أُحِبُّ من الأشواق ( على الطويل )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
كانت تتضور جوعا ،،، وكذلك أنا ،،، فبحثتْ فلم تجد غير الفول الكامن في حديده المحكم ،،، فآلت أن تذبح الحديد بسكين ، حيث قالت بأم لسانها ( أريد أن أذبح عُلبة فول ) ، فهمّت بالنحر ، تارة تعض على شفتها السفلى ، وأخرى تعض على لسانها وذلك حذار انحراف السكين فتقطع يدها ،،، وفي النهاية تكلل الذبح بالتمام ، فسلخته من حديده وجعلته في صحنٍ أبيض كأنه العاج ،،، ثم همّت بأكله ، فتارة ينتفخ خدها الأيمن وطورا يتضخّم خدها الأيسر ، غير أن اللوكَ والطحن كانا مستمرين ، فينتهي حبس الفول في جوفها بدلا من حديده الذي كان فيه .
فقلتُ لها : أطعميني يا فتاة .
قالت : بعد أن أشبع ،،، وما بقي منه فهو لك .
ــــــــــــــــــــــــ
أحبّ من الأشواق
أحب من الأشواق ما شاقني لهــــــــــا **** وأعذر قلبي حين رامَ الفـِرارا
يطوف بروحي عشقها كل ليلـــــــــــــة **** فقلتُ خذي قلبي جهارا نهــارا
فَبِتُّ وحيدا ألْتَظِي حُرقة النـــــــــــــوى **** بليل مريرٍ تكاملَ مــــــــــدارا
وعِشْتُ الجَوَى حتى تراني مُلَهّبــــــــــا **** وغيري بحبٍّ لا يذوق المَــرارا
أحِنُّ إلى لمى حبيب أحبّـــــــــــــــــــه **** وقد كان خمرا لا تُدار عُقـــــارا
فأسكنُ في صمتٍ كأني مُصلّبــــــــــــا **** وتسلخني سلخا كأني مُمَـــارا
تطوف السّوافي مرةً إثْر مــــــــــــــرةٍ **** وجسمي يصدُّ اللّفح صدّ اضطرارا
فقلتُ لها لمّا توارت حلومهــــــــــــــــــا **** أريحي حسينا أو أقيلي عِثــارا
وأفْرِي بذي الأشفار ما شئتِ من دمي **** فَلَحْظكِ سفّاح وعِرقي مُـــعارا
فأزجَتْ شرابا قد تَحَلّبَ من فـــــــمٍ **** مُباحا لذيذا قد تندّى مـــــــــــــرارا
ــــــــــــــ
حسين الطلاع
المملكة العربي السعودية – الجبيل
12/ نوفمبر/ 2009 م