في ظلال سلسلة الأمن والأمان : إجابة على تساؤلات
إستهلالة بتوضيح للسياق :
أمّا قوله تعالى : ( وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ، وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ ) (النحل 112،113)
فهي بحق أقوام كافرين جمعوا بين الكفر بالمنعِم والكفر بالنعم ، فحلّ عليهم العذاب ، وليست بحقّ أقوام مسلمين وقع منهم قصور تجاه شكر أنعم الله تعالى عليهم ؛ يظهر ذلك جليّاً من تتمّة المشهد والآيات كما في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ الْعَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ)
وعليه : فلا يصح حمل آيات نزلت بحق الكافرين ومحاولة إنزالها على المؤمنين !
مُجْملُ القولِ في ذلك وعمومه :
تنزل المصيبة على قوم فتكون لبعضهم ابتلاء ومنحة ، وعلى آخرين بلاء ومحنة ، كلّ بما استقرّ في فؤاده من معتقد ، وبما اختزنه في نفسه من شعور ونوايا ، وبما وقع منه من سلوك :
فأهل الإيمان النقيّ والشعور الطّاهر البهيّ والسلوك السّويّ التقيّ تكون النوازل بحقهم ابتلاء ينعقد في نواصيها رفعة الدّرجات وسموّ المقامات ، إن هم تلقّوها بالصبر والثبات وبقي هذا ديدنهم في النوائب والملمّات ، بل وتكون ممهدّة لنصر لهم وظفر وتمكين (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكن لهم في الأرض) ( القصص 5،6)
ومن شأن ذلك أيضاً أن يورث صاحبه درجة الإمامة في الدّين ، وفي ذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - : ( بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين ) ثم تلا قوله تعالى : ( وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون ) ( السجدة 24)
أمّا أهل الفكر السقيم ، والشعور المظلم البهيم ، والسلوك المعوجّ غير المستقيم فتكون النوازل بحقهم بلاء ومحنة وسوء منقلب ونقمة ! ( ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون ) ( الأنعام 146)
حتى وإن أصاب أهل الإيمان من نوائب الزمان ، ومطارق الطغيان ما أصابهم ، وتساوى مصيرهم مع مَن هم دونهم كما يبدو في الظاهر ، فنيّتهم الصالحة طوق نجاة لهم بين يدي ربهم ، فعن أم المؤمنين أم عبد الله عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم))قالت: يا رسول الله، كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ، ومن ليس منهم؟ قال : ( يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نياتهم)) ( متفق عليه)
وحسبك قوله تعالى في غزوة أحد مخاطباً الصحابة رضوان الله عليهم بعدما أصابهم ما أصابهم : ( منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ) ( آل عمران 152) فبالرغم أنّ لكلّ منهم نيّته ، ولكلّ وجهته ، فكلّ ذاق القرح ومرارته ، مع أنّ كلاً له عند الله تعالى درجته !!
أمّا تفصيل القول في ذلك وتخصيصه :
وثمّ بقاع من الأرض اجتباها ربنا واصطفاها وحباها بحظوة منه وتخصيص ، وجعلها مناط تشريف يُجتبى ساكنوها ، ليكونوا الصورة التطبيقيّة العملية للحقائق الإيمانيّة ، في المنشط والمكره ، في السرّاء والضرّاء والبأساء وحين البأس ، وجعلها المولى تبارك وتعالى محك غربلة وتمحيص ، ليظلّ أهلها بذا النموذجَ الإيمانيّ الذي به يُحتذى ، ومنارت الهدى التي يُتأسّى بها ويُقتدى ، لذا غدت هذه البقاع أرض رباط ، وغدا قاطنوها أهل رباط إلى قيام الساعة ، كتلك البقاع التي أخبر عنها النبيّ – صلى الله عليه وسلم – بقوله : ( من اختار ساحلاً من سواحل الشام أو بيت المقدس فهو في جهاد إلى يوم القيامة ) أخرجه القاضي مجير الدين الحنبلي المقدسي في الأنس الجليل .
فيمسهم ما يمسّهم على سبيل الاستحقاقات ؛ استحقاق الاجتباء لسكنى هذه الديار ، واستحقاق حيازة أجر الرّباط ، واستحقاق مراغمة عدوهم المتربصين ، ومناوئيهم الحاقدين ، فهي مغارم تقلّدهم المغانم ، مغانم الأجر والسموّ الإيمانيّ في الدنيا ، ورفعة المنازل وطيبها في الآخرة !
ولربما غدت أرضهم أرض ملاحم ، يتزاحم عليها العدوّ للنيل منها ومنهم ، وتقويض دعائم عزّها وعزهم ، والنيل من رباطهم وثباتهم ، وليزهق أنفتها التاريخيّة ، ويروّض استعصاءها على الرّضوخ ، يبغي تعكير صفوّ فكرهم ، وإحداث التميّع في قيمهم ، والتأرجح في مشاعرهم وعواطفهم ، ومن ثمّ الثلمة والشائنة في سلوكهم !
وليس من نافلة القول أن أستطرد في هذا المقام لأعرّج على ما حظيت به الشام من المناقب العظام ، التي تجعلها مرمى لطمع الطامعين ، وهدفاً لسهام الحاقدين المتربصين : فحبّنا لأرض الشام أمر دينيّ تعبديّ ، فضلاً عن أنه فخرٌ دنيوي ، ذلك أن ّالله تعالى قد خصّ الشام بخصال عديدة أعدّ منها ولا أعددها ، على عجل :
ستغدوالشام مآلا لتسلية المهموم وكفالة المحروم : لقوله عليه الصلاة والسلام لابن حوالة : ( عليك بالشام فإنّ الله قد تكفل لي بالشام وأهله ) أخرجه أحمد في المسند، وأبو داود في الجهاد: باب في سكنى الشام، والطبراني من طريقين، وقال الهيثمي: ورجال أحدهما رجال الصحيح. والحاكم في المستدرك وصححه ووافقه الذهبي.
و كفالته: حفظه وحياطته، ومن حاطه الله تعالى وحفظه فلا ضيعة عليه ؛ لا ضيعة فكريّة ولا نفسيّة ولا سياسية ولا اقتصاديّة ولا اجتماعيّة بإذن ربّ البريّة !
وعاصماً من هيمنة الفكر الضال الغشوم: ( ألا وانّ الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام ) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والأوسط بأسانيدن وحسّنه الهيثميّ في المجمع ، وأخرجه الحاكم في المستدرك وصححه على شرطهما وأقره الذهبي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق وحسَّنه
ومحضن النماذج الإيمانية عند تكدّر الفهوم: ( وبينا أنا نائم رأيت عمود الكتاب اختلس من تحت رأسي- وفي رواية من تحت وسادتي - فأتبعته بصري فازا هو نور ساطع بين يدي حتى وضع بالشام ) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير والأوسط بأسانيد، قال الهيثمي في مجمع الزوائد في أحدها ابن لهيعة وهو حسن الحديث. وقد توبع على هذا، وبقية رجاله رجال الصحيح، وأخرجه الحاكم في المستدرك وصححه على شرطهما وأقره الذهبي، وأخرجه أبو نعيم في الحلية، وابن عساكر في تاريخ دمشق وحسَّنه. وصححه الألباني في تخريج أحاديث فضائل الشام ص 15
وصفوة الواحد القهار بجعله مدخلا لتلاقي المؤمنين الأخيار: (إنّ الله تعالى يقول : يا شام أنت صفوتي من بلادي أدخل فيك صفوتي من عبادي) رواه أبو داود (2383) وأحمد في المسند (4/100) والحاكم في المستدرك (4/510) وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي ، وابن حبان (7306) وقال شعيب الارناؤوط محقق الكتاب إسناده صحيح . وصححه الألباني في أحاديث فضائل الشام ص13، 28
وعلى شاكلة الحديث السابق ما جاء عن أبي أمامه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من عباده ، وليدخلنّ الجنة من أمتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب “الطبراني في المعجم الكبير (7796) وصحّحه الألباني في صحيح الجامع (3765) والسلسلة الصحيحة (1909)
وأهل الشام ميزان الله في الأرض لتقرير مدى خيريّة الأمة ؛ فعن معاوية بن قرة عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم ، لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة ” رواه أحمد في مسنده (3/436) الترمذي في سننه (2192) وابن حبان في صحيحه(7302) وقال الارناؤوط في تحقيق الإحسان في تقريب ابن حبان : إسناده صحيح على شرط الشيخين غير صحابيه ، فقد روى له أصحاب السنن . وصححه الالباني في أحاديث فضائل الشام ص 19، والسلسلة الصحيحة (403)
وأهل الشام سوط الله في أرضه : عَنْ خُرَيْمِ بْنِ فَاتِكٍ الْأَسَدِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ : ” أَهْلُ الشَّامِ سَوْطُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ ، يَنْتَقِمُ بِهِمْ مِمَّنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ، وَحَرَامٌ عَلَى مُنَافِقِيهِمْ أَنْ يَظْهَرُوا عَلَى مُؤْمِنِيهِمْ ، وَلَا يَمُوتُو- أي منافقيهم - ا إِلَّا غَمًّا وَهَمًّا ” الْمُعْجَمُ الْكَبِير لِلطَّبَرَانِيِّ (4054 ) أحمد في المسند (16065) وحسّن إسناده أحمد شاكر ، وقال موقوف ظاهرا ولكن له حكم الرفع ، واحتج به ابن تيمية في مناقب الشام وأهله . وأورده المنذري في الترغيب والترهيب (4353) وقال : رواه الطبراني هكذا مرفوعا ، واحمد موقوفا ، ولعله الصواب ، وصححه السيوطي في الجامع الصغير (2766)
قال السندي : ” سوط الله “ مدح لأهل الشام ، “حرام ” : أي ممتنع وقوعا ، لا حرام شرعا ، ” أن يظهروا ” : أن يغلبوا ، أي : لا يقع للمنافقين غلبة في الشام على المؤمنين كما يمكن أن تقع في البلاد الأخر
كما ستغدو الشام معقل الأمن والأمان ومنبع الرحمة لا الشقوة: فعن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ( طوبى لأهل الشام !فقلت : وبم ذاك ؟ قال : ( إنّ ملائكة الرحمة – وفي رواية- ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليها) أخرجه أحمد والترمذي وقال حديث حسن غريب، وابن حبان والطبراني، والحاكم في المستدرك وصححه، ووافقه الذهبي.
وقال صلى الله عليه وسلم"إذا وقعت الفتن فالأمن بالشام"(صحّحه الألباني)
وستصبح عقر دار المؤمنين إذا عز النصير والمجير: لحديث سلمة بن نفيل الحضرمي أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (ألا إنّ عقر دار المؤمنين الشام ) أخرجه أحمد في المسند، والنسائي في سننه في أول كتاب الخيل، والطبراني في المعجم الكبير، قال الهيثمي في مجمع الزوائد رجاله ثقات. وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
وعلى شاكلته ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص: «ليأتينّ على الناس زمان لا يبقى على الأرض مؤمن إلا لحق بالشام « ومثل هذا لا يقوله إلا توقيفاً، أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه وأقره الذهبي.
والشام محضن المرابطين في آخر الزّمان : روى عمير بن هاني قال: سمعت معاوية بن أبي سفيان رضي الله تعالى عنهما على هذا المنبر يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تزال طائفة من أُمتي قائمة بأمر الله، لا يضرّهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله، وهم ظاهرون على الناس»، فقام مالك بن يخامر السكسكي، فقال: يا أمير المؤمنين، سمعت معاذ بن جبل يقول: «وهم أهل الشام» فقال معاوية، ورفع صوته: هذا مالك، يزعم أنه سمع معاذاً : «وهم أهل الشام» ( أخرجه البخاري ومسلم)
لذا غدت الشام خيار المصطفى المختار: لحديث عبد الله بن حوالة الأزدي( خرْ لي يا رسول الله! فقال : عليك بالشام ) سبق تخريجه
ولذلك دعا النبيّ صلى الله عليه وسلم للشام بالبركة : فعَنْ ابْنِ عُمَرَ ـ رضي الله عنهما ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال :” اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا”. قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ؟ قال : ” اللهم بارك لنا في شامنا ، اللهم بارك لنا في يمننا”. قالوا : يا رسول الله ، وفي نجدنا ؟ فأظنه قال في الثالثة : ” هناك الزلازل والفتن ، وبها يطلع قرن الشيطان”البخاري (7094) الترمذي (3953) احمد (5987) ابن حبان(7301)
قال العز بن عبد السلام ” لما بدأ بالدعاء للشام بالبركة ، وثنى باليمن ، دل على تفضيل الشام على اليمن مع ما أثنى به على أهل اليمن في غير هذا الحديث ، فإن البداية إنما تقع بالأهم فالأهم
حتى إذا ما سأل سائل ” إذا كان أهل الشام وأرض الشام في كفالة الله تعالى ، فلماذا الذي يلحق بالشام وأهلها كلّ هذه الصنوف من الأذى والحتوف ؟
والجواب من وجهتين :
الأولى : أن اهل الشام على محكّ الاختبار ، اختبار صبرهم وصلابة إيمانهم ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم ﴾ (محمد : 31)
الثانية : كلّ ما يصيب أهل الشام من الأذى ومن كيد الأعداء ومكرهم ، مع محاولاتهم الشرسة لردنا عن ديننا ، لن يكون إلا مجرد أذى ، لن يمسّ عقيدتهم ، ولن يزعزع إيمانهم ولن يبلبل فكرهم .
قال تعالى ﴿ لن يضرّوكم إلا أذى وان يقاتلوكم يولونكم الإدبار ثم لا ينصرون ﴾ ( آل عمران : 111)
وختاماً : فلنرتقب أهل الشام حلول السنة الربانية الجارية التي لا تحيد : ( ونريد أن نمنّ على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين ، ونمكّن لهم في الأرض) ( القصص 5،6) وليرتقبوا دورهم الفاعل الذي ارتضته مشيئة الله الكونيّة لهم ، دور تكلّله المكرمات ، وتحفّـه المسرّات ...
وإلى أن تحلّ تلك السنة في ربوع الشام ، على أهل الشام أن يقولوا بلسان حالهم ومقالهم :
باقٍ بقاءَ الحبّ في السنابلِ ... في معقل من أحصن المعاقلِ
هذا من جهة ومن جهة أخرى : عليهم – شأنهم في ذلك شأن كلّ مسلم - أن يرضوا بقضاء الله الكوني وإرادته الكونيّة ، ويستلهموا الحِكم من ورائها ، في الوقت نفسه عليهم أن ينهضوا بقضاء الله الشرعي وإرادته الشرعيّة ، والاستعانة بها على تحمّل تبعات إرادته الكونيّة !
فـ[الإرادة الكونية] هي مشيئته سبحانه لما خلقه ، وجميع المخلوقات داخلة في مشيئته وإرادته الكونية، فإذا حكم كوناً بوقوع شيء فلا بدّ أن يقع ولا يستلزم ذلك محبته سبحانه لذلك الشيء ، فقد يحكم الله كونا بوقوع ما لا يرضاه لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى !
وكلّ الأحاديث التي سقتها آنفاً هي من باب إرادته الكونيّة سبحانه ، فليست إرادة الله تعالى الكونيّة بمقتصرة على فتن وابتلاءات على الشام وأهله بل ومنها الفضائل والمنح والمكرمات كما تبيّن آنفا !
و[ الإرادة الشرعيّة ] : هي المتضمنة لمحبته ورضاه المتناولة لما أمر به وجعله شرعاً وديناً، وهذه مختصة بالإيمان والعمل الصالح !
وهكذا على المؤمنين بعامّة وأهل الابتلاء بخاصة أن يتقلّبوا فكراً بالفهم ، وشعوراً بالرضا في غمار إرادة الله الكونية ، كما ويتقلّبوا سلوكاً بالعمل والتنفيذ لإرادة الله تعالى الشرعيّة ... فبشراهم عندئذ !