تومب أكشن .. صياغة أعمق ورؤية إخراجية أشمل
تختلف مسيرة المخرج فيصل بني المرجة عن غيره من المخرجين، فبعد دراسته الأكاديمية للإخراج السينمائي والتلفزيوني في أمريكا عاد إلى الوطن.. لكنه لم يستطع الدخول إلى عالم الدراما بسهولة لأسباب عدة، فاتجه نحو أعمال الفيديو كليب والأفلام الاستعراضية الغنائية مثل (السمفونية) بمشاركة الفنان لطفي بوشناق، ثم بدأ بالكتابة والإنتاج الدرامي فجاء الفيلم الروائي الطويل (القرار )الذي عالج قضايا اجتماعية شائكة تتعلق بالتربية المتوازنة، وحصل على الجائزة الذهبية من مهرجان بيروت السينمائي،ثم قدم أجزاءً متتالية من الكاميرا الخفية .. و مؤخراً انتهى من تصوير فيلم (وجه آخر للقتل ) إنتاج الفضائية التربوية ولديه مشروعات جديدة منها العمل الاجتماعي (مطلقات و لكن )...إلا أن عمله الأهم الذي حقق جماهيرية وأخذ موقعه بين الأعمال الناقدة ذات الطابع الجريء،كان "بومب أكشن "والذي عرض في المحطات السورية وعدة محطات عربية، وقريباً ستدور كاميرته لتصور الجزء الثاني منه باسم "تومب أكشن "الذي سيظهر بحلة جديدة.
البعث حضرت المؤتمر الذي عقده المخرج بحضور الممثلين و تحدثت مع بعض المشاركين:
بني المرجة :كوميديا غير مفتعلة تنبع من الموقف
عرض بومب أكشن في لوحات الجزء الأول الكثير من القضايا الاجتماعية الحساسة التي تلامس أوجاع الناس وهواجسهم بأسلوب كوميدي ساخر وأخذ موقعه بين الأعمال المشابهة مثل (بقعة ضوء – مرايا ) ورغم الإمكانات الإنتاجية البسيطة وتوقيت عرضه غير المناسب – الخامسة صباحاً - إلا أنه لاقى متابعة جيدة . و قد أكد بني المرجة أن السبب المباشر لإقدامه على إنتاج الجزء الثاني هو إعادة الكوميديا إلى الساحة الدرامية بطرح جاد و أسلوب مختلف، وأن الجزء الثاني سيكون أوسع من الجزء الأول من حيث الإنتاج و الصياغة و الإخراج،إذ سيصوّر في الكويت وسورية ولبنان والأردن وسيشارك فيه نجوم الدراما السورية (جهاد سعد –ناهد حلبي –باسل خياط –باسم ياخور-روعة ياسين وعاصم حواط)...، و الشيء الجديد أيضاً انضمام نجوم عرب إلى العمل من لبنان: (ربيع الأسمر –كارمن لبس –جورج خباز)، ومن الأردن (عثمان الشمايلي –هنادي الخطيب) ومن الكويت حسين معاشي، ومن الإمارات محمد الملا... وأضاف : سأرحب بدخول المواهب الشابة لإثبات وجودهم. أما من حيث المضمون فقد كتبت اللوحات بالتعاون مع الكاتبة فاتن سكرية بجرأة عالية حملت طابع الكوميديا السوداء غير المفتعلة، التي تنبع من الموقف بكاركترات مختلفة بعيدة عن النمطية والتكرار، وفيها خطوط درامية عربية تنسحب على كل المجتمعات، تمثل من قبل ممثل عربي، وهذا يضفي على الحدث مصداقية، كما تطرقت في بعض اللوحات إلى الأزمة التي تعيشها سورية مثل حلقة الاتجاه المعاكس وحلقة مستمدة من مواقف حدثت في الشارع السوري سيقف المتلقي إزاءها حائراً لا يعرف هل يبكي أم يضحك،ومن اللوحات الاجتماعية(حالة صعبة –الصديق الوفي –الشحاذ- الشعوذة ..)
لم نتوقف رغم الأزمة
الفنانة ناهد حلبي شاركت في الجزء الأول بلوحة واحدة، و برأيها العمل طرح موضوعات مختلفة و أفكاراً متنوعة، وهي تشجع هذه الأعمال ذات اللوحات الناقدة المتصلة المنفصلة لأنها ترضي جميع الأذواق و تتوجه لكل الشرائح وبعيدة عن النمطية و التعقيد... وأضافت :النص الجيد يكون عاملاً مساعداً يمنح الممثل مساحة من الحرية ليبدع و يبتعد عن الكوميديا الهزلية المفتعلة، وأرى أن المشاركة العربية تغني العمل وتكسبه المتابعة العامة، وأنا سعيدة بالعمل مع المخرج بني المرجة لأنه يملك رؤية فنية ثاقبة، وهو بارع باختيار اللوحة المناسبة لكل ممثل، والنقطة الهامة التي أود الإشارة إليها هي أن نستمر و نثبت للجميع أننا موجودون في الساحة الفنية ونعمل وأننا لم نتوقف رغم الأزمة.
أحب الكوميديا الحرة
وأبدى الفنان اللبناني ربيع الأسمر سعادته للعمل مع عمالقة الدراما السورية و الجمع بين التمثيل والغناء فقال :العمل ممتع لأنه يقوم على الأكشن، قدمت في الجزء الأول عدة كاركترات، إلا أن الجزء الثاني مختلف من حيث الصياغة و الجرأة بالطرح، وأنا أحب هذا النوع من الأعمال لاسيما أن الدراما اللبنانية تتميز بالجرأة، أي ما يسمى بالكوميديا الحرة، والمشاركة العربية ستكسبه نوعاً من التآلف بين اللهجات (خليجي –كويتي -أردني -لبناني ) أما على الصعيد الشخصي فأنا أجسد عدة شخصيات أكون في إحدى اللوحات مطرباً وأغني أغنيات خاصة بالعمل، و قد شجعني المخرج على خوض غمار التمثيل بعدما لمس موهبتي من خلال الفيديو كليب .
سلبياتها وإيجابياتها
ويرى الفنان عاصم حواط أن حياتنا الاجتماعية مليئة بالصور والحكايات والتناقضات. وهذه الأعمال هي الأقدر على تصوير يومياتنا، وتابع :في الحلقات المنفصلة قد يستهلك الممثل ذاته لأنه يقدم خلال شهر عشرة كاركترات، وقد يقع في مطب التكرار، وفي الوقت نفسه لها وجه إيجابي لأن الممثل يكتشف مقدرته على تجسيد أنماط مختلفة من الشخصيات، يعرف من خلالها كيف يتماهى ويتفاعل معها ومن تجربة صغيرة ينتبه لنجاحه بكاركتر معين قد يجسده بعمل طويل. وعلى صعيد آخر علق على دور المخرج الذي يمنح الممثل مساحة كبيرة للتحليق بمعالم الشخصية ثم يركز على نواح معينة سواء بالتراجيديا أو الكوميديا، وأشاد بالمخرج بني المرجة الذي يضبط إيقاع اللوكيشن بطريقة حضارية.
مِلده شويكاني

http://www.albaath.news.sy/user/?id=1361&a=120601