‎| إمارة الرها أول إمارة صليبيه في ديار الاسلام |

استمر الزحف الصليبي نحو بلاد الشام بعد معركة دوريليوم إذ كانت جيوشهم، كالجراد المنتشر، وقد بلغوا قرابة مليون مقاتل فاحتلوا الرها وأنطاكية غير سته من المدن الهامه مثل مدينه لوكلونيا و هرقله و قيصاريه ومرعش وتيانا و فوذكون وهرقله هي طبعا المدينه التي ربط بها هارون الرشيد فرسه في قصر نقفور الامبراطور البيزنطي لما رفض ان يدفع الجزيه ...

ولم يجدوا مقاومتة تذكر في هذه المدن نظراً للتمزق السياسي والخراب الاقتصادي في تلك المرحلة، كان معظم سكان الجزيرة الفراتية من نصارى الأرمن الخاضعين لحكم السلاجقة، وخاصة في تل باشر، ومرعش والراوندان فقد رحب الأرمن بالغزاة، واعتبروهم منقذين لهم، وحماة للنصرانية في تلك الجهات ، وسار الأعوان والمرشدين من رجال الأرمن، حتى يسلهوا مهمة الزحف أمام قادة الغزو الصليبي " بلدوين وتنكرد" وقد تمكن الغزاة من احتلال : طرسوس والمصيحة، وتل باشر والواندان وهي قلاع حصينة في شمالي الجزيرة، وذلك بفضل مساعدة أهلها من الأرمن وثورتهم ضد الحاميات التركية السلجوقيه ....

ثم أرسل حاكم مدينة الرها ثوروس الأرمني إلى القائد الصليبي – بلدوين – يدعوه للحضور إلى الرها لمساعدته في تسليم المدينة إليه عام 1098م لأنه خشى أن يحتلها أمير الموصل من قبل السلاجقة، فأسرع بلدوين على رأس قوة صغيرة استقبلت من قبل أهالي المدينة وحاكمها استقبالاً حافلاً، ومن ثم ثار أهالى الرها ضد حاكمهم، مما أدى إلى قتله، وانتقال مقاليد الأمور إلى بلدوين البولوني، الذي اتهم بأنه كان وراء هذه الثورة ولم يقم بواجبه في حمايته ، وقد تمكن بلدوين من السيطرة على الرها في أعالي الفرات، وأسس هناك إمارة صليبية من أجل أن تكون بمثابة دولة جاهزة، بين سلاجقة آسيا الصغرى وسلاجقة العراق وكذلك بلاد فارس، وكي تكون بمثابة محطة إنذار مبكر للصليبيين في مواجهة آية أخطار عسكرية قادمة لهم من الشرق وفي هذا دليل واضح أن الغزاة الجدد كانوا يدركون أهمية زرع كياناتهم في مواقع جغرافية ذات أهمية استراتيجية خاصة....

ويلاحظ هنا أن إماراة الرها – على نحو خاص – ستتعرض للعديد من الضربات من جانب المسلمين علي مدار فتره الحروب الصليبيه وقد كانت هذه الإمارة من أوسع الإمارات الصليبية وأشدها أذى للمسلمين بسبب أطماع حكّامها النورمان واجتهادهم في الحروب والغارات ولكنها كانت مع ذلك أضعف هذه الإمارات بسبب توسطها بلاد المسلمين، وتعرُّضها بالضرورة لردود أفعالهم بالإضافة إلى عدم تلقَّيها دعم الحجاج المسيحيين، ولا إمدادات التجار الإيطاليين .

وبعد ان تكلمنا عن الاماره الصليبيه الاولي في بلاد الاسلام سنتكلم في المنشورات القادمه عن انطاكيه هذه المدينه المهمه وما فعل بها هؤلاء القوم وعن مذبحه معره النعمان فاتبعونا ....

[ المصادر : دولة السلاجقه للصلابي - سلسله الحروب الصليبيه للدعيج ]
_____________________

الصورة : بالدوين و الدخول إلى الرها وإستقبال الارمن له بعدما خانوا الحاكم السلجوقي .


* ع *





نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي