في حياة كل منا أشخاص نعتقد لفترة أنهم سيلعبون دور البطولة في كل حياتنا، لكنهم ما يلبثوا أن يمروا بدور الذوبان .. ولا يعودون بعدها أكثر من مجرد ذكرى، قد تكون حلوة، وقد تكون مرّة، لكن دور البطولة ليس لهم ..
في حياة كل منا أدوار ثانوية كثيرة، لأشخاص طالما رشحناهم لأدوار البطولة، لكن أداءهم، لاحقاً، أثبت أنه لم يتسع لأكثر من أدوار صغيرة ..​وكما مع الأشخاص ، هناك الأحلام أيضاً، .
. طالما داعبت مخيلتنا أحلام وقلنا أننا لن نتخلى عنها، وأننا لن نرضى بأقل منها، وأن التنازل لن يكون مقبولاً ..
لكن جاء وقت، وسكنت رؤوسنا أحلامٌ أخرى، وصرنا نعجب من أحلامنا تلك .. ونقول أنها لو جاءت تطرق أبوابنا، لما فتحنا لها، ولما استقبلناها ..​
وكما مع الأشخاص والأحلام، كذلك أيضاً مع الأفكار، أحياناً نؤمن بأفكار، ونتمسك بها، ونصرخ أحياناً بمحتواها وشعاراتها، ونحارب من حولنا إذا لم يوافقونا، ونصرح أننا مستعدون للموت دون هذه الأفكار ..
ولكن،بعد فترة، تخبو الشعلة في الأعماق، وتنطفئ النار التي كانت وقود لنا، وقد يأتي وقت نلتفت فيه إلى الوراء ونعجب جداً من كل ذلك، وقد نعتبر كل ذلك مراهقة وطيشاً مررنا بها ونحن في طريقنا إلى النضوج ..​

الأشخاص، المشاعر، الأفكار كلها معرضة للذوبان، للمد والجزر، كلها تنضوي تحت قانون الأفول، ولهذا فهي تأفل، تذوي .. تخبو .. تغيب . كل شيء معرض للأفول، كل شيء، إلا شيء واحد، خارج عن هذا القانون ..
#القرآن_لفجر_آخر
#أحمد_خيري_العمري