تغريبة ُ الصباح:
سأبوحُ للمزن ِ انتفاضاتِ الوريد
سأقصُّ للآتينَ من وجَع ِ الزمان ِ
حكاية َالمقتولِ والمأسورِ والمَسبيِّ في غـُرَر ِ النشيد
سأقولُ كم أثِمَ الأعاربُ
كيفَ أصبحنا وَقيد
أميَّة ٌ بدَتِ القريحة ُ والخيال
تـَستقرِئُ الوُهْدانَ في وَمَضاتِها
فتشيرُ للتاريخ ِيستحيي وأنْ
يُحصي بنا البارودَ والأصفادَ والأنكال
هذي البلادُ مسارحُ الحقباتِ ..آلهة ُ المطر.
ومَزارعُ الحبق ِ المفـَوِّح ِ فـُسحَتي
وسمائيَ الأجرامُ تختزل ُ السليقة َفي النضال
فتضيءُ أليَلَ حُلـْكـَتي
يا شـُرفـَة ً غـَزَتِ المضاربُ وَجْدَها
وَتـَشـَمَّرَ الشيطانُ عن حَكـَم ٍمثال
ومضى المهَرِّجُ والمفاتيح ُ
البقيّة ُللحياة
ومضت ملايينُ السنين ِ بلا فضاء
واكتظـَّتِ الأشواكُ في حَلـْق ِ الضياء
تـُهْنـَا.. فلا قمرٌ تفيضُ له البحار
واغرورقـَت دُرَرُ المدامع ِ للبلاد
وتكلـَّفَ العاصي الكلام
وتـَوارَت الأحياءُ عن كـَدَر ِ السلام
زمَنٌ مَهينٌ مورقُ الأظلاف
زمنٌ يُثَبِّطـُ كلَّ من عَرَفَ العفاف
يا كلَّ نزفِ الأرض ِ أسكتني الرُّعاف
ووثـَبتُ أنشِدُ تـَوقَ يوسُفَ للخلاص
فعرَفـْتُ أنَّ العُهـْرَ مُنـْسَجمُ الطـِّراز
والكلُّ مُنـْخـَرط ٌ بمحرقةِ البغاء
الكلُّ يبحثُ.. عن سُمُوٍّ في السقوط
الكلُّ يَسقـُطـُ.. والدِّيارُ تفورُ بي
وتـَغورُ ناصية ُ الإباء
وتصيحُ فينا الأرضُ أن يكفي غـَباء
لن يُرجِعَ التاريخُ نـُبـْلَ الأنبياء).
مَرَّ الودادُ ..مُذَيَّلاً بالطين ِ يخترقُ الرغيف
وملاحمُ الأنـَّاتِ تمزجُني مَدى
لأفيقَ صاخبة َ الصدى
فأشدُّ ثوبَ الأرض ِ أعْلـَقُ ساقــَهـا
كي لا تهاجرَ من يدي
كي تستسيغ َ تـَوَسُّدي
لِـتـُعيرَني نـُسْغَ الكرامةِ .. والبيارق ِ والبياض
فأنا شبعتُ من المَلاحِن ِ
وانتشرتُ على الحِداد
وسَئمتُ ذاكَ الدورَ في النسق ِ الغريب
فالكونُ يلتمسُ الفظاظة َ
والحروبُ إلى امتداد
تسونامي يتلوني..فينعطفُ المُراد
وأنا التجارة ُ
أ ُنـْهِـِكــَتْ فيها البلاد
دمشق : الشاعرة فردوس النجار