الجدول الدوري للأسباب والأوتاد وتتابعها في النظام نفسه , أي أن تتابع الأوتاد في جميع البحور تبقى كما هي على الدائرة ولا تحيد عنها بشيْ ,
لأن الخليل عندما كان يضع مقاطع البيت الشعري على محيط الدائرة , كان يتنقل في المقاطع , مقطعاً مقطعاً ( عنصراً عنصراً ) ليصل إلى البحور بحراً بحراً .
أي أنه لا فرق بين الهزج والمهمل الذي يليه والرجز الذي يليه والرمل الذي يليه , إلا بمقطع واحد ينقص من كل بحر هكذا :

الهزج ب ــ ــ ــ ب ـــ ـــ ـــ ب ـــ ـــ ــ
المهمل ــ ــ ــ ب ــ ـــ ــ ب ــ ـــ ــ (((( ب ))) لا نقف
على متحرك
وهذا البحر ليس مهملاً بل هو بحر الهزج المخروم أوله )
الرجز ــ ــ ب ـــ ـــ ــ ب ــ ــ ــ ب ـــ
أخذ جميع المقاطع
الرمل ـــ ب ـــ ـــ ـــ ب ـــ ـــ ــ ب ـــ ـــ
أخذ جميع المقاطع

أليس هذا العمل عملاً رياضياً ؟؟؟؟وأين العيب فيه ؟؟؟ وهل باستطاعتنا أن ننشد المهمل على أنه بحر الهزج ؟؟؟ نعم إنه بحر الهزج نفسه , ولأننا لا نقف على المتحرك فوجب إهمال المقطع الأخير , وتحدثت الكتب القديمة عن هذا البحر , ولكنه خاضع لتتابع الأسباب والأوتاد كما يريدها الخليل , ولأجل ذلك يصح إنشاده عروضياً وموسيقياً .
ثم إننا نستطيع أن نضحي بشيء من اللغة ولا نستطيع أن نضحي بإيقاع الوحدة الموسيقية العروضية , أي أن الحركات في مقاطع العروض قد نحولها عند الإنشاد إلى أسباب خفيفة, لحاجة إيقاعية , وأن الممنوع من الصرف لا نتقيد بقواعده , وفي هذا أمثلة لا تحصى .

أما البند الرابع والأخير:
4 ــ بأن كل شطرين متساويي الوزن يمكن أن يكونا شعرا، بل بحرا جديدا من بحور الشعر((
ويتكلم الأخ محمود عن ( بحر !! ) جديد وزنه مفاعلتن متفاعلن = 3 2 2 2 2 3

لا يا أخي محمود ؟, وعلى أي فكرة موسيقية أو عروضية أعتمدت قولك ,؟؟ إن الشعر هندسه دقيقة للكلام , يقيدها اللفظ بإدق التفاصيل , وترصدها الموسيقا بأدق الثواني الموسيقية .
انظر إلى الفقرة الآتية من كتاب (( القواعد الحديثة في تطوير علم الشعر )))ص 128 بعنوان (( تتابع التفاعيل ))للمؤلف غالب أحمد الغول .
ٍ[ قد يتخيل بعض الباحثين وعديد من الشعراء أن الشعر هو تتابع تفاعيل متساوية العدد في شطري البيت الشعري , دون النظر إلى ما هية هذه التفاعيل , وقد انزلق العديد منهم بأفكارهم الخاطئة هذه , لأن تتابع التفاعيل التي تصنع الأبيات الشعرية لا بد أن يكون لها مواصفات وخصائص ومميزات , لكي تخلق نغمات تتناسق جميعها وتتآلف كلها لصناعة الإيقاع المألوف الذي تقبله الأذن وترتاح إليه النفس , وإن استمرار علم العروض عدة قرون لدليل على سلامة الكثير من بحوره المألوفة لأن الشعراء اتخذوا من هذه البحور مراد سمعهم ومرتع نفوسهم , ونسجوا على منوالها قصائدهم بالفطرة والسليقة دون اللجوء إلى أوراق للكتابة لفحص المقاطع .]


وأني أبطل تتابع التفعيلتين بالقول الآتي:

لنأخذ التفاعيل ونضعها هنا:
ب ــ ب ب ــ ب ب ــ ب ــ
قاعدة 2 : من كتاب القواعد الحديثة في تطوير علم الشعر ص 131
تقول:
لا يجوز تتابع تفعيلتين جذريتين مختلفتين أصلاً ,أو فرعاً بسبب , تعدد المتحركات الناتجة بينهما أو بسبب كثرة الأسباب الخفيفة بينهما مما يساعد ذلك على ابتعاد النبرين ولا بد في هذه الحالة من اتخاذ نبر إضافي يقترب من نبر التفعيلة المجاورة مع الإلتزام بمواقع النبر الإضافي في جميع أبيات القصيدة , وبهذه الحالة تخرج التفاعيل عن إيقاعها للتابع التفعيلتين المذكورتين .
ثم إنه لا يجوز تنافر الوتدين , ولا تتابعهما لأى تفعيلتين متجاورتين .
الشرح :
1 ــ إذا أراد الشاعر أن يلتزم إلتزاماً تاماً بالمقاطع المذكورة . دون أن يستعمل الزحاف , فقد ينجح في تكوين قصيدة بإيقاع لم يكن مألوفاً بين البحور الخليلية , ولكن أليس بهذا صعوبة وتعقيد للشاعر ,؟؟ ألم يكن بوسع الخليل أن يترك التفاعيل للعروضيين ليعملوا بها كما يشاؤون ؟؟ ألم يحدد الخليل عدد التفاعيل ولم يزد عليها شيئاً , لأنها اكتملت بهذا العدد , ولا يمكن الأستطاعة بإتيان تفعيلة واحدة غير التي ذكرها الخليل , ومن هذا نقول لا يمكن أن نأتي ببحر جديد غير الذي ذكر بدوائر الخليل . مع العلم أن بحر الخبب من شواذ البحور فهو مجموعة من الأسباب الخفيفة والثقيلة المتتابعة من غير أوتاد , وهو من أبسط البحور وأيسرها , ولهذا البحر قواعد وأصول عروضية تتفق مع الموسيقا , ولكن الموسيقى قد تتحايل على المقاطع لتجعل تتابع التفعيلتين ممكنه لكنهما عروضياً من غير الممكن تتابعهما مثال ذلك تتابع التفاعيل الآتية ::

1 1 2 /2 1 1 / 1 1 2 / 2 1 1 وغيرها. ( تقبل موسيقاً بتحايل الموسيقا على الأسباب
ولا تقبل عروضياً , لتشابهها ببعض التفاعيل , ولكثرة المتحركات المتتابعة .)

وتتابع التفعيلتين السابقتين لا نسميه إلا تعجيز وتعقيد , ثم إنه عند الإنشاد لا بد من خروج المنشد عن أسس وقواعد نظام التفعيلتين .
2 ــ بما أنه من الصعب على المنشد أن يؤلف قصيدة من غير زحافات أو علل أو تغيير في نمط الضرب للتفعيلة الأخيرة , فيعني ذلك من الصعب أيضاً أن يستعمل الزحافات كما نراها الآن :
ب ــ ب ب ــ ب ب ـــ ب ـــ (( سالم // سالم ))
ب ــ ــــ ــــ ــــ ـــ ب ـــ (( معصوب // مضمر ))
ب ــ ب ــ ب ــ ب ـــ (( معقول// موقوص ))
رغم أن التفعيلة الموقوصة ثقيلة على الأذن في بحر الكامل , إلا أنها مقبولة موسيقاُ وذلك بتعويض ما نقص منها بسكته أو بمد الحركات .

انتهى البحث واعذرني يا أستاذ خشان , لقد أرهقني الجلوس أمام الشاشة والكتابة الفورية . أشكرك وأشكر الأخت ريمة التي أتاحت لي فرصة اللقاء معكم في هذا البحث القيم .






قصيدة وبحر جديد للشاعر //يوسف أبو سالم
دراسة تحليلية لصحة هذا البحر أو عدم صحته .
للناقد العروضي// غالب احمد الغول

@@@@@@@@@@@@@@@@@
قلت في الصفحات الماضية , إنه لا يوجد بحور جديدة على الإطلاق , لأن دوائر الخليل لم تترك مجالاً لذلك . ولكن قد توجد بحور أخرى , غير بحور الخليل المعروفة , وهي التي أسميتها ((( شقائق البحور في كتابي النظرية الحديثة للنبر الشعري , ولكنها تبقى ضمن البحور المهملة التي وجدت على الدوائر الخليلية فأهملها الخليل لا لكونها غير صالحة للإنشاد , وإنما لم تكن مألوفة في إنشادها عند العرب ,
والبحور المهملة كثيرة , ويمكن أن نستنج منها ــ إذا أردنا ــ المجزوء والمشطور والمنهوك , ويكون هذا اجتهاد من عندنا , لأن العرب لم تنشد مثل هذه البحور لكي نتعرف على حدود تفاعيلها , ولكن نستطيع أن نتعامل معها كما نتعامل كما تعامل الخليل بالبحور المألوفة , ولقد ألف عليها السابقون بحوراً عديدة بأشكال مختلفة , ولم نقل عنها إنها بحور مستحدثة , بل هي بحور صالحة للإنشاد ما دامت تتقيد بنظام تتابع التفاعيل الصحيحة والمذكورة في كتابي (( القواعد الحديثة في تطوير علم الشعر )))

ونعود الآن إلى القصيدة التي أخذت من وقت الشعراء والعروضيين الوقت الطويل لأقول كلمتي :


إن القصيدة في شكلها وتفاعيلها وتتابع تفاعيلها المنتظمة والصالحة للإنشاد بشكل مألوف . لم تخرج عن نطاق دائرة الخليل الأول (( دائرة المختلف ))) التي نتج عنها سبعة بحور وهي:
البحر الأول: الطويل وتفاعيله (( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعيلن )) بكامل التفاعيل والمقاطع للبيت الشعري المرسوم على الدائرة .

البحر الثاني : مهمل / وتفاعيله (( مستفعلن مستفعلن فاعلاتن )) وحذف من آخره فاع ٍ
وهذا البحر يشبه السريع في المقاطع , ولكنه ليس من السريع في شيْ , لأن السريع ينتهي بتفعيلة (( مفعولاتُ )) التي لا تصلح في الإنشاد إلا (( مفعلاتُ )) وظنها العروضيون (( فاعلاتن )) ثم أقنعوا أنفسهم على أن آخر السريع (( فاعلن ) وتمت الفوضى على هذا الحال إلى يومنا هذا , باتلرغم من عدم صحة زحافات الكثير من تفعيلة ضربه .
وأنا أطلقت على هذا البحر ((( بحر السريع العصري ))) لأنه لا يمت للسريع بشيء .

البحر الثالث : المديد , وتفاعيله (( فاعلاتن فاعلن فاعلاتن )) وحذف من آخره (فاعلاتن الأخيرة) فلم يعتمدها الخليل للبحر , وهذا دليل على أن دوائر الخليل لم تأخذ جميع مقاطع البيت الشعري الموجود على الدائرة في كثير من البحور الأساس أو البحور المهملة المعتمدة لدى الشعراء.

البحر الرابع : وهو مقلوب الطويل كما قالوا عنه , وتفاعيله ((( مفاعيلن فعولن مفاعيلن فعولن )), , وقد أخذ هذا البحر جميع مقاطع بحر الطويل , وهو صالح للأنشاد الشعري الموسيقي , بطريقة تختلف عن إنشاد بحر الطويل , وتتابع تفاعيله ومواقع نبراته سليمة ودقيقة.

البحر الخامس . وهو بحر مهمل , أو بالأحرى هو بحر الطويل نفسه, الذي عاد يتشكل على الدائرة, وقد حذفت حركة وتده من أوله , وهذا ما يسمى بالعروض (( الخرم )) لذا لا نقول عنه على انه مهمل بل هو (( البحر الطويل المخروم أوله وهذا بيته )) راجع الكافي في العروض والقوافي ص 28 :

شاقتك أحداج سليمى بعاقل ٍ
عولن مفاعيلُ فعولن مفاعلنْ
*********************

البحر السادس : وهو بحر البسيط , وتفاعيله كما ظهرت على الدائرة ((( مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن )) وقد أخذ هذا البحر جميع مقاطع بحر الطويل المرسوم على الدائرة .


البحر السابع والأخير , وهو مهمل , وتفاعيله ((( فاعلن فاعلاتن فاعلن فاعلاتن , وقد أخذ جميع مفاطع بيت الطويل المرسوم على الدائرة ,
وإذا أنقصنا منه التفعيلة الأخيرة , كما حصل للمديد ,

فإن تفاعيل هذا البحر تكون على الشكل الآتي:

فاعلن فاعلاتن فاعلن .... وهو بحر تام , كما اعتبر الخليل بحر المديد تاماً بثلاث تفاعيل (( فاعلاتن فاعلن فاعلاتن )) ولا يصح أن نسميه مجزوءً لأن العرب لم تنشده لا على أصله ولا على جزئه .

ومن هنا نبدأ المناقشة (( للبحر الذي قالوا عنه إنه جديد ))
وتفاعيله ينبغي أن تكون على هذا الشكل:
فاعلن فاعلاتن فاعلن
فاعلن فاعلاتُ فعِلن
فعلن فعلاتن فاعلن
وهكذا , أي أنه يأخذ زحافات تفاعيل بحر المديد .



فأين مكانه من التجديد ؟؟؟


أرجو أن أكون قد وضحت المشكلة وأتيت بالصواب والله أعلم
غالب أحمد الغول