وصف طه
******
صلى الله عليه وسلم
****
شعر / صبري الصبري
***

عجزت حروفُ الخط والإملاءِ
عن وصف طه سيد الشفعاءِ

وتقاصرت لغةُ الخطاب تعطلت
فيها فصاحةُ معشر الفصحاءِ

وتقهقرت كل القصائد واختفت
منها القوافي في نهى الشعراءِ

واستغرق الأدبُ البليغ بصمته
عند الأريب بخجلة الأدباءِ

ماذا لديهم من كلام واصفٍ
للنور طه المصطفى الوضَّاءِ ؟!

هل بعد مدح الله جل جلاله
للمجتبى في سورة (الإسراءِ) ؟!

وبسورة (القلم) الجليلة مدحهُ
بالوحي جاء بأعظم الإعلاءِ

خلقٌ عظيمٌ للحبيب بمحكمٍ
من قول ربك أحكم الحكماءِ

آيات حق بالمديح تنزَّلت
للمصطفى طه بكل جلاءِ

فالله أقسم بالحياة لـ(أحمدٍ)
واقرأ (لعمرك) في سنا الألاءِ

واقرأ (فإنك) والحبيب بأعينٍ
لله جل الله ذو الآلاءِ

واقرأ (وأنت) والنبي ببلدةٍ
لله حلَّ بمكة الأضواءِ

و(الفتح) و(الشرح) المطهر و(الضحى)
و(النصر) و(الشورى) بنور ضياءِ

بسطت مكانة (أحمدٍ) خير الورى
للناس في الأنحاء والأرجاءِ

فهو الرسول الهاشمي المجتبى
خير الخلائق سيد الكرماءِ

محمودُ طه مصطفى نورُ الهدى
مفتاحُ خير قاسمٌ لعطاءِ

عِزٌّ لعربٍ منذرٌ ومبشرٌ
ومشفَّعٌ في الناس يوم لقاءِ

نورٌ مبينٌ صافحٌ عن زلةٍ
قمرٌ منيرٌ في أجَلِّ فضاءِ

هاديٍ رءوفٌ مهتدٍ بهداية
عظمى بوحي من بيانِ سماءِ

قد جاء للدنيا فنارت بالتقى
من بعد حلكة عتمة الظلماءِ

من بعد نكبتها بأوثان لها
عبدت حجارة صخرة صماءِ

وتخبطت في الإثم تعبد شهوةً
بهوى الجهالة من لدن جهلاءِ

حتى بدا في الكون نور (محمدٍ)
فأضاء يحمد ربه بثناءِ

شكرا لرب العرش جل جلاله
إسراء طه سيد الأحياءِ

رباه إنا في محبتنا له
نرجو الخلود بجنة خضراءِ

فامنن بها رب الأنام بجيرةٍ
للمصطفى بمسرةٍ وهناءِ

صلى الإلهُ على النبي وآلهِ
ما انهل ودقٌ من طهور الماءِ !!