كتاب قصص الأنبياء شعراً
بإشراف غالب الغول / والدكتور ضياء الدين الجماس
قصة النبي آدم عليه السلام
غالب الغول
هذي حروفي مــــع الأنوار أمزجها... ليقرأ الناس مـــــــا كنا كتبناه
الله أخبر مخلوقاته عــــــــلناً ...من الملاك بعلم الله بشــــــــــــــراه
سيخلق الله من طينٍ لــــــــــه بشراً... خليفة الله فوق الأرض مـــــــــأواه
قال الملاك أيا رحــــــــــمن تجعلهُ...في الأرض للسفك أو إفــساد مثواه
ونحن في الحـــمد والتسبيح نعبدكم....نقدس الله لا فـــــــــي القلب ننساه
ونحن نعبد رباً كان خالقــــــــــــنا ...والله يعلم ما فــــــــي القلب نخشاه
بقبضة مـن تراب الأرض يمزجها....من ماء كوثر إن الله يرعـــــــــــاه
صلصاله طـــــاهر والروح تبتهج...والله في يده بالطـــــــــــــين سواه
إبليس يضحك والأحقــــــاد تحرقه... يقول يا عجباً والطـــــــــــين أعياه
الله من روحه أحيـــــــــــاه من أدمٍ.... وكان آدم رب الكون سمـّــــــــــــاه
ترابه فيـــــــــــــــــه ألوان بأربعة.... بياضه مع صــفارٍ اللون أعـــطاه
وأسود واحمرار اللـــــــــون يعقبه... تراه لوناً لكل النـــــــــــاس مجراه
جمال آدم ربي صــــــــــان رونقه...والحسنُ في صوته الرحمن حلاّهُ
الطول كالنخلة الخضراء شامـخة... ووافر الشعر مثل البدر تلقـــــــاه
وبعد أن خلق الرحمن صــــــــورته...كانت ملائكة تدنو ليمــــــــــــــناه
ألقى السلام عليهم حين أبصرهم ...ردوا عليه سلامين لحســــــــــناه
سجود الملائكة لآدم عليه السلام
إن الملائك مــــــــــــن نور خلائقه...لكن إبليس نـــــــــــــــارٌ كان فحواهُ
وكـــــــــــــــان آدم من طين يجسّده ...رب العباد وفــــــــي الأعضاء نقـّاهُ
من روحه نفخ الصلصال فانتفضتْ....أوصال آدم والرحـــــــــــمن أحياهُ
كل الملائك خرّت فـــــي السجود لهُ...بأمر ربك والشيـــــــــــــطان عاداهُ
والله يلـــــــــــــــعن إبليساً لمعصية....فالحقد منه علــــــــى الإنسان أشقاهُ
يقول إبليس إن النــــــــــــار جمّلها...لكــــــــــــــــــن آدم طينٌ فهو أدناهُ
الله يطرده فـــــــــــــــي نفسه حسدٌ...توعد الشر للإنـــــــــــسان , أغواهُ
ليغوينَّ جميــــــــــــع الناس قاطبة...إلا الذي كــــــــــان للرحمن تقواهُ
ووعد ربك مأمون لمــــن صلحت....أعماله , إنما الشيــــــــطان ينساهُ
تعليم آدم الأسماء
الله يعلم ما تخفي الصدور ومـــــــا... يدور في الكون إلا الله أحصــــــاهُ
تكريم آدم أن الله علـــــــــــــــــمه....أسماء كل ملاكٍ كان أحيــــــــــــاهُ
قد عرفوا أن هــــــذا الإنس أفقههمْ....خليفة الله فــــــــــوق الأرض ولاّهُ
قد عرفوا أن هــــــــــذا العلم ورثه...لنسل آدم فــــــــــــي التعمير جلاّه
له السيادة فـــــي كل الأمور وفي....علوم دنياه بالإيمـــــــــــــان قوّاه
هذي الملائكة الرحـــمن سخرها....لخدمة الإنس والأعلى هــــو اللهُ
خالد جابر
حواء زوجته بالأنس تبهجه... وكان ربك سماعاً لنجواهُ
وأسكن الله ذا الزوجين جنتهُ...لينعم الزوج من خيرات مأواه
ويسمح الله للزوجين يقتربا...من كل شيء كما الرحمن أوصاهُ
رهام فتوش
نهاهما الله أن لا يقربا ثمراً...من شجرة الخلد , والشيطان أغواه
ما كان آدم إلا جنسه بشر....ينسى وصية ربي عند ذكراه
الأرض مأواهما تابا لربهما....ويقبل الله توباً , ثم أرضاهُ
قابيل قام بتقليد الغراب أتى...وحط هابيل في قبر لمثواهُ
رأى غراباً على أرض فيحفرها...يحط ميتاً غراباً ثم سوّاه
وكلهمْ حزنوا والدمع منهمرٌ....أولى الجرائم من إبليس تغشاهُ
وعمر آدم نحو الألف زينها....بدعوة الناس للإيمان تقواهُ
وسكرة الموت قد حلتْ مرارتها....ومات آدم والأكوان تنعاهُ
قصة آدم عليه السلام
د.ضياء الدين الجماس
في خَلْقِهِ عَجَبٌ أن قام في الـحين ...في نفخة نُــفخت أحيت من الطين
صلصال خِلْقَتُه عقلاً وفي جسد.... من علمه سجدوا من ذلك الحين
للإسم عَلَّـمَهُ فاق الـمَلا وسـما...يعلو ملائكة حتى الشياطينِ
إبليس خاصمَهُ أبدى عداوته ....مستكبراً سَـمِجاً يــجهر بسكين
خَلَقْتَنـي بلظى والطين خلقته ...إنـي سأفتنه من ذا سيفتيني
أمهلْ إلى أجل تلقاه في سخطٍ ...يغشاه ماردنا حباً فيُدنينــي
أُرديهِ فـي حُــفَرٍ تعلوه من جِيَف ....أعماله دَرَنٌ ، بعداً لـمسكين
يـختال في مرح والعشق قاتله ...والفرْج قـــبـــلَـــتُـــه يا ذلَّة الـدِّيــن
فـــي قـــلْبِــه ظُلَمٌ ترديه معصية ...ينسى أمانته في الكبر يردينــي
إلاَّ لـمـن سجدوا والـحق رائدهم ...إنـــي لــهم خَنَس أخفي لـهم دينـي
أرصدْ لـهم طرقاً للنور توصلهم ....أثبت لهم عظمي والتيـه ينسينـي
في جنة ولـجوا والله أدخلهم ....من رام مقربتـي يغنم من اللِّــــين
يا آدمُ ارتعْ بـها ، إياكما ثـمراً....يــخرجْكما نُزُلاً والطوْعُ يرضيني
حَــــواء تؤنسه من ضِـــلْـعـــه خلقت ....حوراء طالعها عَبْق كنسرين
تقوى بـخافقها عشقاً برفقته ....في جنة خلدا في غـــنوة الـقـــيــن
إبليس قاسمهم إني لكم نَصِح ...من نبتة فَكلا ، في الـخُـلْدِ تُــطرينـي
كي تخلدا أبداً في ذاك قد حُجِرَتْ ....روحاً لطاعمها بعداً لغسلين
في غفلة أكلا في سوءة ظهرت...من جنة نزلا عاراً كتنِــــِّين
راحا وقد خصفا أوراق جنتهم ...ستراً لسوأتهم درءاً من العِــيـــن
هذا وقد كشفا من كان يرصدهم ...إبليس ماقتهم ، رمياً بعربين
في الزلة اكتشفا مكراً لحاقدهم...فاستغفرا ندماً قرباً لذي الدين
يارب مغفرة تـمحوا بها زللاً ....شيطاننا نَـجَـــس في النار يرديـنـي
واسمٌ له عرفا غفار من كرم ....قالا وقد سجدا يا رب تُـنْجينـــي
إنـي غفرت لكم ، في ظل مكرمتي ...والنار ناظرة من كان يعصيني
والبيتَ قد عمرا حباً بـخالقهم ...قالا وقد سجداً أرضاً على الطين
يا رب خالقنا ندعوك مغفرة....ننجو بـها كرماً من نار تكوينـي
قصة ابني آدم
د. ضياء الدين الجماس
(أول قتل في التاريخ)
تعساً لقتل الهوى يأتي كتسكين ...والحقد دافعه جرم الملايين
في قُـــرْبَةٍ قُــبِلَت والله قرَّبـهُ ...تُقتلْ مضرجة قتلاً بسكين ؟
قال الفتى لأخٍ قدمتُ مقربتي....لكنها رفضت والحقـــدُ يعميني
والقتل يجرفني حتى ترى عضدي....عطشى بها سَهَفٌ بالدمِّ ترويني
قال الذي قُــبِـلت لله قربته ....لا لن أمدَّ يدي والله يهديني
إن كنت تقتلني فالقتل أبغضه ...والله قرَّبَني بالحبِّ واللين
إن كنت تقتلني إثْـمٌ ستحـمــله ....إثمي وإثمك من حملين تنجيني
فراح يقتله غدراً ومعصية ...فسنها سنة من ذلك الحين
في جثة ثَــقُـلت حيناً يضيق بها...حتى الغراب أتى يخفيه بالطين
يا ويلتي عَجِزَتْ عيني لتدركه...حتى أواريَهُ ، والجرم يضنيني
راحت جنايته في قتل واحدة ....قتل لعالمه في العرف والدين
رغد قصاب
ربوع ودٍ لحواء ومـــــــــا عرفت ...هابيل يهوى ثمــــار التوت والتينِ
في أرض خير كأن الأرض يانعة....من عهد آدم والآمـــــال ترضيني
قابيل كانت لـــــه الدنيا بها مرحٌ...يهوى الغنائم مــن حين إلى حينِ
قصة النبي إدريس عليه السلام
ريمه الخاني
ــــــــــــــــــــــــــــ
ما كان إدريس إلا شامخ الشيم
وكان أول إنس خط بالقلم
الله أرسله والصدق غايته
يدعو الأنام لذكر الله في النعم
وبعد آدم إن الله أرسله
لنصرة الحق كي ينأى عن الظـُلـَم
ونوحُ من بعده يسري بمعلمه
إذ كان إدريس بدراً طلّ كالعلمِ
عيشٌ ببابل في أرض العراق له
صبرٌ جميلٌ وأخلاقٌ من القيم ِ
رسولنا عندما أسراهُ خالقنا
إلى السماء رأى إدريس في النعمِ
ألقى سلاماً على إدريس ليلتهُ
وكان عند رحيم الخلق في القمم
قصة النبي نوح عليه السلام
غالب الغول
كم أنت يا نوحُ في التقوى تؤلقنا
تدعو إلى الله من تاهوا بعصيان ِ
قد كان قومك والأجداد منبتهمْ
من دوح علمٍ وأخلاقٍ وصفوانِ
وكان منكم رجــــــــالٌ أتقياء وهمْ
ــ وَدٌ , يعوقُ ونــسرا خير شجعانِ
ثم سواعُ ومــــــــن بعدُ يغوث أتى
في المجــد فخرٌ وكانوا خير رضوانِ
كانوا جميعاً كآياتٍ مطــــــــــهرة
ماتوا أعزاء بل في عزم إخوانِ
لكنما النــــــــاس ضلوا في عقيدتهم
ليعبدوا صنــــــــــماً, ظلوا بخسرانِ
وجاء نوحٌ نبي الله فطــــــــــــــرته
يسعى إلى الخير أو يدعو لإيمانِ
فآمن البعض من كانوا ذوي عوزٍ
بالفقر والضعف كانوا أو بحرمانِ
وأكثر الناس ظلوا في ضلالتهمْ
أصحاب مالٍ وعزٍ ثم طغيانِ
قالوا بكفرهمُ يـــا نوح فاتركنا
هذي الأقاويل من تلــبيس شيطانِ
لكنّ نوحاً على عزمٍ بدعوته
سراً وجهراً على علم ببرهانِ
قلوبهم في هوى الأصـــنام قد فرحتْ
واستكبروا علـــناً أشباه عميانِ
وألف عام مضت إلا قلائلها
يدعو بدعوته من غير إذعانِ
فقال نوحٌ أيا ربي فأهلِكَهمْ
ولا تذر كافراً يدعو لعصيانِ
وصار نوحٌ بأمر الله ذا حِرَفٍ
سفينة صنعتْ من صنعِ فنانِ
لمّا رأوه بهذا الفنّ قد سخروا
أين البحار التي تطفو لركبان
وعندما فار تنورٌ بزفرته
كأنما الأرض في زلزال بركانِ
وجاء جبريل بالأحياء أودعهمْ
ظهر السفينة أزواجاً بإيمانِ
لكن زوجته بالكفر قد بقيتْ
بالهمّ والغمّ بل في ويل غيان
وابن نوحٍ عصا نوحاً وقال له
آوي إلى جبلٍ من غير أعوان ِ
لا عاصم اليوم من أمر الإله ولن
يبقى على الأرض كفار لإنسانِ
وأمْرُ ربّك بالأمطار أغرقهم
الشمس قد كسفت والأرض طوفانِ
ترسوا السفينة فوق الأرض قد هبطت
أرض العراق على الجودي بإتقانِ
والأرض تبتلع الأمواه في لهفٍ
وصام نوحٌ لتوّاب ورحمن ِ
وكان هذا بعاشوراء سنتنا
والأمرُ عند إلهي مثل ميزان
ونحمد الله في السراء والعلن
بأننا أتقياءٌ مثل إخوانِ
قصة نوح عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
نوح دعا قومه ألفاً سنين مَضَت...إلا قلائلها في ترك أوثان
"ودٌّ" "يغوثُ" و"نسراً" و"اليعوقُ" كذا ...سواعُ خامسهم كلٌّ بـبطلان
لكنهم سخروا من دعوةٍ وَضحَتْ...تأتـي لنجدتهم من يوم طوفان
يبني سفينته في البر قد شَمَخَت ...طوداً كما نظروا وحياً بإيـمان
نادى لزوجته لكنها رفَضَت ...والإبن فارقه كفراً بعصيان
آن الأوان بـهم والسُّحْبُ قد لَبِدَتْ ...والرعد منذرهم قصفاً بألحان
قد حان موعدهم تَنُّورُهم فُجِرَت ...والسحب ماطرة والبحر بـحران
آوتْ سفينَتُه مَنْ آمنوا معه ...زوجاً كمَمْلكةٍ من كل حيوان
نادى فيا ولدي إياك من غرق ...فاركب سفينتنا واهجر لعصيان
"آوي إلى جبل في الحال يعصمني" ...في الجهل مهلكة ذل بخذلان
والسحب ذي سُحِبَت والماء قد بُلِعَت ...والساعة انفرجت غنت لركبان
حطَّتْ سفينتهم أمْناً على جَبَل....والله عاصمهم والنصر نصران
"جوديُّ" مهبطهم سفحاً به انتشروا ...عاشوا بمكرمة والعصر عصران
وَعْـظاً لـمتعظ في قِصَّة ذُكرت ...تاريخها جلل ، تبقى بوجدان
قصة هود عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
أرض الجمال بأحقاف لهم عمرت... فيها عماد علت فازدان عمران
قوم عمالقة كانوا إذا بطشوا ... نار اللظى اشتعلت أو ثار بركان
عادوا إلى صنم تحلو عبادتهم ... من بعد نوح عَلَوا وازداد طغيان
هود أتى بشهاب ساطع ألقٍ ... ينــير درباً لهـــم يدعــمه ديان
لكنهم جحدوا ظلماً بنعمتـهم ... فاجتاحهم قحط فقر وخـــذلان
وجاءهم سخط ظنوه عارضهم ... يأتي بخير لهم والله غضـــبان
ريح سموم عتت جاحت مساكنهم ... لم تبق من أحد والكفر ثعبان
هود ومن آمنوا نـجاهمُ صمد ... والأرض واســعــة روح وريـحـــان
قصة هود عليه السلام
رهام فتوش
هودٌ لعادٍ , وكان القومُ كفـــــــــــــــارا
وكان هودٌ من الرحمن مختــــــــــــارا
كانوا عماليق بالأحقـــــــــــاف مسكنهمْ
وشدة البأس كانت تقهر الجــــــــــــــارا
أعطاهمُ اللهُ في الأجســــــــــاد بسطتها
وزادهم نعمة الخيــــــــــــــرات مدرارا
لم يشكروا الله , بــــل زادوا بمعصية ٍ
أسيادهم عبدوا طيناً وأحـــــجــــــــارا
فأرسل الله هوداً هــــادياً لــــــــــــهمُ
نبيّ قومٍ عــــلى أعتابهـــــــــــم سارا
فكذبوا قوله , بالقحط عاقبـــــــــــهمْ
وصار زرعهمُ يبساً وأضـــــــــرارا
قالوا أتى الخير علّ السحب تمطرنا
هامتْ ببردٍ , كجيشٍ جـــــاء جرارا
وهبّت الريحُ صوب القوم فارتعشوا
طارت خيامهمُ , لم تبق ديّـــــــــارا
ودبت الريح كانت كالرميم عـــــلى
أجسادهم مُزّقتْ كانت لهم عــــــارا
وأهلك الله قوماً زاد كـــــــــــــفرهمُ
وظلّ من آمنوا بالله أحــــــــــــــرارا
قصة صالح عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
في قصةٍ رُوِيَت صيغتْ بأشعارٍ ... أعجــوبة رسَـمَت تاريخ كفـــار
عاشوا حضارتـهم تزهو برفعتها ... لكنهم كفروا في نعــمة الباري
جابوا منازلـهم في الصخر من جبل... في زُخْرُف حفروا قصراً بأغوار
زاغت ثـمود مدى عن ربِّـها وطغت ... في زينة شَمَخت تعلوا بإعمار
ضلوا طريقاً فأرسلنا بصالحهم... إلـى المدائن كي يحظى بأنصار
ضعافهم آمنوا والله بغيتهم ... في سَـبْحــهم مـخروا كوناً بإبـحار
لكنَّ من كفروا ضلوا منارَتَـهم... راموا لـمعجزة تــحلوا لأبصار
من ناقة طلبوا ترويهمُ لبناً....تأتي كمعجزة في غيب أسرار
كانت لهم آية من ربـــها بعثت ... ما أروع النوق من آيات جبار
دَرَّت لهم لبناً غطى مدائنهم ... نـهراً بـِضِرْعٍ جرى من طيب أنـهار
لكنهم جَحَدوا قالوا لقد شربت.. من مائنا غدقاً ، غـــارت بآبار
في قسمة أمروا عدلاً ومرحــمة ... يوماً لناقـــتهم يوماً لأنــفــار
بالحق عاهدهم حفظاً لناقتهم ... كي يأمنوا سخطاً من دون إنـــظار
في عيشهم بطروا والكِبْـر رائدهم ... ضحوا بناقتهم من دون إخطار
قالوا لصالحهم هلاَّ العذاب أتى ... حتى به ائتمروا ، والخزي من عار
فجاءهم سخط في صيحة صرخت .... أو صعقة سحقت، يا ذل غدار
في رجفة رجفوا والحق يـمحقهم ، عدلاً بـما ظلموا جُذُّوا بأحــجار
أما لـمن صدقوا أنجاهُمُ مَلِــكٌ... بعداً لظالـمهم حـــباً بأحـــرار
هذا وقد ورثوا أرضاً بـها انتشروا ... من خيرها نَعِمُوا فضلاً بأنوار
قصة صالح / علية السلام
رهام فتوش
ثمود كانوا بأرضِ السهل والجـــــــــبل ِ
بالحِجر مسكنهم كانوا بلا وجــــــــــــلِ
وأرضهم بين شام والحجاز وهـــــــــمْ
بالرغد عاشوا كأن القوت مـــــن عسلِ
حضارة بلغت للنـــــــــــــــــــجم ذروتها
بيوتهم من صــــخور الأرض في الجبل
قصورهم من ســـهول الحــسن والجلل
جمالها كجمال الكـــــــــــــــــــحل بالمقلِ
الله أكرمهم بالخيــــــر دائمـــــــــــــــــة
لكنهمْ جحدوا بالقــــــول والعــــــــــــــملِ
فأرسل الله منــــهم صالــــــــــــــحاً ليكن
نبيهمْ للهدى والحـــــسن فـــــــــي الرجلِ
كان تقياً وبين القـــــوم محــــــــــــــترماً
وكان بينهم فذاً بــــــــــــــــــــلا جــــــــدلِ
لكنهم رفضــــوا واستهزؤوا سفـــــــــهاً
كبارهم كفـــــــروا بالله والرســـــــــــــــل
فإن أتـــــــاهم بآياتٍ ومعــــــــــــــــــجزة
سيؤمنوا كلـــــــــــهم بالـــــــرب والأزل
وكان شرطـــــــهمُ أوصـــــــــــاف ناقتهمْ
طويلة ثم أقوالاً مـــــــــــــــــن الــــــــثقلِ
من صخرة خرجت أوصـــــــــاف ناقــتهم
بإذن ربك جــــــــــاء الأمر بالعـــــــــــجلِ
فآمن البـــــــــعض لكن ظـــــــــل أكثرهمْ
في الكفر حتى أتــــــــى الشيطان بــالزلل
قال لهم صــــــــالحٌ فــــــــــي أمر ناقتهمْ
إن تلحـــــــقوها بســـــــــوء جيء بالذلل
لكنـــــــهم عقروها والعـــــــــــــــذاب أتى
لقوم صــــــــــالح والعمران كالطــــــــــلل
بصيحة أهلك الأشــــــــــرار كـــــــــــــلهمُ
الحق يبقى وكـــــــــــــل الشــــــــــر للأفلِ
قصة ابراهيم عليه السلام
د.ضياء الدين الجماس
نورٌ تألقَ لابراهيم في داره....ضوء الشموس غدا شـمعاً لأنوارهْ
نور تـجلى من الرحمن في مدد ...والعقل باطنه بستان أطوارهْ
إيـمانه قِيـَـمٌ صارت كمملكة ... فيها المليك يناجي خير زوارهْ
هذا الخليل بنور الله رفعَتُهُ.... منارةٌ سَطَعَتْ من فوق أسوارِهْ
ومسرح الكون يبدي من عزيـمته ... فكان نـجماً بدا في عــِــزِّ أدوارِهْ
في فكره نَــــغَــــم عقل يُـدَنْـدِنُـه ...بـحثاً لـخالقه شوقاً لأسرارِهْ
أباه آزر نـحاتٌ بصنعته ...نـحتاً لآلـهة من صــــنـــــع أوزارِهْ
بصيرة رفضت تأبى ضلالتها... والعين شاهدة صدقاً لأنظارِهْ
لـما رأى قمراً ناجى مداركه ... هل ترتضي أفِلاً ؟ زاغت بـمنظارِهْ
والشمس حاورها لكنها أفلت ... كالكون سيرتـها زاغت بـمعيارِهْ
صارت عبارته في الكون نابضة..."وجهت وجهي له" نارت بإبـهارِهْ
رب وحيد سَمَتْ في الكون قبضته .. ما أروع الوجه أنوار بأنوارِهْ
أتنحتون حجاراً ثم نعبدها.. بئس العقول ذوت من ذلِّ أحرارِهْ
بالفأس حطمها قهراً لذي صنم ... بالعقل قوته يـمشي بإبصارِهْ
ألقوه في نارهم لكنها بردت .... جـبريلُ آنسه لـطفاً بإقرارِهْ
"يانار كوني سلاماً" غير مـُحرقة...هذا خليلي سـما في نـجم أطوارِهْ
في الناس معجزةٌ والنارُ عاجزة ... عن حَــرْقِهِ مُـــنِــعَــتْ تذوي بإصرارِهْ
صارت عقيدته تعـــلــو بشعلتها ... في واحد أحَــــدٍ يدعو لإنذارِهْ
فالله جامعكم يوماً يحاســــبكم ... يا أمة كفرت خافــــوه من نارِهْ
وســـارةٌ زوجه قد آمنت معه ...والله سَـلَّمها من شـــــرِّ أشرارِهْ
أهدت له أمَةً من طيب مُــهْـــجَــتها ...تريد ذرية حفظاً لأبرارِهْ
فأنجبت قمراً من شمس والده... بطاعة ندرت يرنو لقيثــــــارِهْ
سماه وحياً "بإسماعيل" ذي سـِمَـةٌ ....يا طيبه ولد من خير سُـمَّارِهْ
رؤيا تنغصه أمراً بذبح صبي ... ما القول يا ولدي ؟ سَـمعاً لإيثارِهْ
حـباً لوالده طوعاً لـخالقه ... قال الفتى مُـخبتاً فاذبح لإبرارِهْ
فأسلما عملاً واستل خنجره ...في العنق ما ذبـحت حتى بإمرارِهْ
مِنْ صدقهــم غـَـنِـما كبشاً ليذبـحه ....من ربـهم قُبــــِـلا حباً لإكبارِهْ
من يومها رسما نهجاً لسنتهم ... قربـى لبارئهم هدياً بــــإنـحارِهْ
للــبـيت قد رفعا تعلو قواعده ...سوداء من حجر سبحاً بأنـــهارِهْ
في ضَيْفِه عِبَـــرٌ حلُّوا ملائكةً ...بشرى له حَـمَلوا طيباً بإخطارِهْ
يأتيك من ولد يبقى لكم سنداً ...والزوج قد لَطَمَتْ وجهاً بأخبارِهْ
قالت بـها عجب والرحْم عاقرة! ... كيف الحميل به من بعد إعقارِهْ
بشرى بإسحــــقَ من ربٍّ يفضلكم ...يأتي به ألق من نور أبصارِهْ
هذا وقد ذكروا لوطاً بغايتهم ...سعياً بتدميرهم طوعاً لـــجبارِهْ
قالوا سنقلبها رأساً على عقب ...من بعد إخراج ذي النعمى وأنصارِهْ
ذي سارة ولدت اسحق يعقبه ...يعقوبُ مكرمة نعْمت بإنضارِهْ
والكون ذا طَرِبٌ في أسرة نجبت ....يا سعد قائدها طابت بأذكارِهْ
جدٌ لأمـــتنا أضحى لـها مـــثــلاً ... طوبى لخاتـمنا من طيب أعطارِهْ
قصة النبي إبراهيم عليه السلام
رهام فتوش
من كان غيرك يا رحمن ســـوّانا
لقد جعلت من الإسلام إخــــــوانا
هذا نبيك إبراهيم مـــــــــن قبس
أنار كـــــل الورى تقوى وإيمانا
قد كـــــان فيهم رسولاً هادياً لبقاً
بل كـــــــان فينا خليل الله يرعانا
يقول يا أبتي إنــــــــي أخاف بأن
تمسّـك النار إن لــم تخش رحمانا
لكن والده في الشرك خاصــــمه
وقلبه يعبد الأصنام إذعــــــــــانا
ويمسك الفأس إبراهــــــيم يومئذٍ
وحطم الركن والأصنــــــام ألوانا
قالوا بلى إن إبراهيم كسّــــــرها
خذوه والقوه للتــــــــعذيب نيرانا
وكانت النّـــــــار من أمر الإله له
برداً سلاماً لإبراهيم تحنــــــــــانا
لوطٌ وسارا وإبراهيم قد رحـــــلوا
إلى فلسطين حيث الطهر مســرانا
لكنهم هاجروا من أرضهم طــلباً
لنشر دعوتهم قد كان مــــــا كانا
والقلب حير إبراهــــــــــــيم يومئذٍ
الله كيف سيحيي ميّتاً عــــــــــانى؟
لكن ربي إذا ما شاء يفعـــــــــــــله
أعطاه معجزة ربي وبرهـــــــــــانا
سارا عقيمة لم يُرزَقْ لهــــــا ولد
فزوجتـْهُ بـِهَاجَرْ حيْثما كـــــــــانا
فأنجبت منه إسماعيل فـــي مرحٍ
وجاء خيراً لإبراهيم ذكــــــــرانا
راحوا لمكـــــة يدعوا الله يرزقهم
ويترك الطفل إسماعيل حـــــيرانا
بشرى لسارا بإسحق لهــــــــا ولد
كانت عجوزاً وشاء الله إحســـــانا
في ليلة جاءت الرؤيا تســــــاوره
بأنه يذبح اسمـــــــــــــاعيل قربانا
فقال يا أبــــــتي إن شئت فاذبحني
لكن ربك جــــــــاب الكبش فدوانا
قد قال يوماً لإسمــاعيل رغبتنا
لنرفع البيت , فالجنـّات مـــأوانا
وقال يا ربّ كن للبيت حــــافظهُ
وارزق بنيه من الخيرات تغشانا
وبارك الله في البيت الحرام وفي
أهل الديار وكان الرب أقــــــوانا
وجاء موت لإبراهيم فـــي مرض
إسلامه مثل نور الله أهــــــــدانا
قصة لوط عليه السلام
(عاقبة الشذوذ الجنسي)
د. ضياء الدين الجماس
قــــومٌ بفاحشةٍ هـــامـوا بفتـيان... فـــجـــورهم عَلَـــــنٌ نـــادٍ لـعريــان
أخلاقهم نتـــــن فاحت بـهم فُـرُشٌ ... عـن نسوة هجروا عشقاً لـــذكران
لـــــوطٌ يناصُحُـهم والكل يـمقـُــــتُه .... رجالٌ انـْحرفوا بعداً لنســـوان
خانتـــه زوجته تدنـــي عشيرتـها .... بعداً لعـــــشرته بعـداً لإيــمان
ضيــفٌ له وفــدوا جاءوا مــلائكة ... كأنـــهم بَشَــر في صـُـــور إنسان
وجوههم قمر كالبدر سِــحنتهم.... والقوم قد سحروا فالجسم نورانــي
هاموا وقد هُـــرعوا راموا الضيوفَ أذى ... لكنهم عجزوا عادوا بـخذلان
لوط ومن صدقوا في ظلمة هجروا.... والزوج مـُـــعرضة رامت بعصيان
للقوم ما التفتوا طـــوعاً لـما أمروا ... والله يـحرسهم أمــناً بـــــريـحان
أما العصـــــاةُ فقد داموا بفعـــلتهم... لواطــــهم دَنَسٌ رِجْــــسٌ بشيطان
في الفجر موعدهم أحجار تقذفهم .... نارٌ مسومة آثام غــــــــــــلـــمان
صارت مساكنهم رأساً على عقب.... بالصخر قد قُـــذفوا وهجاً كنيران
والـخزي مشربـهم والعار ملبسهم ... دنيا تـــــغــــر بـهم زاغت بوجدان
هذا مصيرهُمُ باتوا لنا عِبَــراً ....من يعصِ في سـَـــفَهٍ يرجعْ بـخسران
قصة لوط عليه السلام
رهام فتوش
لوط لــــــــــــه قبسُ الذكرى بقرآن ِ
وكان بدرأً يُرى مــــــن نور رحمن
لوطٌ نبيٌّ وإبراهيمُ عـــــــــــــــمّهمُ
ساروا لإرضٍ بها أحفاد كنــــــعانِ
إلى سدوم فــــــــــــــإن الله أرسلهُ
ليهديَ القوم , قد ضـــلوا بخسرانِ
لقد تعدوا حدود الله وانحــــــــرفوا
يا ويلهمْ عــــــــــارهمْ إتيان ذكرانِ
بسافل الفــــــــحش والإرذال فعلهمُ
واستحسنوا القبح من أعمال شيطانِ
كانوا بسكرتهمْ والكفر حــــــــالفهمْ
ويكرهون عفاف الإنس والـــــجانٍ
فكــــــــــــــذبوا لوط إن الله ناصرهُ
بدعوة كلها تقوى بإحســــــــــــــــانِ
قالوا اخرجوا لوط من أنحاء موطنه
لأنه طاهرٌ في ثوب إيمــــــــــــــانِ
وعندما جاء إبراهيم جــــــــــادلهمْ
ظلت نفوسهم تجــــــثو على الرّانِ
جاءت ملائكة الرحمن تحـــــسبهمْ
من الجمال كغـــصن الورد والبانِ
أتوا ضيوفاً للوطٍ زاده حــــــرجٌ
وقوم لوطٍ أتوا من كـــــل أركانِ
لقد أرادوا فسوقاً مــــــن ملائكةٍ
والله يحفظهم مـــــن سوء أدرانِ
عيونهم طمستْ بالشر قــد قذفتْ
ليجعل الله عاليهمْ بقيعــــــــــــانِ
الصبح موعدهم والموت يرقبهمْ
وزوج لوطٍ على شرك وطغيانِ
الله أهلكهم في صيــــــــحة بدأتْ
وقت الشروق ولن تُبقي بعصيانِ
وأمطر القوم أحجاراً مسجـــــــلةً
صاروا حصيداً كأشباحٍ وجثمــانِ
هذا مصير الذي في الفسق غايته
يلقى عذاب الذي يرنو لشيــــطانِ
قصة اسماعيل عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
قََـطْـــرُ الإله هــمى يا نِــعْم سقياه....هاج الربيع به والزهر حَــيَّــاه
أعطى الخليلَ تقى طوبـى لـِمــُعطاه ... أهدى له قمراَ يا طيب مُــهــداه
بشراه بالوحي واسماعيل سـماه ... يا نعمَ من مَلَكٍ بِـــشْـــرٌ مـُحيَّاه
من طيب بذرته هاج الأريج شذاً ... يا نعم سيرته والزهر يهواه
راح الخليل بواد غير ذي أكُــلٍ ... للخلق يزرعه والله يرعاه
صحراءُ قاحلة جرداء من نسم ... أحيا الـحياة بـها طابت بلقياه
والأم صابرة والـمـوت هددها... ضميرها واجف والطفل أبكاه
مهداً به وضعت طفلاً يروعها ... أعلى الصفا صعدت نادت وَرَبَّاه
تسعى بـهرولة مروى لتصعده ... لعل قافلة تأتـي لـدعـــــــواه
عادت بـخيبتها لكنها وجدت ... نبعاً يـحيط بـــه والطفل أنغاه
والطير في أفق صاحت بقافلة... حيـَّـت بزمزمها والرب نـجاه
جاء الخليل لـهم يبغي زيارتـهم ...مادام في فرح والسعد مسراه
في رؤية وضحت بالذبح تأمره ... هديا لـخالقه والحق يرضاه
طهراً لـــمهجته هدياً بـما هويت ... والله مـمتحن حباً وفحواه
ما القول يا ولدي والحق يأمرني... قال الفتى مـخبتاً طوعاً لرؤياه
فأسلما عملاً واستل خنجره ...في العنق ما ذبـحت والحق أرضاه
جبريل بادرهم كبشاً ليذبـحه ....حباً بطاعتهم والحق أهداه
من يومها رسـَمَا ذبـحاً لسنتهم ... قربـى لبارئهم بشرى لـمنجاه
للــبـيت قد رفعا تعلو قواعده ...سَـــــنَّا شعائره والخلق تسعاه
نادى خلائقه حجاً بــمغفرة ... ذرَّاً لـمن سـمعوا طوعاً لدعواه
يأتون من فجج أرضاً بـها بعدت ... لكنهم وفدوا سعياً للقياه
طوبى لنا ملة بالفكر أسسها ... بالعقل راسخة والروح ترقـاه
قصة إسماعيل عليه السلام .
رهام فتوش
الله نظم هذا الكون للأبد
بأنبياء على فكرٍ ومعتقدِ
هذا نبيك إسماعيل والده
من أعظم الخلق إبراهيم في الجَلدِ
وأمه هاجر الرحمن أكرمها
قد أنجبته على أصقاع منجردِ
أثناء عودته للشام والده
دعا الإله برزق الزوج والولدِ
ويعطش الطفل إسماعيل ثم بكى
وتبحث الأم عن ماء فلم تجدِ
وبين صخرِ الصفا والمروة انتكست
فأنزل الله جبريلاً على الوهدِ
ودك بالأرض جبريل إذِ انفجرتْ
مياه زمزم تسقي الروح والجسدِ
وجاء من حولها كل الرعاة وهمْ
من آل يعرب أعواماً بلا عددِ
الله يأمره في ذبحٍ فلذته
فقال يا والدي لبيك للصمدِ
جبريل يأتي بكبش فافتداه بهِ
وصار من يومه عيدٌ لمرتصدِ
نادى عليه ألا اسماعيل تتبعني
نبني قواعد بيت الله للأحدِ
وصار بيتاً يحج المسلمون له
وسوف يبقى لهذا الدين للأبدِ
النبي إسحق عليه السلام
رهام فتوش
الله يختار من لله يشتـــــــــــــاقُ
وكلهم رسلٌ كالشمس إشـــــراقُ
وجلهمْ نسل إبراهيـــــــم بدرهمُ
لله قد سجدوا والدمع مهــــــراقُ
وكان إسحق من ســارا ووالده
نبي ربك إبراهيم خـــــــــــلاّّقُ
جاءت ملائكة الرحمن في مرحٍ
تبشر الأبّ والآفــــــــــاق برّاقُ
وخرَّ لله إبراهيم فــــــــــــي ولهٍ
ليشكر الله إن القــــــــلب رقراقُ
الله أثنى على إسحاق , كــررها
نبينا المصطفى , والخــير خفّاقُ
وكان من نســــله يعقوب أبهجهُ
هذا النبي الذي ربّاه إسحــــــاقُ
قصة يعقوب عليه السلام
ريمه الخاني
إن الكريم الذي في الخير عنواني=رسولنا قالها والهدي ربَّاني
اسحقُ ابنٌ لإبراهيم يعقبه .. يعقوب ذاك الذي من عبقِ ريحان
من نسله كوكب كل له سجدوا ... يا نعم بذرته من روح حنان
يهدي لبارئه والحق غايته ... غيث همى ماؤه يسقي لبستان
في ولده سفه ضلوا هدايته ... أخاً لهم مكروا، من كيد إخوان
من حزنه أسفاً أضحى بلا نظر... لما له رجعوا في ريح قمصان
عادت له رؤية تروى كرامتها... من خيرها قصص خطت بقرآن
رهام فتوش
ما أجمل البدر في الليلاء يغشــاني
حتى أرى النور في فيحاء أوطاني
وكان يعقوب من إسحـــــاق أرسله
رب العباد نبياً عـــــــــــالي الشانِ
وجده كان إبراهيم والـــــــــــــــدنا
بدينه مسلماً مـــــــــــن وحي حنّانِ
وكان يوسف مــــــــــن أبنائه فطناً
يحبه مثل درّ حــــــــــــول مرجان ِ
أولاده كلهم أسباط , أفضـــــــــلهمْ
نبينا يوسف الأعلى بفتيـــــــــــــانِ
وحُزن يوسف قد أفنى لــــه بصراً
والله أكرمه عيناً بأجــــــــــــــــفانِ
قد عاش قرناً ونصف القرن تحسبه
مثل المليك على الدنيا بتيــــــجان ِ
يصحو حريصاً على أولاده زمناً
كي يعبدوا الله كــــانت خير أزمانِ
ومات في مصر بالجثمان قد نقلوا
إلى الخليل وقد كانت بكـــــــــنعانِ
هذا نبيٌ جوار الله مســــــــــــــكنهُ
وعطره شامخ يسمو بشــــــــــريانِ
قصة يوسف عليه السلام
الدكتور ضياء الدين
الطفولة حتى القصر
جَلَّت روايتُـه من أحْسَنِ القصـــص...تُــروى لأحمدنا سُحْـقاً لأحـــزان
والله أنــْزلها تـحـنو بـرحـمَـتها....في ســورَة نَـــزلت تُـــهدى لــعدنان
إن الإله وحيد فـي تصرفه...والأمر ليس بأيدي الخلق أو ثان
قال الــحـَسيـنُ لقد شاهدْتُ كوكبة...والشمسَ والقَمَرَ اصْطَّـــفت كوحدان
حباً بـخالقها من أمره سجدت ..لي في العلا أُمِرَت طوعاً لرحمن
رؤياه في ألق قُصَّت لوالده...فخاف كيداً له من غلِّ إخوان
وقال لا تقصص الرؤيا لـمن مكروا...من غيـرَةٍ حَسَدوا باؤوا لشيطان
هذا حبيب أبينا فاقتلوه غدا...يَـخْلُصْ لنا وجْههُ ، ندنو بقربان
إنا بعصبتنا نـحْـتل مرتبة ...في الجب نقتله سِـرَّاً كحيوان
قال الحكيم لـَهم لا تقتلوا أبداً...ألقوه في حُــفَـرٍ يُـــؤخدْ بِـعِــيــران
قالوا لوالدهم دعنا بأخوتنا...كي نرتـعـي لعبا ، في ظل بستان
لما رأى يوسفُ الإخوانَ ما مكروا...بشرى له نزلت فضحاً لإخوان
غداً ستنْبِـــؤُهُم في جرمهم خسئوا...يا عار ما ارتكبوا في ظلم إنسان
جاؤوا أباهم عَــشِــياً دَمــعهم هَمِرٌ...والكذب شاهدهم، ذنْبٌ وجرمان
قميصُـــه بدمٍ أدلـى بكذبَـتِهم....والله فاضحهم وحـــْــياً لــــــنَـبْـــهان
فقال بل سَوَّلت نَـــفس بـما رَغِــبت..."صبرٌ جَـميلٌ"بصدقٍ قالـَهـا الحانـي.
سيَّارة وفدت في الجب ما وجدوا...طفلاً جــميلاً له في البيع حـِـمْلان
قال الذي ابتاعه نبغيه من وَلَــدٍ...والله مكَّــنه أرضاً بـحسبان
يوسف وامرأة العزيز
(يوسف في القصر حتى السجن)
واشتد ساعِــدُه ينمو كباسِقَةٍ...في علمه بـُــهروا في الحكم نورانـــي
والـحُسْنُ في وجهه يزدان في ألق...يـرمي بــراهِــبَـة عشقاً بنيران
ما بال سيدة في القصر تعشقه...نور الإله بدا في الوجه زهوان
لا لا تلم أحداً إن رام مشهده...ورداً بدا ثغرُه يعلوه نـَــجْمان
نادت تراوده وازدان مـخْدَعُها...كانت مُــــهيأة تطوى كثعبان
أخلاقه ذهَبٌ والودُّ مذهبُه...آواه ربٌّ فهلْ ينسى لرحمن
"مثواي أحسَنه ربي وأكرمني"...فكيف أعصى وبالجنات آوانـي؟
همَّت لتجذبه فانـهال يدفعها...لكنها وَلِـــهَـتْ تروي لظمآن
ففرَّ في سَبَق للباب يفتُحُه ...قميصُه مُزِقت من خلف أردان
وألفيا سيداً في الباب يرقبها...قالت صراخاً له : أبعده ذا الجانــي
من أهلها حَكَمٌ أدلـى بِـحكمته....إنْ قدَّ من قُــبُـــل يُسْجنْ بقضبان
لـما رأوا أثراً للصدق قد عرفوا....كيد النساء بدا أدهى من الـجان
وشاع من خَـبَــر في القوم يدهِشُهم...زين النسا راودت شبَّاً بأحضان
لكنها مكرت فيهم لتبهرهم...تُبــدي مَــحاسِـنَهُ كــــيداً بنـــــسوان
سكِّــينهم شُحِذَتْ، أعطت لـهم ثـمراً...وقالت اخرجْ عسى يبدو لـهم شاني
من هول ما شَهِدوا أيدٍ لهم قُطِعَت....قالوا فذا مَــلَـكٌ والوجــه نورانــي
قالتْ فذاك الذي لـُمْتُنَّني حسداً ...إن لم يعُدْ طائعاً يُسْجنْ بسلطانـي
والسجنُ مَرْقَـــدُهُ إن كان يرفضني...حفظاً لـمَنْزلَتي طهراً لوجدانــــي
"سَـجْـنٌ يطهرني أعلو به درجاً...أحب لــي نُـــزُلاً من نار شهواني"
هذا قرار له والـحق حافظه ...مقامه باهر في الأفق عرشان
بالسجن قد حكموا حيناً بظلمته...يعلوا به كرماً في ظل حَنَّان
من السجن حتى الإمارة
في السجن علَّمه تأويل شِفْـرَتِهِ...أقواله صدقت صارت كإعلان
رؤيا له عُـرضت من صاحبٍ رُويت...خبزٌ على رأسِه يعلوه طيران
فقال يـخبره حكماً له جلل...يُتلى بـمَـحكمة صَلْبٌ بعمدان
أخرى لصاحبه في خـمرة عُـصِرَت...رؤيا تبشره يَسْقي لـــرُبَّـــان
في القصر تذكرة لا تنسني أبداً...لكنه قدر ربٌّ لـــــــــه بان
أنساه صاحبه كي ينجلي قدر...سجن له أجل بـِضْعٌ وعامان
سِـمانُ مِنْ بَـقَر أخرى بـها عَجَفٌ...من جوعها أكلت من جود شبعان
سَبْعٌ سنابلها خضرٌ ويابسةٌ ...ليت العليم بــها يأتـي ببرهان
رؤيا أتت ملكاً أفتى بـها ملأ...قالوا بـها ضَغَثٌ تطوى بنسيان
سَبْعٌ قد افترست سبعاً بـمبقــرة ..أفتوا بـها كذباً وهـْماً ببهتان
وقال صاحبهم إنـي لكم رشد..صدِّيقُ يعرفها في القول نورانـي
جاؤوا له طلباً يفتي برؤيته..قال ازرعوا سَبْــعة ذخراً بــخـزّان
من بعدها قَحَط يـجتاح ما خزنوا...فارشُدْ بـما حصدوا من قبل خذلان
من بعدها سَنَةٌ تأتـي بـمَعْصَرَة..والـخير يعمرها نصراً لذي شان
قال المليك له عندي مكانته...فأمرْ تَــجدْ طلباً نقضيه في الآن
قال اسألوا حَكَماً ما بالُ نسوتـهم...واظهرْ حقيقتهم ترجعْ بعرفان
عن مكرها كَشَفَتْ قالت وما كَذَبَتْ...إنِّـي مُراودَةٌ والعِشْقُ أردانـي
من بَــعْدِها مَلِكٌ أدناه مقربة ...لـما رأى علَماً صدقاً بوجدان
لَبَّـى له طلباً في مصرَ خازنـها...حُكْم بـمَقْدِرَةٍ تُـروى لـخلان
وجاء أخوتُـــه من قِحْطِــهم وَفَدوا...في عرشه ولـجوا فوراً لـميزان
لـما له دخلوا بالوسم يعرفهم...يا ليتهم عرفوا ذا يوسف الحانــي
عودة الأهل وتحقق الرؤيا
أبدى لـهم كرماً إن هم أتوا بأخ...كَيْـــلاً يَـــــزدْ لـَهُمُ شوقاً لإخوان
من دونه سَخَطٌ، حَجْرٌ لـميرتـهم...يا ليتهم فطنوا نبـــراً بألـــحان
عادوا بـميرتـهم في عينهم أملٌ...يزداد ميزانـهم يــــوماً بأوزان
يعقوبُ في وَجَلٍ أدلـى بحكمته...آمنتكم وَلَدي في ظل إيـمانـي
فكيف آمنكم أخاه من زلل...إلاَّ بـموثقكم والله تكلانـي
آتوه موثقهم ، وصّاهُم افترقوا...درءاً لأعينهم ، في حفظ رحمن
هذا وقد دخلوا طوعاً كما أمروا...صوناً لــموعدهم يتلوه أمران
كيف اللقاء جرى من بين أخوته...آواه مَقْرُبَةً في الروح صنوان
حتى وأعلمه ما كان قد مكروا...يا فرْحَ جَـمْعتهم عزاً بإيـمان
هذا وقد رجعوا في حَـمْل ميرتـهم...نادى منادٍ لهم في القوم لصان
صاعٌ لنا سُرِقَت ، هيا نفتشكم...ويل لـمن سرقوا صاعاً بنكران
والصاع قد خرجت من حمل من وثقوا...لكنهم صدموا في الأمر سران
مكراً ليأخذهم في دين مَـمْلكة...يُؤوي إليه أخاً في ظـــــل حنَّـــان
عودوا لوالدكم نعلمه من خبرٍ...عسى يصدقنا، شهداً بِـــــعيران
لكنَّه حَذَراً ما عاد يقربـهم...وابْـيَـضَّ من بصر فالجرم جرمان
وقال يا ولدي قلبي يُـحدثني...هيا ارجعوا تجدوا مـحواً لأحزان
هذا وقد دخلوا والعرش يبهرهم...قالوا له ذُللاً أكرم بوجدان
قال اسمعوا لأخ ما زال يكرمكم...إنـي ليوسُفُكم، نادى بتحنان
هيا ارجعوا لأبـي يرجعْ له بصرٌ...هذا أخي بدمي في البعد أضنانـي
يعقوب بشَّرهم ريح تبشرني...يا سعد من وفدوا والفَرْحُ فرحان
جـَمْـعاً له سجدوا حباً بيوسفهم...والله أسمعهم من خير ألـحان
وذاك تأويــــلها رؤياه من أمـــــد....يا نـعـم أسرتــــهم في ظل رحمن
غالب الغول (قصة يوسف)
( مرحلة الطفولة )
يا أم يوسف بشـــــــــرى للنبي أتت
من السماء لدنيــــــــا الإنس والجان ِ
رؤيا ليوسف من وحــــي الإله دنت
تزهو بأنوارها فـــــي روض إنسانِ
كواكب في السّــــــما قد جلّ خالقها
كأنها لؤلؤ مـــــــــــــن دوح حنـّانِ
والشمس والقمر الوضّاح فــي ألق ٍ
فيسجدان له من أمر رحمــــــــــن
وكان والده يعقوب فـــــــــي وجلٍ
يخشى عليه حــــسوداً عين إخوانِ
فحذر الطفل لا يحـــــــكي لإخوته
ليبعد الكيد مــــــن أشطان شيطانِ
ريمه الخاني
وإخوة همسوا بالكيد ويلهمُ
حتى رموه ببئر بين جدران
عادوا لوالدهم والخزي رافقهمْ
قميصه بدمٍ شاهت بأردان
قالوا أتى الذئب في سهو ليأكله
يا حسرة كذبوا , ضلوا بخسران
لكن والدهم في الحدس كذبهم
قد خلطوا غدرهم شيئاً ببهتان
أتته قافلة يوماً لتأخذه
لمصر فيها العزيز العالي الشان
قد اشتراه عزيزٌ ثم أكرمه
وكان في الحسن بدراً بين خلاّن
خالد جابر
لما غدا رجلاً جاءته فاتنة
زوج العزيز لتغريه بإحسان
تعطرت للفتى تبدي بزينتها
وطالبته بفحش بهد تحنان
قدت قميصاً له لمّا تنازعها
وقال ربي عظيم يكره الزاني
لما أتى زوجها قالت له كذباً
لقد أتاني بسوء بعد عصياني
فقال يوسف : قد كانت تراودني
عن نفسيَ اليوم ربي يعلم الجاني
غالب الغول
من أهلها حكم قد عاب قصتها
ما كان إلا عظيمٌ كيد نسوان
وزوجها قال , قومي للصلاة بها
رب العباد ليمحو ذنب خوّان
وشاع في القصر أخبارٌ بسرهما
لكنها قد دعتْ نسوان جيران
أعطت لهن سكاكيناً منمّقةً
فطل مثل ملاك بين مرجان
تقطعت كل أيديهن من لهف
وجاء أمر بحبس للفتى الحاني
رهام فتوش
نام المليك وإذ رؤيا تجيء له
ولم يجد من يفسرْ رؤية الهاني
سبعٌ سمان من الأبقار يأكلها
سبع عجاف سيأتي بعدها اثنان
من السنابل سبعٌ أخضر وأتى
من بعدها يابسات بعد أزمان
وكان يوسف في التفسير مجتهد
ففسر الحلم , خصباً ثم قحطانِ
سبع سنين بها الخيرات من سعة
وبعدها القحط سبعاً بعد حرمان
أوصاهم الحَبّ يبقى في سنابله
ليحفظ الحب أعواماً لجوعانِ
وأطلقوا يوسف المسجون عندئذٍ
صار أميناً على أموال أوطان ِ
وعندما حلّ قحط جاء إخوته
قد كان يعرفهم من نسل عبراني
لم يعرفوا يوسف المغدور وقتئذٍ
وأكدوا أنه والذئب خصمانِ
فقال يوسف آتوني بأصغركم
إن تحضروه تنالوا خير أوزانِ
ريمه الخاني
راحوا لوالدهم من بعد جهدهمُ
وكان للطفل حباً مثل ولدانِ
أوصى بنيه بألا يدخلوا زمرا
بل يدخلوا للورى أشتات أركانِ
عادوا ليوسف والآمال تبهجهم
لعله زادهم في وزن إخوان ِ
لمّا رأى يوسف الأخوان أبهجه
أخوه أصغرهم فالأصل سيان
في خلوة عرف الاثنين رحمهما
من أمهم واسمها ( راحيل لابان)
غالب الغول
فاكتال يوسف للإخوان حاجتـــــــــهم
وفي رحيل أخيه كان سرّان
سرّ الإناء الذي في الرحل خبأه
سرّ ليبقى أخوه الأصغر الحاني
وسافروا إذ بنادٍ صاح : وا أسفي
من سارق سرق المكيال ــ إخواني
وفتشوا الرحل إذ لاقوه مختبئاً
في رحل أصغرهم يبدو هو الجاني
واحتجزوا أصغر الإخوان ساعتها
وسافر القوم في همّ وأحزان ِ
لقد بكى الأبُ لمّا لم يجد ولداً
صار كفيفاً ويمشي مثل عميان
فقال هيا اذهبوا وأتوا صغيركمُ
فيوسف الفذ من روحي وشرياني
عادوا إلى مصر علّ الله يرشدهم
قالوا ليوسف أوف كيل ميزان
قد كان يعقوب في حزن وفي ألم
إن لم يعد ابنه يسمو بأحضان
فقال يوسف والأحزان تعصره
هل كان يوسف إلا فخر فتيان
ماذا فعلتم به سوء بجهلكمُ
والله أدعوه أن يأتي بغفران
هذا قميصي عسى لو مس والدنا
صار بصيراً وقد عادته عينان
جاءوا ليعقوب والأفراح تغبطهم
قد فعلوا مثلما أوصى بحسبان
فقال يعقوب ( إسرائيل) هيا بنا
لمصر يوسف ألقاه ويلقاني
يعقوب مع زوجه في التو قد سجدا
تحية الفخر في أعراف عبراني
تحقق الحلم والرؤيا بسجدتهم
والناس كلهم في ظل حنّان
بالرغد عاشوا بمصر والحياة لهم
أمّا فلسطين ظلتْ أرض كنعاني
الشاعر عبدالرحيم محمود
قصة يوسف / عليه السلام
أحب يعقوب طفلا حســــــــنه عجب
هل أذنب الطفل فـــــي حسن لمولاه
أعطاه ربك نصــف الحسن فامتلأت
قلوب إخوته كــــــــــــــــــيدا لمرآه
وكان والده يعــــــــــــقوب ذا بصر
فأبصر النور يجلو فـــــــــي محيّاه
عبد الرحيم محمود
أحب يعقوب طفلا حسنه عجب
هل أذنب الطفل في حسن لمولاه
أعطاه ربك نصف الحسن فامتلأت
قلوب إخوته كيدا لمرآه
وكان والده يعقوب ذا بصر
فأبصر النور يجلو في محيّاه
قصة النبي أيوب عليه السلام
رهام فتوش
أيوب من نسل إبراهـــــــــــيم في النسب
قد كان أتقاهمُ لله خــــــــــــــــــــــير نبي
ويطعم الناس والأيتــــــــــــــــام يكرمهمْ
كثير مالٍ وأولاد وفــــــــــــــــي الحسبِ
والله أكرمه في صحة الجــــــــــــــــــسد
والناس من حوله ودّوهُ عن كــــــــــــثبِ
قد ابتلاه الذي في الخير أنعـــــــــــــــمهُ
أتاهُ بالضرّ في الأعضاء والعــــــــصبِ
لم يبق في داره مـــــــــــــــــالٌ ولا ولدٌ
ولا ثمارٌ على الأغصــــــــان كالرطبِ
الله ألهمه صبراً وموعـــــــــــــــــــــظةَ
وصار يـُـذكَرُ في الأمثال والكــــــــــتبِ
وظل يعبد رب الكون يشـــــــــــــــــكره
وزوجه مثله بالصبر والنصـــــــــــــــبِ
وتخدم الناس كـــــــــــــــي تقنات قوتهما
والزوج تخدمه باللين والتـــــــــــــــــعبِ
والشـّـَعْـرُ من رأسها باعته فـــي مضض
لتكسب القوت فالأرزاق في نضــــــــــبِ
وأخبرت زوجها ودّا بمـــــــــــــــا فعلتْ
يبدو عليها من الأحزان والكـــــــــــــأبِ
لكنه قال :إنْ ربّـــــــــــــــــــــــاهُ أبـرأهُ
سيجلد الزوج مذهولاً مــــــــن الغضبِ
أمراضه كلها في الجـــــــــــــلد كالدّرنِ
وكان بعض رجال القوم فـــــــي عجبِ
قالوا لعلك يا أيوب متـــــــــــــــــــــــهمٌ
بفعل شرّ وصرت الآن بالجــــــــــــرب
لم يعلموا أن ربّ الكون يســــــــــــــعفهُ
من بعد حين ويشفيه بلا ســــــــــــــــبب
أيوب يخرج يوماً يقــــــــــــــض حاجتهُ
إلى مكان بعيد بيّن الحــــــــــــــــــــجب
وأوصلته برفق أيد زوجـــــــــــــــــــــته
عادت إلى البيت بالتحــــــــــنان والأدبِ
هناك أيوب يدعو الله فـــــــــــــي الفرج
أجاب دعوته يشفيه بالعـــــــــــــــــصب
قال لــــــــــه ربه ذي الأرض فاضربها
بالرجل. تنبع عينان وعـــــــــــــن كثب
فاشرب هنيئاً مـــــــــن الأولي , وثانية
قم واغتسل , لن تجد شيئاً من الوصب
يقوم أيوب والآمال تبهـــــــــــــــــــجه
بصحةٍ ورجوع المال كالســـــــــحبِ
وعند عودته للبيت تســـــــــــــــــــأله
إني أخاف على أيوب مــــــــن هرب
وأنت تشبه أيوباً , فقال لـــــــــــــــها
إني أنا ههنا ما كنـــــــــــت كالعزبِ
الله أرسل مالاً في السحــــــــــاب له
ترمي لبيدره الأمـــــــــــوال بالذهب
وعاد أولاده بل زاد مثلـــــــــــــــهمً
والله يرزق أحياءً بــــــــــــلا سبب
يوحى إليه بأن الله يأمـــــــــــــــــــره
بجمع أصغر عيدان مـــــــــن الحطب
ويحزم الكل نــــــحو الزوج يجلدها
بضربة وبها تنــــــــجو من النصب
وعاش أيوب للـــــــــــرحمن يشكرهُ
وزاده بهجة نجاه مـــــــــــــــن كرب ِ
قصة أيوب عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
في نعمةٍ لَبِسَت عبداً وأسرتَه ... إنفاقُهُ نَــهَـرٌ في السر والعلـــن
موج له مَرَجٌ يزدان في ذهبٍ...ومالُه غَـدق يجري من الـــمهـــن
لا يرتضي أبداً نوماً ولا كسلاً ...يقتات من يده خوفاً من الـمـحن
والدار فارهة تُكسا بأردية ...والعلم ديدنه نــهجٌ من الســـنن
لله دعوته يزهو بـها نضِراً ... يزداد من ولد عزاً بلا مِنَــن
توحيده خالص نَــقَّـى عبادتَه ... بعداً لزائغةٍ ، بعداً لذي الوثَـن
في مـحنة رويت حتى غدت علَماً ... واختطها قلم صبراً على الفتن
أيوب من بطل في صبره ضُرِبَتْ ... أمثالُ بارزةٌ تروى لـمُفْتَـتَن
لم يبقَ من ماله شيء ولا ولد... والداء يُـجهده في الجِلْدِ من دَرَن
والناس تنبذه حتى قرابته ... من ريـحه هربوا رعـــــباً من النتن
زوج له حفظت تبغي محبتــــه ... من كدها نصبت في جهدِ مـُمْتَحَن
هذا وقد زهدت تقتات في جَلَد ...أغاظه عملٌ أعيــاه في شَــــجَــنِ
لما درى أسِـفاً ألقى بـها قسماً ... ليضربنْ مئــةً ســــوطاً بـممتهن
لم يبقَ من أحد إلا الدعاء له ... فالكل يهجره والجسم في وهـن
في ظلمة حلكت نادى بدعوته ... "قد مَسَّني ضَرَرٌ" والحال في زَنَن
ناداه بارئه إني عجبت لكم ... صبرٌ بلا ضَجَرٍ في سر مؤتـَمن
فابشر بمنبعنا شرباً ومغتسلاً ... في الأرض نفجره يشفيك من أنن
فراح في قدم ضرباً بتربتهاً... والماء باردة شافته من عَطَـن
عاد الشباب له والزوج واجفة ... ما عاد تعرفه في الدار والوطن
طوبى لزوجته تـختال في طرَبٍ ... والعشرة انتعشت عادت إلى الـمَتَـنِ
فتوى له نزلت تكفيه عن حنث ... ضِغْــثاً بقبضته ضـرْباً بـمرتـهن
في نعمة فَـــرِحَا والله مُنْعِـمُها.... والسعد كلَّلها والزوجُ في زفـــن
صارت كموعظة وعظاً لذي كُرَبٍ ... إن عزَّ ناصره أو دارَ من زمَن
قصة النبي يونس عليه السلام
غالب الغول
يا قوم يونس هل للـــــــكفر أسبـــــــــــابُ
والناس فيكم وفــــــي أصنامكم عــــــابوا
ما كـــــــان يونس إلا درّة لمـــــــــــــعتْ
وهو النبيّ إلـــــــــــى الرحـــــــمن أوّابُ
لمّا طغتْ (نينوى ) فـــــالله أرســـــــــلهُ
إلـــــــى العراق فـــــــــــــــإن الله غلاّّبُ
فكذبــــــوا قولـــــــــــه واستهزءوا علناً
فجاءهم نصـــــــبٌ بالـــــريح صخـّـابُ
البحر هــــــاج بأمـــــــــــــواج ليقذفهمْ
كأنما الكــــــــفر والإلحــــــــــــــاد أترابُ
ما للسفينة مــــــالتْ , هـــل بها جــــزعٌ
هل كــــــان يعصي إلــــه الكون , رُكّّـّابُ
لكنهم ضربوا فــــــــــي الحـَـــظ قرعتهم
يرمون نفساً بهـــــا والبــــــــــحرُ سلاّبُ
وكان يونس قــــــد لاقتــــــــــهُ قرعتهمْ
رموه فـــــي البحر , للحيتان أنيـــــــابُ
فجاء حوتٌ بأمـــــر الله يلقــــــــــــــــفه
من غير ضرّ , ببطن الـــــحوت أحبــابُ
يسبح الله يدعـــــو أن ينجــــــــــــــــــيَهُ
من العذاب كــــــــأنّ اللفظ صــــــــــوّابُ
بأمر ربك هبّ الحـــــــوتُ يقـــــــــــذفهُ
بساحلٍ فوقــــــه اليقطين أهـْـــــــــــدابُ
وراح للقوم كـــــي تسمو نبـــــــــــــوّتهُ
لمّا رأوْهُ فكان الـــقوم قــــــــــــــدْ تابوا
وبارك الله فـــــــي أموالهم ثمــــــــــــراً
فالقوم قـــــــد أخطـــــــــــأوا والله توّابُ
قصة النبي يونس عليه السلام
الدكتور ضياء الدين الجماس
يا عـبْرَةَ الحـقِّ في قرآننــا سُطِرَتْ ...آياتـــه قَـصَصٌ نـــورٌ لألباب
ذا النون يدعو لربٍّ واحــدٍ أحَدِ ...وقومُه جـحـــدوا إنعــامَ ثـوَّاب
في غِيِّــهم مكثوا، في وعدهم نــكثوا...والرجـزُ فــي سُحُبٍ يغشى لمـرتاب
ظــنوا بخذلانه والقــــــوم قد سـخروا ..وَلَّى بغضبته فــــي ظِــلِّ غـــلاب
ينجو بجلدته فـــــــــي ظــهر مركبة...مادت بهم هــرجـاً ثارث بركــاب
ظنــــــوا بمُوبِقَةٍ ترديهمُ غَـرَقاً ...في القرعة استهــموا كشفاً لحَوَّاب
وكلما اقترعوا كـانت لــه دحَضاً ...والحــوت لاقمـــه قبراً لأواب
نــادى كمــعتَـرفٍ رَبَّاً يوحده ...سبحان رب الورى يا خــير تواب
فكان منقــذه مــــــن كربــة وقــعت...والحوت قاذفـــه من بيـــن أنيــاب
يخرجْه من ظُلَمٍ يحفظْهُ مـــــــن سَقَــمٍ...يقطينُ يسترهُ حفــــظاً لتـــواب
والقوم قد هرعوا حيُّـــوه فـــــي فرح ...فهب يشكرهم، عاشـــوا كأحبـــاب
هذي الحروف من القرآن منبــــعها...في ذكره حــكــمٌ ترقى بطــــــــلاب
في نوره ألق يبـــــــــــــــدي جــــــلالته ..تُــروى به قَــصَصٌ من غير إســهاب
تقوى تزينه والعـــــــــــــطر منســــمه ...يهتاج عاشقه مـــــن حــرفِ وَهَّــاب
يارب صلِّ عــــــلى خــــير الورى نُزُلاً ....واجعله لي شافـــعاً من خــير أحبابي
الشاعر/سامي الحاج دحمان
قصة النبي يونس
الحمد لله حـــــــــــــمدا نستظل بــــــــه
هــــــــو الرحيم الغفور الـــــــــبر تواب
محمد خير خـــــــــــــــلق الله كــــــلهم
نور الهدى ســـــابق بالخـــــــــير أواب
يدعو إلـــــــــى الله و القــــــرآن قائده
لـــــــم يثنه الحق ترهـــــــــيب و ألقاب
في الذكر ذكر لـمن مروا و تذكـــــــرة
إن الذين استحبوا الكفر قد خـــــــــابوا
يـــــــــا قوم يونس إن الله يأمـــــركم
بأن تكفوا عــــن الأصنام فارتـــــــابوا
لولا التذلل و التســــــبيح و النــــــــدم
مــــا أنبت الله يقطينا و ما ثابـــــــــــوا
مـــــــــا قرية آمنت الا بهــــــــا شطط
و قدر الله كـــــــل القــــــــــوم قد تابوا
الشاعر عبد الرحيم محمود
قصة النبي يونس
في نينوى يابن متى أهلـــــــــــها عـــــابوا
وسادهم جهلهم والرب أنصــــــــــــــــــاب
لم يعرفوا خالقا من جهلـــــــهم عبــــــدوا
حجارة أو نجوما شرعــــــــهم غــــــــــاب
الظلم فيهم فشا والعســـــــــف يحكـــــمهم
فجاءهم يونس بالحــــــــق فارتــــــــــابوا
مغاضبا فعلهم في الله فـــــــــارقـــــــــــهم
من بعد نصح وإرشاد فــــــــما تـــــــــابوا
وقال : لن يقدر الخلاق مرســـــــــــــــــله
ولن يضيع نبيا قومـــــــه خـــــــــــــــابوا
علا السفينة لا من قومـــــــه هــــــــــربا
ولا الرسالة ألقى دونهـــــــا بـــــــــــــاب
وقال يا خالقي قومي لــــــقد سفـــــــهوا
وخالفوني وعنّي أنت تــــــــــــــــــــواب
سأهجر القوم ربي لــــــن يضـــــــــــيعني
أمضي سبيلي لرب مــــــا له بـــــــــــــاب
فأوقف الله ريحا عـــــــن سفيـــــــــــــنته
فصاح خوفا مـــــــن الأمواج ركــــــــاب
فقال قائدها عـــــــبد بــــــــــــــــــــنا أبقا
وفر من سيـــــــد ساءتــــــــــــــه أسباب
لا بد من قذفه في اليـــــــم فاقتـــــــرعوا
فكان يونس من يلقــــــــيه أصحـــــــــاب
فجاء حوت بأمــــــــر الله ينقــــــــــــــذه
فكان في الحوت للتسبـــــــيح محــــراب
أبقاه من خلق الأكـــــــوان معتــــــــــقلا
شهرا وعشرا وأمــــــر الله غـــــــــلاّب
القاه ثــــــــــــــــمّ وباليقطين جللــــــه
حتى يعود إلـــــــــــى قوم فقد تــــــابوا
فالله يكشف ضرّا كــــــــــل معــــــترف
بأنه الرب إن أهدته ألبــــــــــــــــــــاب
قصة شعيب عليه السلام
رهام فتوش
يا أرض مدين بالأردنّ شمــــــاءُ
فإن فيك شعيب الله علــــــــــــياءُ
الناس كانوا على شرّ ومفســـــدةٍ
ويسلبون الورى , والقوم غوغاءُ
ويعبدون نبات الأيك من سخـفٍ
قد ضلّ شيطانهمْ , للنفس أهواءُ
ويبخسون بميزان وكيلــــــــــهمُ
بالغش يبدو , وهامت فيه أشياءُ
فأرسل الله منهمْ للــــهدى رجلاً
يدعى شعيباً وللأقمار أضـــواءُ
وهو النبي الذي إن قال صـــدقه
من يعرف الله , والإنسان خطّاءُ
وهددوه بقتل والإلــــــــــــــه أتى
بصرصر الريح , للنيران ضرّاءُ
جاءت سحابة جمرٍ تحتها التجئوا
فأمطرتهمْ بنــــــارٍ , والردى داءُ
وأهلكتهمْ جميعاً صيحة هجمـــتْ
والمؤمنون إلى الرحمن أحيــــاءُ
قصة شعيب عليه السلام
د.ضياء الدين الجماس
شُعَيْبُ في قصص طافت كأحلام .... في عبقها نسم تسري بأنغام
في قومه بدع زاغت مدائنهم ... عن عدلهم مردوا مقتاً لإكرام
في الوزن ما عدلوا غمطاً لغافلهم .... والنهب بغيتهم حباً بإجرام
شُـعيبُ خاطبهم نور فصاحته ... من جهلهم بعدوا عن حبر أقلام
بالحق حاججهم لطفا ومنصحة ... من ظلمهم جحدوا رزقاً بإنعام
من رهطه انـهزموا درءاً لقوتهم ... للنور يرشدهم وحياً بإلهام
لما العذاب همى حقت معالمه ... في غيمة بعثت رجزاً بهم طامي
لم تبق من أحد سحقاً لظالمهم ... في صيحة خمدوا تعساً لظلام
لكن من آمنوا في جَنَّــــة أمنوا ... والله أسعدهم في ظلِّ إسلام
قصة داود عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
جالوت في جيشه يـختال جرارا ...جند مؤلفة تـجتاح أغوارا
طالوت ناصبه جند له صدقوا ..وجاوزوا نـهَرَاً من قلَّةٍ حارا
من مائـِهِ شَــــرِبوا غرفاً بـملْء يَــدٍ...طوعاً لقائدهم زادوه إصرارا
داودُ نازلـهم مقلاعه قَـتَـــلَتْ ...جالوتَ قائدَهم وانـهــــالَ مِغْــوَارا
والنصر حالــفَه من بعدها انتصروا ...والله ملَّكَــهُ عرشاً وأسرارا
أتاه مـَمْلكة في عزةٍ حَكَمَتْ ...في حِكْمَةٍ سَطَــعَــتْ عدلاً وأنوارا
فصل الخطاب بدا حقاً لسامعه ...مزماره صدحت لـحناً وأشعارا
هذا خليفته في سره زبُــــرٌ ...والوحي رافَـــقَــه يأتيه أطوارا
جبالــه سَــبِحَت حباً بـخالقها...والطيرُ صادحةٌ تأتيــه أطيارا
جَــلَّتْ عبادتـــه في صومه سنن ...يأتي مناوبة صوماً وإفطارا
تاريـخه عَجبٌ زاغت بـــــه كتب ...في عشقه نسبوا صحفاً وأسفارا
لكنه طاهــر، وجُـــلُّها كذب ...والله بــــرأه صدقاً وإقــــــــرارا
في مـحنة ذكرت والله منـْزِلـها ...في وحيها حكمة زادته إبصارا
محرابَـــــه دخلا شخصان واحتكما... في قلبه فزع غشاه إنظارا
هذا أخي عَزَّني ترعى له غنم ...لي نعجة رامها رعـياً وإصرارا
"لا تقبلنْ أبداً فيها مـخادعة" ...والله عاتبه وحـــياً وإنـــــذارا
ناداه فاحكم بعدل أنت رائده...إياكَ من عَجَل يرجُــمْكَ أحجارا
فَخَرَّ من ذنبه مستغفراً وجلاً...زلفى لـخالقه رباً وغفَّارا
داودُ عبْدٌ عَلا في ذكره سُطرت ...أذكار بارئه غيثاً وأمطارا
في موته عِــــبَرٌ والنفس ساجدة...والله قابضها آتاه أنـــوارا
والخلق شيَّـعه والطير ظَلَّـله...في يوم قائضة حــبــاً وإيثارا
قصة داود عليه السلام
خالد جابر
داود صار نبي الله مخـــــــــــــــــتارا
وصار يحكم أرض الله ديارا
قد كــــــــــــان راعٍ لرب البيت والده
وكــــــــــــان شبلاً قوي الجسم سيارا
قد كـــــــــــان في صوته لحنٌ يردده
بل كــــان يحكي لغات الطير أسرارا
الصوت قيثارة باللــــــــــحن يسعدهم
صارت مزاميره لحـــــــــــناً وأشعارا
إن الجبال له قد سبحتْ فرحــــــــــــاً
وكان تسبيحه ليلاً وأبكـــــــــــــــــارا
يؤتيه ربك أحكـــــــــــــــــاماً بحكمته
بالعدل يحــــــــــــكم بالزبور أمصارا
بعلمه ما يشـــــــــــــــــــــاء الله علمه
بالحق يحـــــــــــكم بين الناس أحرارا
وكان في عزمـــــــــه داود في عجبٍ
يثني الحديد بأيد العــــــــــــــزم جبارا
جالوت بارزه والشبــــــــــــــل منتصر
داود يقتله قد كـــــــــــــــــــان مغوارا
طالوت يكرمــــــــــــــــه تزويج ابنته
من بعد صار مليكاً قـــــــــــــاد ثوارا
في بيت لحمٍ ترى قبراً يقدســــــــــــه
يهود قومٍ عصوا ربــــــــــــاً وقهارا
قصة مملكة سليمان عليه السلام
د. ضياء الدين الجماس
قيثارة صَدَحَتْ والعزف ألـــــحان... ونــــجمها بطــلٌ يدعى سُــــلَيْمان
في خاتمٍ حلموا سـحراً بــــمملكةٍ ..مصباحُــه ألــِــــقٌ والومض ألــــــوان
داود ورَّثــــــه ملكاً به سَـجدوا ... والجنُّ في مــَـــرَجٍ والطــــيــــر تــزدان
شَعَّت منارتـه مزماره زُبـــــرٌ ... في الكون أنغـــــامها ناجاه حـــــــــنَّان
فـي وحـيه مدد نـور بـحكمته ... والطـــــفل نابــــغــــةٌ ربَّـــــاه رحـــمـــــن
طفولةٌ شَهِدَت من نَـــجـــــْـمــه عجباً ... والله يـحرســــــه ما حاك شـيطان
قضاؤه عادل والعدل مرحـــمة ... فاق الورى عــــلــْمُــه في القلبِ إيــــــمان
خصـــمان حاكمَهم داودُ في غَنَم ... عاثــت بـمزرعة والزرع مـــــزدان
وحُكْـــمُهُ: غَـــنمٌ تعطى لزارعها ...حُكْمٌ به مَضَضٌ والعدل مـــــــيزان
والله فهَّــمها للإبن في وَضَـــحٍ ...كلٌّ بــمُـنْــتَــفِع والناس إخـــــــوان
في حكْمِــــه رضيا والجمع في فرح ... حقاً بـــما اكتسبا، مرحى سليمان
يا مـــــجدَ مَـمْلكة ترسوا قواعدها... دانت لـها أمم والإنس والـجان
والعلم رائده يعلو بـــمنزلة .... كلٌّ له خضعوا والعدلُ ســـــــلطان
والقِطْـرُ عَـيـْن أذيبت في منابعها ... علماً ومكرمة والله منان
والخيلُ فـي سَبَـق للحرب هيَّأها ... حتى وأجهدها في ذاك ندمان
بالسُّوق يـمسحها بالعنق يربتها ... حتى يلاطفها في اللطف تـحنان
والريح جائلةٌ يغدو بـــها نسمٌ.... شهراً يداورها والرَّوْحُ ريــــــــحانُ
والطير طائعة تأتيه من خَبَــــرٍ .... تغشاه في ظُلَل والعلم ميْـــسان
في نَـملةٍ صرخت هيــَّا ادخلوا سكناً ... كي لا يـُحَـطِّمَكمْ جندٌ وركبان
في قــولـها لُغَـةٌ نــــور ببسمــــته.... والله مُكْرمُ من يُدْركْــــهُ حيــــوان
بلقيس من سبأ للشمس ساجدة ... لكنها عـــدلت والعــــدل إحســـان
مَكْتوبـَــه قرأت ما جاء هُدْهُدُه ... طوعاً لـمملكتي نادى ســــلــيمان
يا قوم ما رأيكم ؟ ، قالوا ارسلوا ذهباً... في تـُحـْـفَة ذهبوا والكل حيــــران
عادوا بـها جزعاً بالحرب هددهم ... يـجتاح دولتَــــهم ذلٌّ وخذلان
لكنهم قبلوا دَرْءاً لصَوْلَتـــــه ... من بطشه سَلِمُـــــوا والسِّـــــلْم رضـــوان
نادى سليمان من يأتـي بـمـجلِسِها ... فقال عِــفْرِيَةٌ يأتـــيــــك قربان
قال الذي عنده عــلـــم بـمكرمة ... "يأتيك في طرْفــةٍ تطرفْــهُ أجفان"
لـما رآه هوى في سَجْدَة وجبت ... لله يشـــكره والشكــــر عرفان
بلقيس قد ولـجت بـحراً لناظره ... من ثوبــــها رفعت يأتيه طوفان
أرض مـُمَرَّدة ظنوا بـها نـهراً ... في علمه صقلت والعرش زهوان
هذي العروش أتت لله خاضعةً ...والشمس في نورها نور ونيران
هل تسجدين لها والله خالقها ؟..كيف العقول غفت والحـقُّ ديَّــــــــان؟
لعرشها عرفت قالت يشابـهه ...وأسلَمَتْ حينها والـــحالُ شكران
أسلمْتُ راغبة ، إني لكم تبَعٌ ... والله شـــــاهدنا نور له شـــــان
في موته حِكَمٌ والجن تخدمه... ظنوه في سَـهْوة غَشَّـاه نســـــيان
حتى العصا انكسرت بأُرْضَـةٍ أكلَتْ ...لو أنهم عرفوا في الأسر ما هانوا
سحر له نسبوا والله برَّأه ...ما كان يعرفــــه والســـحرُ خـــــذلان
هاروت ضللهم ماروت ساحرهم ... في بابلٍ نزلا والأصل شيطان
والسحر صنعتهم للناس تفرقة... في مكرهم كُشفا للحـق ما بانوا
هذي روايته والصدق زينــتها ... والله أنْــزَلـــها، في الـكـون رُبَّــان
قصة النبي سليمـــــان عليه السلام
رهام فتوش
يبدو سليمان مثـــــل البدر أوصافا
أتاه ربك علماً كــــــــــــان أطيافا
ومنطق الطير والأحياء علــــمّهُ
وسيّر الجنّ والأرياح أحْـــــــلافا
والجند ينقل فوق الريح يرفعهم
ويزحف الجيش للأعداء أهْدافا
داود ورّثه ملكاً وممـــــــلكةً
نبوّة ساسها بالعقل إنصـــــافا
الله يغفر يومــــــاً يستجيب له
يعطيه ملكاً يفوق اليوم أسلافا
والجنّ يبني قصوراً والقدور له
لكي تغوص بعمق البحر ألفافا
أما النحاس فقد سالت صلابته
جدواه يصنعه للحرب أسيافا
وجيشه بشر والجن يتبـــــــعه
والطير يلحقه قد صار أضعافا
كم أبهجته بوادي النمل واحدة
صارت فصاحتها للنمل إسعافا
يا أيها النمل فابقوا في مساكنكم
خوفاً من الجيش تحطيماً وإتلافا
قد غاب هدهده يومــــاً فأغضبه
لكنه جاء بالأنبــــــــــــاء هدّافا
الشمس تعبدها من دون خالقها
يأتي سليمان للكفــــــار زحّافا
بدا يراسلها حتــــــى تعود إلى
إيمانها أو ترى جنداً وأسيـــــافا
فهادنته بلطف وهْــــــــــي خائفة
وأرعب القوم جيشاً كان صفـّافا
لكنْ سليمان لـــــــــم يقبلْ هديتها
قالت ستأتي , يكون الصلح هدّافا
العرش يحضره جنّ وقد ذهلتْ
بلقيس لما رأت في العرش أوصافا
(كأنهُ هُـوَ) يا للهول كيف أتى؟
فآمنت حينها فخراً وأشــــــــرافا
الموت يأتي مليكاً والعصا معــــه
عصاته أكلتها النمــــــــــــل إتلافا