تعلمنا في الصغر أن الفاعل هو من قام بالفعل ، وكانوا يأتون بالأمثلة التالية :
أكل الولد التفاحة ، مع أننا لم نكن نعرف التفاح ، وكانوا يسألوننا من أكل التفاحة ، ونردد بصوت عال : الولد ، فيقول الأستاذ إذن فالولد فاعل ، وشرب الولد الحليب ، ونام الطفل . وكان يخطر ببالي أمثلة كثيرة لا يكون الفاعل هو من قام بالفعل ولكني لا أجرؤ على مخالفة أستاذي فقد كان يتنافس هو وزميلة على عدد العصي التي يكسرها كل منهما على أيد الطلاب !
ومرت الأيام ، وجاءت الأمثلة التي كانت تخطر ببالي وأنا صبي صغير وهي :
1 - انكسر الغصن أو الزجاج .
2 - صافح علي محمدًا .
3 - جرح الحلاق نفسه .
4- مات الرجل أو نام الطفل .
وهنا يسقط التعريف السابق ، فالغصن فاعل لكنه هو الذي وقع عليه فعل الكسر وكذا الزجاج .
وصافح علي محمدًا ، فكلاهما فاعل ومفعول به في ذات الوقت .
وجرح الحلاق نفسه فالفاعل والمفعول واحد !!
ومات الرجل أو نام الطفل فالفاعل مفعول به بالتمام والكمال لأن الرجل لم يفعل الموت ويوقعه بنفسه ، ولا الطفل قام بفعل النوم لا بل فإن النوم سيطر على الطفل وأخذه من نفسه .
وهنا يتوضح معنى الفاعل وهو : اسم مرفوع يأتي بعد فعل لا أكثر ولا أقل .
تحيتي وإلى لقاء آخر .