منتديات فرسان الثقافة - Powered by vBulletin

banner
النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: المهموم

  1. #1

    المهموم

    المهموم

    تابعته الهموم وأقلقته الأفكار، وعاش القلق ، واستسلم لأخطاء الزمان ، تاركا الخطأ يعشش في وجدانه الداخلي ، وينقله مرة بعد المرة إلى أخطاء أخرى تبعده عن الكبرياء ، والتحدي ، والصمود والتصدي ، وتجعله يبدو انهزامي مفرط في ضعفه ، وكأنه ذلك المناضل الوطني ، الذي صنع من الأخطاء والتكتيكات ، إستراتيجية ثابتة ، قلب بها موازين الصحة والاعتدال في الفعل ورد الفعل ، والفرق بين الاثنين كبير!؟! المواطن المهموم كانت أخطاءه ، على مستواه الشخصي ، وحده فقط !! أما الزعيم السياسي فأخطاءه ، تشمل الوطن والشعب والقضية كلها !!! ازدواجية الأفكار هنا ، تأتي بنتائج متماثلة !!
    في تلك الليلة لم ينم المهموم لحظة واحده ، ولم يغمض له جفن ، مفكرا في أخطائه ، يبحث عن حلول للحياة السطحية التي يعيشها !!!
    كيف يعلن العناد والتحدي والمقاومة ؟ وحوله السلبيات تحاصره ؟؟
    دار دورة كاملة في منزله ، اتجه إلى الصالون ، كل شي فيه منظم كما رتبه : صورة والده : الأصالة والتاريخ ، وصورة الزعيم الوطني الشهيد وإطار كبير لآية الكرسي من القران الكريم ، مزركشة بخطوط ذهبية على أرضية خضراء ، وتذكره بقدرة العلي القدير ، في الحياة والممات ، أطر ثلاث تكون شخصيته ، كل ما فيها متفاعل معه ، ومؤمن به ، لم يتغير منذ زمان ، ولم يغير في مبادئه ، يحاول أن يجمع بين المعاني ، والأفكار ، دون أن ينحرف بين هذا وذاك ، فالدين أساس ، والوطن أيضا والعائلة : القيم في الدين ، والعادات من العائلة ، والحياة في الوطن !!! أين كان الخطأ ؟ لقد كان مميزا متفوقا وهو يجمع الأركان الثلاثة معا في سيمفونية واحده ، متناغمة ، فما الذي حدث ، ليبدأ الانهيار معه ؟؟ ؟
    هل كان الخطأ عند الزعيم ،أم العائلة ، ؟ ولا يمكن أن يكون في الدين !! ربما يكون خطئه في انضباطه ، وتأييده للزعيم ، الذي يعيش بأخطاء التكتيك في الممارسة ، رغم الطواحين التي تدور حوله ، وهو يعاند أمام قوى أكبر بكثير من حجمه السياسي والعسكري فضلا عن الاقتصادي والجغرافي ، وهو يصر على القرار الوطني المستقل ، فينتج عن الإصرار ضعفا ، رغم أنه الحق نفسه ، ولكنه حق لا تسنده قوة ، خاصة إذا كان العدو له يملك القوة ، وهذا يحتاج حسم وحزم ، في القرار ، أيا كان ابيضا ، أم غامق السواد : لا تناور ، وواجه بحسم ، عدوك الشاطر وهنا درس على المستوى الشخصي للمهموم فيه فائدة ، في أن لا يناور ، إن لم يكن قادر ، وعليه أن يحدد مواقفه ، ولا ينافق ، يبتعد عن ضعفه ولا يكون جبانا ، عندما يحتاج الأمر إلى الحسم والحزم !!!
    التحدي يصنع هيبة الإنسان والقائد ، ومناصرة الضعيف قوة للمبادئ !!
    وهكذا لن يكون الخطأ إنسانيا ، إذا كان مع الحق وطنيا يتبع الوالي !!! ولا يمكن أن يكون في العائلة لأنها جزء من تكوينه الذاتي والإنساني !!!
    أتعبه التفكير ، وأرهقه السهر ، وهزه الأرق ، نام متعبا ، واستيقظ بعد غفوة قصيرة ، وكان آذان الفجر قد حان ، والتكبير باسم الله يجلجل مناديا : الله أكبر .. ألله أكبر .. !هل ينام ؟ هل يلبي النداء ؟ حاول أن يقاوم إغراء النوم ، ولم يستطع ، كان ضعيفا أمام سلطان الرقاد ، ذليلا مستسلما ، قرر النوم ، وأغمض عيناه ، ونسي الله ، سامحه الله !!!
    وفي الضحى استيقظ ، ينظر إلى ساعته ، مرتبكا ، مرتجف ، محطما ، وقد تجاوزت الساعة وقت العمل ، ماذا سيفعل ؟ ماذا سيقول للمدير ؟؟ نهض من سريره ، كمن لدغته عقربا سامة ضارية ، وأسرع في ارتداء ثيابه ، وخرج متسرعا إلى سيارته ، فاكتشف نسيانه مفتاحها ، فعاد إلى البيت لاعنا السهو والنسيان ، وفتحت زوجته الباب ، فصب جام غضبه عليها ، وتشاجر معها ، فتركت له البيت غاضبه ، وخرج مهموما إلى مكتبه ، قابل المدير الذي عنفه وأنذره ، وزادت همومه هما ثالثا ، ولم يحتمل دعابات زملائه ، وكان عصبيا متوترا ، فخاصموه وقاطعوه !!!
    وجلس مهموم مهموما يسأل نفسه : ما الذي حدث لي ؟
    وأجاب على نفسه في الحال : انه نسي الله ، فنسيه الله ، ترك الصلاة ونام غافلا ، لم يذكر الله عند استيقاظه وتذكر ساعة الدوام ، خاف المدير ، ولم يخش الله ، والعياذ بالله !!
    هي تلك مشكلته إذن ، الذل للعبد والحياة الفانية
    كان دائما في سنوات تفوقه مع الله الواحد القهار ، والآن عن الله يبتعد ، اكتشف الخطأ !!!
    فماذا يفعل لإصلاحه في هذا الزمن العفن ؟؟
    إنهم يعتقلون كل مؤمن ، مسلم ، ويبارك المسلمون قتل المسلمين !!!
    والحصار يشتد على الإسلام والمسلمين في العراق وفلسطين وأفغانستان أين الصواب ، وأين الخطأ ؟؟ أين الحق ، وأين الحقيقة ؟
    مهموم في الدنيا ، فلماذا يكون مهموما بالآخرة ؟؟
    ليس هناك أمامه ، وكل المهمومين أمثاله ، سوى التشبث بالعقيدة ، بالمزيد من الإيمان ، والثبات، الثبات في زمان اقترب منه المسيح الدجال

  2. #2
    نعم ان لم يهمنا كبيرا فنحن نعمل من اجل من ولمن ولماذا؟
    لك كل التحيه اعشق النص الموجه
    تحيتي
    [align=center]

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    ( ليس عليك أن يقنع الناس برأيك ،، لكن عليك أن تقول للناس ما تعتقد أنه حق )
    [/align]

    يارب: إذا اعطيتني قوة فلاتأخذ عقلي
    وإذا أعطيتني مالا فلا تأخذ سعادتي
    وإذا أعطيتني جاها فلا تأخذ تواضعي
    *******
    لم يكن لقطعة الفأس أن تنال شيئا ً من جذع الشجرة ِ لولا أن غصنا ً منها تبرع أن يكون مقبضا ً للفأس .

  3. #3
    مهموم حقا ..

    كل الهموم التي يعيشها الواحد منا لها علاقة في السياسية ..


    لو تعدلت السياسيات ..تستقيم معها الحياة ..


    أسمع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه :



    إثنان لو صلحا صلح سائر الناس وإن فسدا فسد سائر الناس


    العلماء والامراء )


    إن كان المسلم في زمننا يموت بمباركة المسلم ...وإن كان العالم يفتي بعد مباركة الامير

    فهمومنا إذن كلها له علاقة بالسياسية ....


    تحيتي لك أخي الكاتب يسري راغب شراب


    ظميان غدير

  4. #4

    الراقيه

    الاستاذه الراقيه
    ام فراس
    اعزك الله واكرمك
    يبدو ان المهموم ابحر في الكثير من الهموم لكنها كلها وضعت في اطاره الانساني
    احترامي

  5. #5

    المهمو

    اخي ظميان
    مودتي
    هذا المهموم انسان في نهاية الامر يتاثر بثلاث
    الحكام
    والعائله
    والدين
    ولو صلح حال الثلاث قد بنصلح حال المسلمين

  6. #6
    الأديب الراقى يسرى راغب شراب

    لا عجب ان تأتى منك دائما الافكار الجميلة

    تحيتى لنصك الجميل الذى ملأنى بالإيمان بارك الله لك وفيك

    وأن كانت لى بعض التحفظات البسيطة على الخاتمة حيث كانت مباشرة

    وفى شكل مواعظ دينية فحاول أن تصيغها مرة أخرىبشكل أدبى أكثر لو أردت .

    لك كل التحية والتقدير
    أنا ويا الزمــن نـــــــاوي
    أكون الجــرح ومــــداوى
    أشيل الصعب فوق راسي
    وتبقى شغلــتى حــــــاوي

  7. #7

    الاستاذه الراقيه

    الاديبه

    ندى العزيزه

    تحياتي

    وليبس امام المهموم بالوطن سوى التعلق بحب الله

    الهموم تتزايد ورب الكون وحده المنقذ

    دمت سالمه منعمه وغانمه مكرمه

  8. #8
    الهموم
    حصار تلو الحصار ، في الحرب وفي السلام ، لا فرق بين وضع المقاومة ، ووضع الاستسلام ، وهو يسأل نفسه مهموما : لماذا ؟
    أين الخطأ الذي جنيناه ؟ تابعته الهموم ، وأقلقته الأفكار ، وعاش قلقا ، محتارا ، وسط الأحداث ، هذا هو الفرد الوطن ، والمرحلة .
    ترك التحدي ونسي التصدي ، وأصبح انهزاميا مستسلما ، واكتفى بأربعين عام عاشها ، بين شطرين :
    عشرون منها في التحدي والتصدي ، وعشرون مثلها في التنازلات ، وكفى بالشيب شاهدا على عمره الآن !!!
    للأسف الشديد ، لم تكن التنازلات على مستوى الوطن ، بل على مستوى الأخلاق ، كان الانهيار .
    هي منظومة متكاملة تشد بعضها إلى الهلاك ، وخطأ واحد فيها ، يجب أن يجر وراءه أخطاء ، وأخطاء ، فتتجمع لتكون الخطيئة التي لا تغتفر , فينقلب المثالي إلى منافق ، والغني فقير، والأصيل دخيل ، والقوي ضعيف ، والوزير غفير ، والأمير حقير ، والشريف من اللصوص .
    وكل شي يدعو للإصلاح والتغيير ، حماية للشعب ، وقيم المجتمع ، فالوطن والقضية ، محاصره ، والبحث فيها مؤجل ، والنضال أو الجهاد سيان ، مشواره طويل ، المهم هو قيم وأخلاق المواطنين !!!
    والحصار اشتد على الناس ، وأصبح المصلح مثل الفاسد يعيشان تحت سقف واحد عنوانه : سجن كبير للصغار قبل الكبار ، وحماس الناس انتهى وزال ، رغم تغير الأحوال ، ونهاية الشطار ، وانحسار الرذيلة في الانترنت ومواقع المنتديات .
    إذا ما قطعوا الماء والكهرباء ، واختفى الغاز من الأسواق ، انتهى طعم الحياة ولم يعد للتحدي مذاق ،لأن التحدي هو في صنع الحياة ، وبناء الأوطان ، وليس التحدي : صدام ، يتلوه صدام ، نتيجته : مأساة صدام
    المهموم / يسري شراب

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •