( صاحب السيادة حجّ وحفظ خط الرجعة مع إبليس ) !!

( كان هذا إبّان الحصار ، قبل العدوان ، وربما أثناء المذبحة وبعدها )!


وأخيرا حال الحول وحل موسم الحج ،وبدأ أهل
الإسلام من كل فج عميق يتسابقون متدافعين
صوب مكة المكرّمة والبيت الحرام لينزلوا ضيوفا
كرام على ربهم الرحمن ،ويقيموا شعائر الركن
الخامس من الإسلام :

( لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد
والنعمة لك والملك لا شريك لك ) .......
في هذه الأيام الخيّرة ، أراد
( صاحب السيادة )
وهو مسؤول كبير وسياسي مخضرم في النظام
العربي الحاكم ، أن يحجّ متمتعا ومفرداً وقارنا بطلعلو
فجهّز نفسه وأحاطها بكافة أنواع المأكولات اللذيذة
والأطايب الشهية باستثناء لحم الخنزير ، فهو حرام
ولا يجوز أكله في عرفات !! ...

أما خارج عرفات وبعد الموسم ، فهو جائز وكل
شيء مباح ،وذلك من قبيل السياسة التي أنسته
وهو يتفقد أدويته، مرضى غزة المحاصرين وجياعها
المحرومين ....!!

وهكذا ركب صاحب السيادة طيارته الفارهة وقصد
بها وجه الحرمين الشريفين ، دون أن يسجل أو يحصل على تأشيرة أو يُمنع أو يقف على حدود أو
معبر أو أيّ شيء مما يتعرّض له حجاج غزة المنكوبين .

وعلى جبل عرفات وقف صاحب السيادة محاطاً
بحرسه ومستظلاً بحاشيته ، يدعو الله بأن يُنجح
عملية السلام مع أبناء عمّنا الاسرائيليين بزعامة
بيريز ونتنياهو والمرحوم شارون والعزيز أولمارت والحبيبة ليفني .. وأن يهزم ويسحق
ويمحق ويُهلك الإرهابيين الظلاميين المتطرّفين ، الذين يُقاومون أمريكة ومشروعها الشرق أوسط
الجديد في المنطقة ، وأن يغفر لسيدهم الراحل عن البيت الأبيض فخامة الرئيس الأمريكي المؤمن جورج بوش بجاه مؤتمر حوار
الأديان ، وأن يُثيبه خير الثواب بأن يجعله في الفردوس الأعلى
من الجنة مع الأنبياء والصدّّيقين والشهداء على حربه للأرهاب وغزوه لأفغانستان وقتله للمسلمين الأصوليين المتشددين ، وعلى
غزوه العادل للعراق وسحق نظامه الوطني وتحريره من رئيسه
الشرعي المستبدّ صدام حسين ، وتخليصه من أسلحة الدمار الشامل التي إتضح بأنها غير موجودة وقتل أهله بلا هوادة والتفريق بينهم ،
وتدميره عن بكرة أبيه وتسليمه لحفنة من الروافض الأوغاد يلعبون
به كما يشاؤون ..
اللهم واجعل باراك أوباما الذي أصله من هذه الأمّة
التي تقف على هذا الجبل ، أن يقتدي ويهتدي بخطى سلفه في محاربة الإرهاب والإرهابيين في غزة والعراق ولبنان وأفغانستان والصومال والشيشان وكشمير وباكستان ويغتال الشعوب الآمنة
في أوطانها ، وأن تتقدّم عملية السلام على يديه فيحل التطبيع والوئام
مكان الصراع والخصام .. اللهم واجعل القشطة هيلاري كلينتون خير خلف للشوكالاتة كونداليزا رايس ، واجعل خدّها يارب الذي مثل قرص الجبنة يُفطر عليه الصائم منا !! .. آآآمييييييين يارب العالمين يامن لا دخل لك في السياسة وما يراه ويحكم به الحكام والسياسيين !! ..

لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك
لا شريك لك .

وعند رمي الجمار وقف صاحب السيادة بين الجموع الغفيرة لحجاج بيت الله الحرام ونظر بخجل الى ذلك الشاهد الذي يدلّ على مكانة إبليس اللعين في هذا الموقف العظيم ، وراح يرمي بالحصيات
الرمز الابليسي المنتصب ، وهو يهتف في نفسه معتذرا لصاحب النُصب :

ـــ عفواً ياصديقي ، إن هذا لشيء يراد ، وما منه بُدّ ،
إنها السياسة وأنت تعرف ذلك
.
وبقيت في يده جمرة واحدة ، هي الجمرة السابعة ، لم يرمها
واحتفظ بها .. فكلّمه أصحابه في شأنها قائلين :

ــ لا بُدّ لك من رميها حتى يكتمل عدد الجمرات سبعاً .
فقال لهم بحزم :
ــ كلا يكفي ما رمينا ، يجب أن نحفظ خط الرجعة مع صديقنا
وحليفنا إبليس إنها مقتضيات السياسة !! ..

وعاد صاحب السيادة الى بلده العزيز بحجِّ مبرور وسعيِ مشكور
وذنبِ مغفور وسلوكِ عند حليفه مقبول .

(( وسلملي على حجاج غزة وجياعها المحرومين ومرضاها المقتولين وأطفالها المعدومين وأشلاء شهداءها المتناثرين في رقاب الحكام الظالمين ))
بقلم : إيهاب هديب
من عمق المأساة ، الحصار ، المحرقة ، المذبحة التي لا تزال مستمرة ..
من مفارقاتي ( كوميديا سوداء )
جميع الحقوق محفوظة بأمر الله