لا تظلموا عرب أمريكا ، فالحياة فيها صعبة للغاية ، أكثر المتجنسين فيها من العرب ، تطحنهم عجلة العمل التي لا ترحم ، خمسة أيام في الأسبوع ، و في يومي الإجازة الأسبوعية ، يهرعون لتلبية إحتياجات أسرهم .
إضافة إلى بعد المسافات ، فبسبب الإنتشار العمراني الأفقي ، فإن العمران تحول إلى مدن عملاقة ، و طرقاتها العادية والسريعة تتحول في ساعات الذروة إلى عذاب مروري ، يحاول الكثيرون تجنبه ؛ و على سبيل المثل فقد دعاني ذات يوم الأستاذ نخلة بدر إلى حفل توقيع كتابه الجديد " شعراء معاصرون ، عرب أمريكيون " ، فاعتذرت لأن طريق العودة سيكون ليلا و في الليل لا أتمكن من القيادة ، فكلف الشاعر الأستاذ عيسى بطارسة أن يصحبني معه ، فاتصل هذا مشكورا و حدد لي موعد الإنطلاق ،و لكن بعد سويعات اتصل ثانية معتذرا قائلا : "درست الخريطة على الكمبيوتر فوجدت أن المسافة إليك ثمانية أميال ، ثم المسافة إلى الهمبرا حيث موقع الإجتماع خمسة و عشرون ميلا ، اي أننا سنقضي طيلة بعد الظهر و جانبا من الليل خارج بيوتنا !"
و قد جرت عدة محاولات لعقد لقاءات ثقافية فشل أكثرها لهذا السبب .
المجهود الثقافي الوحيد كان بجهد الأستاذ نخلة بدر و بماله ، الذي كان يجمع المثقفين العرب كل أربعاء آخر الشهر ، في أحد المطاعم تحت اسم / مؤسسة الشرق الثقافية / و كان ناجحا إلى أبعد الحدود ، و لكن ما أن نقل سكنه إلى منطقة بعيدة ، حتى انفرط العقد .
اللقاءات العربية الوحيدة تتم خلال مهرجان الجالية العربية السنوي في مقاطعة /أرنج كاونتي/ و هو مهرجان 95% منه تجاري و 5% منه فني .
و الحديث يطول ، بحيث لم يبقَ أمامنا إلى المجهودات الشخصية ، كمجهودي في إنشاء مجلة " العربي الحر " الألكترونية .
نزار